تحقيقات وتقارير

الغذاء الآمن .. انعدام الرقابة وتفتشي الغش


رسم خبراء أغذية واقتصاد صورة قاتمة لوضعية الغذاء الآمن والسليم للمواطنين، خلال احتفال الجمعية السودانية لحماية المستهلك بيوم الغذاء العالمي أمس، فيما أقرت وزارة الصحة خلال الاحتفال بوجود فجوة وتقاطعات بين القوانين والتشريعات تحول دون تحقيق الشروط الأساسية للغذاء الآمن والسليم للفرد بالبلاد، والتي تتمثل في أن كل مواطن من حقه أن يتناول غذاءً آمن لا يؤثر على صحته بجانب احتوائه على قيمة غذائية وأن يلبي احتياجات الجسم الأساسية، وقال مدير إدارة البيئه و الرقابة على الأغذية بوزارة الصحة إسماعيل الكابش أن التشريعات والقوانين المتعلقة بسلامة الغذاء لم تتغير منذ عام (1973م) مقراً بوجود فجوة ما بين الجهات الرقابية أدت إلى حدوث تجاوزات في سلامة الغذاء، بجانب خلو البلاد من المعامل المرجية بالبلاد، أدت ألى حدوث بعض المشاكل ومثل لها بقضية الخضروات و الفواكه المصرية الأخيرة، التي غاب فيها دور التتبع ومعرفة طرق إنتاج بلاد المنتج بجانب التفتيش التقليدي، وقال « مادام مافي رقابة سيظل الغش موجود»

* القطن المحور
وترى الهيئة القومية للمواصفات والمقاييس أن 75% من المواد والسلع المستوردة لا تحتاجها البلاد، وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة هاشم الهادي «المستهلك ربنا يكون في عونه»، ويرى أن مزارع الإنتاج الحيواني، يجب ألا تمنح تراخيص حتى تمنح كل حيوان كرتاً صحياً، و فرض قوانين جديدة للتأكد من سلامة الغذاء، ومن جانبه يرى رئيس قسم المبيدات بجامعة الجزيرة نبيل بشير أن إنعدام المعامل المرجعية بالبلاد أدى إلى تلاعب المنتجين، متطرقاً في حديثه إلى الآثار السالبة لزراعة القطن المحور وراثياً، الذي أكد أن الدراسات حول آثاره على الإنسان والحيوان مستمرة لأكثر من عامين، منوهاً إلى أنه بالرغم من اللغط الكثير حوله إلا ان الحكومة تصر على الإستمرار بزراعته وبمساحات تقدر بـ(500) ألف فدان، والتوسع في زراعته جنوباً حتى النيل الأزرق و كادوقلي.

احتجاج المزارعين
و يبدو أن شريحة المزارعين كان لديها بعض التحفظات والتبريرات للاتهامات التي أطلقها المتحدث، بإعتبارهم جهة إنتاجية، حيث سارع العضو بإتحاد المزارعين السابق حجازي عثمان حجازي إلى رد الاتهامات بقوله إن المزارع أكثر حرصاً على تطوير أساليب الإنتاج، وأن المسؤولية تقع أيضاً على رداءة الأسواق المحلية، مستنكراً أن يباع جوال العجور بـ(25) جنيه، ومن ثم تباع ( العجورة) الواحدة بـ(5) جنيهات للمستهلك، ونوه حجازي إلى أن أغلبية المبيدات منتهية الصلاحية، وتباع بصورة عشوائية، مطالباً الجهات المختصة بوضع قوانين مواكبة لضمان الغذاء، وتشريعات واضحة، إضافة إلى فرض عقوبات رادعة للمخالفين.

* لغة الأرقام
الخبير الأكاديمي البروفيسور ميرغني أبنعوف والمختص في شؤون المستهلك قدم تحليلاً وافياً عبر ورقته ( التغير المناخي والأمن الغذائي والتغذية في السودان) عن العديد من الإحصائيات التي جاءت في تقارير لمنظمات دولية وجهات حكومية، وكشف فيها عن تجاوز نسبة الوفيات بالبلاد للأطفال حتى سن الخامسة (83/10000) ، فيما بلغت نسبة وفيات الأطفال فوق الخامسة (61/10000)، وذلك حسب تقارير المسح الأسرى القومي لعام 2010 ، كما أوضح المسح أن نسبة النحافة أقل من 5 سنوات (16.4%) بينما نسبة الأطفال الذين يعانون نقص الوزن لنفس الفئة العمرية (32%)، و أضاف أن كل طفل بين ثلاثة أطفال دون الخامسة يعاني من القزامة، أي أن نسبة القزامة بينهم بلغت (35%) وأرجع أبنعوف الأمر إلى سوء التغذية الذي تعاني منه أكثر من (85%) من الأمهات، وبحسب منظمة الصحة العالمية فقد أوردت في تقاريرها لعام 2005، أن نسبة فقر الدم للأمهات الحوامل بلغت (81%) مما أدى إلى بلوغ نسبة فقر الدم للأطفال أقل من الخامسة إلى (88%)، مشككاً في نسبة الفقر التي أعترفت بها وزارة المالية في تقاريرها التي تبين أن نسبة الفقر (46.5%)، وألقى ابن عوف الضوء على أساليب الحياة والتغذية للسودانيين، مؤكداً أن الفرد يوزع دخله مابين التعليم والصحة والبقية على الكمالية دون الاهتمام بالجانب الغذائي .

تقرير:اسماء سليمان
صحيفة آخر لحظة