الطيب مصطفى

غندور بين اليوناميد ومنظمة العفو الدولية


تعلم المعارضة المتطرفة التي لن يقر لها قرار أو يهدأ لها بال قبل أن تنزلق بلادنا في أتون حرب أهلية لا تبقي ولاتذر كالتي تشتعل في محيطنا الإقليمي .. تعلم تلك المعارضة أن العقوبات الأمريكية الظالمة يعاني منها المواطن (الغلبان) لا الحكومة التي يبغضون ولكنهم رغم ذلك يظلون سادرين في غيهم متربصين ببلادهم مشينين سمعتها بين الأمم وباذلين كل مرتخص وغالٍ في سبيل استبقاء سيف العقوبات مسلطاً على رقاب الشعب الصابر المحتسب.

أقول هذا بين يدي تلك الفرية التي صدرت من منظمة العفو الدولية حول استخدام الحكومة السودانية أسلحة كيميائية في دارفور ضد المدنيين في جبل مرة، فما أن صدر الاتهام من تلك المنظمة المسيّسة حتى تلقفته قوى المعارضة المتطرفة وحركاتها المسلحة وبعض منظمات المجتمع المدني السودانية والأجنبية وهي تكاد تطير فرحا لكي تملأ به الأسافير وتقدم بشأنه عرائض الإدانة وبيانات الشجب والاستنكار التي ملأت بها الدنيا وشغلت بها الناس في أرجاء المعمورة.

لم تمض عدة أيام على انطلاق تلك الفرية حتى جاءتها الراجمة التي فتكت بها فتكاً، فقد أصدرت بعثة الأمم المتحدة في دارفور (اليوناميد) بياناً مدوياً دحضت به تلك المزاعم، حيث سخرت من تلك الإدعاءات وقالت في بيانها إن منظمة العفو الدولية لم تكلف نفسها ولو لمرة واحدة بمساءلة الـ(20) ألف شخص التابعين للأمم المتحدة والمنتشرين في كل دارفور بما في ذلك مناطق سورتوني ونيرتيتي القريبة من المناطق التي زعمت المنظمة أنها ضُربت بالأسلحة الكيميائية لتعلم حقيقة الأمر، وأضافت بأن موظفي اليوناميد المنتشرين في شتى أرجاء دارفور لم يشاهدوا ولو شخصاً واحداً يعاني من أي أثر للأسلحة الكيميائية، كما أنه لم يأت أي دارفوري إلى عيادات اليوناميد شاكياً أو طالباً المساعدة جراء تعرضه لأسلحة كيميائية.

من لا يشكر الناس لا يشكر الله فقد كان لبروف غندور ولطاقمه الدبلوماسي بمن فيهم الوكيل الهمام السفير عبدالغني النعيم دور كبير ليس فقط في التصدي لترهات منظمة العفو الدولية وإنما كذلك لمواجهة أعداء السودان بمن فيهم البارونة كوكس التي أُلقمت حجراً حين وُوجهت ببيان اليوناميد.

كان ينبغي للمعارضين الذين لطالما لطموا الخدود وشقوا الجيوب (وبرطعوا) بتقرير منظمة العفو الدولية أن يثوبوا إلى رشدهم ويعتذروا للشعب السوداني ولكن متى كان الساسة رجاعين إلى الحق خوافين من مساءلة جبار السماوات والأرض ليرتدعوا عما يقترفون من جرائم في حق وطنهم؟.

كانت الحملة التي انطلقت فجأة ضد السودان من خلال مجموعات الضغط المعادية تستهدف تعويق محاولات رفع العقوبات عن السودان بعد أن شعر الأعداء أن هناك خطوات موفقة بذلت من غندور وأركان سلمه في وزارة الخارجية وبعثاتها في الخارج خلال الفترة الأخيرة سيما مع اقتراب أجل فترة الرئيس الأمريكي أوباما.

أقول لمن يتحدثون عن انتقاص دور غندور من خلال إسناد بعض الأدوار لدكتور عوض الجاز إن غندور مكين في موقعه ويؤدي دوراً دبلوماسياً كبيراً وإن اسناد بعض المهام الاقتصادية في الخارج لعوض الجاز لا يؤثر البتة في موقع وأدوار غندور المتعاظمة فلكل دوره ومهامه وكلاهما يكملان بعضهما بعضاً وما تولى الجاز تلك الملفات الاقتصادية إلا لأنه جدير بها.

صحيفة الصيحة