تحقيقات وتقارير

نساء الريف السوداني بين الجهل والفقر


تشير تقارير لمنظمات طوعية محلية مهتمة ونشطاء اجتماعيين إلى أن عدد العاملات في المجال الزراعي وتربية الحيوان قد بلغ أكثر من 70%، وتلفت إحصاءات لمنظمة العمل العربية إلى أن نسبة مساهمة المرأة السودانية بالزراعة تصل إلى 82%.

تقضي زرقة محكر نهارها وهي تسعى بين فلاحة مزرعتها وخدمة أبنائها رغم ما تعانيه من مرض بسبب الرطوبة والذي قالت إنه ظل يلازمها لأكثر من عشر سنوات.

وزرقة واحدة من مئات بل آلاف النسوة السودانيات اللائي يمتهن الزراعة والفلاحة وبعض مهن أخرى مشابهة في ظل ظروف اقتصادية هي الأكثر قسوة.

ومع ذلك تخطط زرقة -كما تقول- لتعليم أبنائها بمساعدة زوجها في فلاحة الأرض بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها الذي لطالما رأت أنه لا يتناسب معها، حسب اعتقادها.

وفي حال مماثل لزرقة تجتهد أخريات مثل معدلة أبو سيل في حقولهن لذات الغرض وهو تربية الأبناء، وتحصيل أكاديمي ربما ينقل الأسرة بكاملها من حالة البؤس التي تعيشها إلى رخاء منشود للجميع.

ولا ترى زرقة أو حتى معدلة أملا في البحث عن عمل بعيدا عن الزراعة التي لم تعد تجدي في ظل ضعف أسعار كافة المحاصيل الزراعية النقدية “وحتى المنتجات الزراعية الضرورية”.

الملجأ الوحيد
بالمقابل، تقول معدلة -التي تعمل وبناتها في تجميع وجني ثمار الفول السوداني- إن أسعار المحصولات التي تنتجها ومثيلاتها لا توازي ما يعانينه من تعب ومشقة.

بينما تؤكد زرقة محكر -التي لا ترى غير الزراعة مخرجا- أن الزراعة هي الملجأ الوحيد الذي يسد حاجة الفقيرات من أمثالها. وأضافت أن جميع النساء في القرى بلا تعليم ولا صحة ولا أي نوع من مقومات الحياة الكريمة.

وتشير تقارير غير رسمية لمنظمات طوعية محلية مهتمة ونشطاء اجتماعيين إلى أن عدد العاملات في المجال الزراعي وتربية الحيوان قد بلغ أكثر من 70%.

وتلفت إحصاءات لمنظمة العمل العربية -ومنذ نحو أربع سنوات- إلى أن نسبة مساهمة المرأة السودانية في الزراعة 82%، وتمثل المرأة الرعوية 20% من مجتمع النساء.

قيود الضمانات
وكانت مديرة الموارد العامة للمرأة للمشروع القومي للتنمية المرأة الريفية مواهب محمد أحمد أعلنت تخصيص بنك السودان المركزي نسبة 70% من الموارد للتمويل الريفي، ونسبة 12% لتشجيع المرأة الريفية على عملية الاقتراض والادخار، وتفعيل محفظة المرأة، وتيسير الحصول على الائتمان والقروض، وتخفيف قيود الضمانات عليها.

كما أن العميد عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية طلب توسيع وإنفاذ دائرة المشروع القومي لتنمية المرأة الريفية ليشمل كل النساء الريفيات بما يمكنهن من رفع مستوى المعيشة لأسرهن ومساهمتهن في زيادة الإنتاج.

ودعا خلال كلمة له بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وزارة الرعاية ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان المركزي والشركاء من منظمات المجتمع المدني إلى تخصيص الميزانيات المستحقة لبرامج وخطط وقضايا المرأة.

فيما رأت الأمينة العامة لاتحاد المرأة السودانية مريم جسور في ذات الاحتفال أن هناك عقبات تواجه المرأة بالبلاد في إنفاذ أجندة 2016-2030 الداعية إلى تطوير قدرات المرأة الريفية.

عماد عبد الهادي-الخرطوم
موقع الجزيرة