تحقيقات وتقارير

الصحافييون.. ضحايا السرقات متكررة.. خسارة أرشيف وجهد


بين كل عشرة صحافيين هنالك حوالي أربعة منهم تعرضوا للسرقة، وتنحصر سرقة الصحافيين غالبا في فقدان قليل من المال وكثير من (عدة الشغل) والتي هي عبارة عن أجهزة إلكترونية، هذه الإحصائية رغم أنها ليست رسمية لكن لا شك في صدقها ومحاضر الشرطة تثبت ذلك.
دائماً يستطيع البعض تضميد جراح السرقة ولو بعد حين عدا الصحافيين فإن جراحهم تظل دامية حتى إذا اندملت لأنهم لا يخسرون أموالا فهي بالطبع يسهل تعويضها ولكنهم باختصار يخسرون أرشيفهم وهذا هو أسوأ ما يتعرض له صحافي خلال مسيرته العملية كما يُبين بعض الزملاء الضحايا أدناه.

تعطيل كامل
ضمن الضحايا الذين وجدوا أنفسهم في متاهة فقدان (عدة) عملهم بصورة جماعية عدد من الزملاء في صحيفة (التيار) حيث فقد خمسة منهم أجهزة لابتوباتهم بكامل ملحقاتها ومعها ستة هواتف نقالة (موبايل)، ورغم مرور ما يقارب العامين على الحادث لازال بلاغ السرقة مدونا ضد مجهول.
سرقة أدوات عمل الصحفي هي بمثابة قطع دابر عمله بحسب الأستاذ أحمد عمر خوجلي، صحافي ومدير إدارة الإعلام بجامعة النيلين، فهو يرى أن أخطر أنواع السرقة التي يتعرض لها الصحافي ليس فقدانه لأمواله إنما تلك التي يفقد على إثرها أدوات عمله لأنه بفقدانها يفقد موادا صحافية ومستندات وصورا تخص عمله بجانب أرشيف غالبا ما يكون هو سيرته العملية بكاملها. وكابد أحمد خوجلي مأساة سرقة أدوات عمله حين تم خطف حقيبته من كتفه وهو أمام مدخل منزله ببحري، حينها فقد لابتوبه وهاتفه ومبلغا ماليا ومستندات خاصة بالعمل الصحافي وأخرى شخصية، وعن هذا الحادث بالذات يقول: “المستندات والمواد التي كانت بالأجهزة المخطوفة تساوي قيمتها المادية عشرات المرات والمؤسف أن السارق يعمد إلى فرمطة كل هذا الأرشيف المهم في لمح البصر ليتمكن من بيع الجهاز بربع قيمته دون أن يطرف له جفن”.

خسارة متتالية
حين تتم فرمطة جهاز كمبيوتر أو لابتوب الصحافي يصير بعدها خارج إطار عمله بالمرة، ولا يمكن أن يعود لمواصلة مهنته مجددا إلا إذا تمكن من جمع المواد والمستندات التي فقدها وهذا شبه مستحيل كما يقطع أحمد خوجلي بذلك ويضيف: “معظم البلاغات التي تم تدوينها بسرقة أدوات الصحافيين لم يقبض فيها على السارق ومعظمها ظلت مسجلة ضد مجهول رغم أن الأدوات والأغراض التي تتم سرقتها من الصحافيين لها خصوصيتها فهي لا تخرج عن اللابتوبات أو الكاميرات وهذه أسواقها معروفة والذين يتعاملون بها معروفون ويمكن الوصول لهؤلاء عبر الشرطة والمباحث في زمن أقل مما تحتاجه المسروقات الأخرى كتلك التي تتم سرقتها من المتاجر مثلاً لكن غالبا لم يتم العثور لا على المسروقات ولا على السارق ويظل الصحافي متأثرا بالسرقة لسنوات طويلة ويظل السارق حرا طليقا دون أن يتم الوصول إليه.

قصد وتتبع
كثرة السرقات التي يتعرض لها الصحافيون دفعت البعض للحديث عن قصد من ورائها كما أشار(م، ف) الذي فضل حجب اسمه، فهو يشير إلى أنه تعرض للسرقة أكثر من مرة في فترة وجيزة ففي المرة الأولى تمت سرقة كاميرته وقيمتها سبعة آلاف جنيه فقام بتدوين بلاغ لدى الشرطة وفي المرة الثانية تمت سرقة مكتبه وفقد على إثرها أجهزة بينها لابتوب وآيباد وملحقاتهما ومبلغ مالي، أيضا دون بلاغ بالسرقة لدى الشرطة وفي المرتين كان يجد تطمينا من الشرطة بأنهم قادرون على الوصول إلى اللصوص لأن الأدوات والأغراض المسروقة واضحة ويسهل تعقب السارق ولكن دون جدوى كذلك. وردا على توقع البعض بحدوث سرقة الصحافيين عن قصد وترصد يشير أحمد عمر خوجلي إلى أنه مهما كانت السرقة بقصد أو بغيره يسهل على الشرطة تعقب السارق لأن المسروقات لها خصوصية وأماكن بيعها معروفة ويسهل رصدها والقبض على السارقين.

الخرطوم- محمد عبدالباقي
صحيفة اليوم التالي