منوعات

تريد أن تصبح كاتبًا؟ الإنترنت قد يُثري مُخيلتك


ويُعلق هيجارتي بنفسه على هذا السؤال في مقالة له بالنسخة البريطانية لموقع هافينغتون بوست «تبدو هذه الإجابة سطحية، لكنها غير دقيقة تمامًا. فالأفكار موجودة في كل مكان، بداية من كل ما يحيط بك، وحتى من أولئك الأشخاص الذين تقابلهم، وفي كل شيء يمكن أن تتعامل حياتك معه بشكل أو بآخر».

ويضرب هيجارتي المثل بكتاب داركموث الذي قام بتأليفه، قائلًا «إذا اختار القراء اختبار كتابي، وعرفوا ما يجب عليهم أن يبحثوا خلاله، فسوف يجدون في الكتاب ما يشير إلى قصص «صائدي الأشباح Ghostbusters» أو «Hot fuzz»، كما سيجدون قطعًا من اللغة الأيرلندية، وسيجدون أن الشوارع كلها مستوحاة من شوارع مسقط رأسي، والمخلوقات الأسطورية مستوحاة من الثقافات المختلفة في جميع أنحاء العالم، وعدد آخر لا يحصى من الاقتباسات التي التقطتها على طول الطريق».

الأطفال وسرد القصص

وعندما يتقابل الكتاب سوية، فإن محادثاتهم حول الإنترنت تميل إلى التركيز على كيفية تجنب خنق الإبداع من خلاله، لكن هذا لا يعني أن كتابة القصص يتطلب دائمًا غرفة كتابة ذات الجدران المزدوجة العازلة الخالية من أي تأثيرات من العالم الخارجي. هذا أمر غير مقبول بالطبع.

ويوضح هيجارتي أن الأمر استغرق بعض الوقت بالنسبة له، حتى يعترف بذلك، «فبدون هذا الإلهاء من العالم الخارجي ومن الحياة الموجودة على الإنترنت، كنت سأكون ضائعًا في كتاباتي»، على حد تعبيره، مُضيفًا أن هذا الذي يُسميه الإلهاء اليومي، والحياة العشوائية التي تُقابله، غالبًا ما تقدم طريقًا للخروج من ورطة عندما تصل القصة التي يكتبها إلى طريق مسدود.

أصبح الإنترنت جزء لا يتجزأ من حياة الأطفال
وشرح أن المفارقة في كونه أبًا أمضى قدرًا كبيرًا من الوقت في القلق بشأن الكم الذي يريده لأطفاله للتعرض للإلهاء، والقلق بشأن هذه السهولة للوصول إلى محتوى مشتت يسبب الإلهاء للكثير من المحتوى الموجود على شبكة الإنترنت، والذي يمكن أن يثبط مبدأ جلوس الأطفال لقراءة قصة مكتوبة في كتاب.

لكن يبدو أننا لسنا في حاجة إلى كل هذا القلق؛ إذ تظهر الأرقام الجديدة في الواقع أن عام 2016 سيكون هو الأكبر في سوق الكتب المطبوعة للأطفال للعام الثالث على التوالي في بريطانيا على سبيل المثال. فالأطفال يحبون القصص، بغض النظر عما إذا كانت حكايات يختلقها الراوي بشكل فوري وارتجالي، أو قصصًا مطبوعة في كتاب، أو قصصًا معروضة على جهاز رقمي.

جميع الأطفال تقريبًا تحب الشاشات وتتعلق بها، ويمكنهم أن يحدقوا بها لساعات دون ملل. حتى آباء اليوم من مواليد سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كانوا يحبون الشاشات، المشكلة فقط أنه كان هناك عدد محدود من القنوات والبرامج في ذلك الوقت الذي اقتصر على التلفاز.

