رأي ومقالات

كوميديا الخدمة المدنية.. سمعت عبارة (كر علي) غير مرة في سياق التضامن مع زميلة تزوج زوجها عليها !


ساقتني خطاي رفقة صديق لاحد دوائر الخدمات ، بمؤسسسة من تلك الدور الخالصة لدهاقنة الخدمة المدنية وأوابد طرائق بيروقراطية الموظفين ، كانت الساعة تنوء باثقال عقاربها زحفا بين العاشرة والنصف والحادية عشر ، حملنا الورق مثل أمل معقود بناصية الخير ، استقبلنا بهو فسيح عليه مقعد استغلته ام مرضعة القمت طفلها ثديها فانهمك يمتص اللبن غير مبال بميقات وزمن فيما اسدلت الام بعض ثوبها تسد فضول الناظرين عما تفعل ، تتشاغل باصلاح جانب خصلات الرضيع الذي سكن ، وقف في البهو عامل يتضجر مع زميل له من تأخر نزول حافز ما فيما استلمتنا الحيرة انا ورفيقي حتي ارشدنا احد المتجولين بالجوار لقصد مكتب (نفيسة) في اخر الردهة علي ان ننعطف شمالا ثم نميل شمالا ! وصلنا للمكتب كن ست موظفات علتهن الثياب البيضاء مثل اردية الاحرام وقد انهمكن في حديث صاخب لم نمايز فيه مبتدأ وخبر وان شخصت عبارة (كر علي) غير مرة في سياق التضامن مع زميلة لهن بالمصلحة تزوج زوجها عليها ! السلام عليكم ، قدمت الميم علي نون النسوة من باب اليسار اللفظي ، لم ترد اي منهن الا بعد ان تحنحت بصوت خشن ، حينما سكت صخبهن هممت بالتراجع اذ ظننت اني قصدت (مطبخ) المؤسسة ، كان هناك صحن متعجف الاطراف رقدت عليه نحو نصف كيلو طماطم وربطتا جرجير و(دكوة) مع كيس صغير للشطة الخضراء ، علت رائحة انداء السلطة ، اكتشفت ان احداهن تمسك سكينا لجز الخضار فيما تلاحق اخري بالهاتف احدهم لاستعجال الرغيف والجبنة والفول الذي اشتطرت ان يكون الزيت فيه معزولا (بره) ، لاحظت ان الموظفات لم يضطربن ، سالتنا الجالسة عند زاوية معتمة ، شرحنا امرنا ونحن نحاذر ابتلالها بنثار نفض بعض اوراق الجرجير ، فهمت امرنا ثم صاحت يا سكينة اختمي ليهم ، كانت سكينة صاحبة السكين ! نحرت ثلاث قطع حمراء من الطماطم وهي تلعن بائع الخضار (الجبار) و(المقطع) ثم نهضت تتقدم نحوي ، امسكت بعدم حرص الورق قلبته واصابعها شراكة عليه وعلي مقبض السكين ، احست انها غير مرتاحة فمدت لي راس المدية ان (امسك دقيقة) وجدت نفسي ممسكا بنصل جعلته لزوجة دماء الطماطم الحمراء مثل يد الحرية الحمراء مضرجا ! مضت للزاوية وصفقت بالختم اعلي الاوراق واسفلها ثم عادت تستلم سكينها وهي تأمر رفيقة لها بنضح الملفات وفرش صحيفة لاعداد المائدة ، خرجت وصاحبي نطلب النجاة وقد حمدنا الله ان (ام فتفت) لم تكن حاضرة في هذا الافطار !

محمد حامد جمعة