ما هو أكثر من ذلك، يتمثل أيضًا في وصول الأطفال الآن إلى خدمات الإنترنت بسهولة وتلقائية؛ وهو ما وفر لهم المزيد من الطرق التي يمكن من خلالها خوض تجربة سماع القصص والحكايات، فضلًا عن كونه مصدرًا للإلهام لبدء قصصهم؛ مما يقدم عالمًا من التحفيز المستمر.

أعتقد أن الكثير من الآباء مروا بتجربة سماع قصة خيالية من أطفالهم، تجعلهم يضحكون بشدة من الكيفية التي توصل بها الأطفال إلى أسس القصة، وكيفية قيامهم بتأليفها بهذه الصورة المدهشة والغريبة والفريدة، لكن هؤلاء الآباء ينسون أن أطفالهم هؤلاء يجلسون بالساعات يحدقون في شاشة التلفاز أو الحاسوب أو «التابلت»، يسمعون خلالها ويشاهدون مئات القصص وأفلام الكارتون.

مصدر إلهام

وبالعودة إلى هيجارتي، فقد ذكر أنه يمكنه استخدام شبكة الإنترنت للعثور على مصدر إلهام لجميع جوانب قصصه: من المخلوقات الغريبة، والأسلحة الغريبة، لأسماء الفايكنغ، وحتى الشوارع والمباني. لذلك، «عندما ألتقي الأدباء الشباب الذين يبحثون عن الإلهام، أقول لهم إن عليهم إيجاد صورة مثيرة للاهتمام، وكتابة قصة بناء على ما يرون ويشعرون أنه يمكن أن يحدث، أو عليهم بفتح الخريطة الإلكترونية، الإنترنت، والعثور على الكثير من الأمور التي تثير فضولهم».

الإنترنت لا يقتل الإبداع كما يعتقد البعض
وأضاف أن عليهم عمل «زووم» على ما يرونه من شوارع ومباني وغيرها من الأشياء المنوعة على الإنتنت، ويهيمون بين هذه الأشياء ويتركون العنان لمخيلتهم. فإنه لأمر مدهش كم الاستكشاف الذي يمكن القيام به، دون الحاجة إلى مغادرة الكتب والموارد الرقمية والتكنولوجية الحيوية الخاصة بهم.

وأشاد بخدمة الواي فاي الخاصة بشركة «بريتيش تيليكوم» وبنك «باركليز»، واللتين تقدمانها للمجتمع البريطاني، والذي يوفر خدمة «الواي فاي» المجانية والتدريب العملي على الدعم الرقمي في أكثر من مائة مكتبة وموقع تجمع اجتماعي في جميع أنحاء إنجلترا. وكجزء من هذا البرنامج، فقد انضم معهم إطلاق مسابقة الكتابة الإبداعية للكتاب الشباب.

وتشجع هذه المبادرة الشباب على الاستفادة من خدمة الواي فاي المجانية في المراكز الاجتماعية والمكتبات من أجل زيادة إبداعهم. وتتخذ المنافسة التي تجري في 12 موقعًا في جميع أنحاء إنجلترا. وسيتم اختيار الفائزين من أجل استكمال قصة جديدة بدأها هيجارتي عبر كتابة الفصل الأول منها، ليقوم كل فائز بكتابة فصل تالي، ليصبحوا جميعًا كتابة مشاركين في عمل مبدع استقى الشباب أفكاره من الشبكة العنكبوتية وما تركته من أثر في أدمغتهم.

واختتم هيجارتي مقالته قائلًا «ككاتب، تبدو الفكرة مقبولة لي؛ لأنني أعرف من تجاربي وخبراتي كيف يقدم الإنترنت فرصًا عظيمة للإبداع. فإذا كان الكاتب عالقًا داخل فكرة ما، فإنه يمكنه العثور على الإلهام الملائم لاستكمال فكرته في صورة أو خريطة أو واحدة من القصص القديمة أوالأساطير. فالحد الوحيد هو خيالهم».

ساسة بوست