مقالات متنوعة

وزارة المعادن.. وإرث موسكو..


> قد يمر بعض الناس على اخبار حول اتفاقيات وقعتها وزارة المعادن السودانية مع شركات روسية دون أن تجد منهم اهتماماً.. فالاتفاقيات تكثر وتكثر منذ عقود مع جهات عديدة .. والتضخم يزيد .. والعملة الوطنية تتدنى . > لكن روسيا الآن توقع على اتفاقيات مع السودان من شأنها أن تخدم مصالح المواطنين بصورة مباشرة .. دون انتظار للإحساس بثمارها في حياتهم . > الاتفاقيات حول التعدين .. تختلف من حيث الاستفادة عن الاتفاقيات حول أمور أخرى كالنفط وصناعة السكر والاسمنت. > واتفاقيتان .. وقعت عليهما آخر الأسبوع الماضي وزارة المعادن السودانية مع شركة روز الروسية.. اتفاقية التخريط البيولوجي لكل السودان . > على مدى عشرين شهراً يدخل السودان تكنولوجيا التعدين بجهود وزارة المعادن .. هذي الوزارة التعويضية .. التي عوضت .. حسب تقديرات العائد .. عن خروج نفط جنوب السودان من الموازنة العامة بعد الانفصال بالاستفتاء. > وأعظم ثمار اللجنة الوزارية بين روسيا والسودان هي هذه الثمرة التي تجنيها وزارة المعادن .. فهي بديلة بامتياز لثمرة شجرة النفط . > وقبل شهور تحدثت الأنباء عن رصد عائد للذهب باربعة مليارات دولار .. فلو صدق التنبؤ .. فإن مثل هذا المبلغ يمكن أن يلغي أي تفكير في زيادة سعر الصرف الرسمي . > وهنا لا نتحدث عن سعر صرف غير رسمي لأنه غير رسمي .. فهو يتأثر بتوفر العملة بالصادر وبإصلاح الميزان التجاري بترشيد الوارد . > وروسيا في إطار التعاون الاقتصادي مع الخارج لها ميزتها الخاصة .. وكثير من الدول تفتح لها مياهها واجواءها ما دام لها هذه الميزة . > هي ميزة التطور التي كانت تنافس بها عاصمتها موسكو واشنطن في اجواء الحرب الباردة . > حينما كانت موسكو عاصمة اتحاد الجمهوريات السوفيتية امتلكت خبرة في ارتياد الفضاء .. وهذا ما سيفيد جداً في استكشاف المعادن السودانية بالأقمار الاصطناعية . > وهي تقنية قديمة متجددة للحصول على المعلومات كافة .. والسودان موعود بتأسيس قاعدة بيانات لتطوير التعدين لكل انواع المعادن . > ومصلحة أخرى يجنيها السودان من مشروع يسمى دراسات الجدوى البنكية .. هي جذب التمويل.. والدراسات تتيسر بتطوير التعدين من خلال اتفاقيات الوزارة مع مثل هذه الشركة الروسية. > وزارة المعادن تستفيد من ارث موسكو عاصمة الشيوعبين .. والشيوعيون مازالوا في ضلالهم القديم هنا في السودان . حزب شيوعي بلا أطباء > يطول عمر القيمة السياسية للحزب الشيوعي.. حينما تضايقه الاجهزة الحكومية .. فهو يستفيد من انطباع الناس عن الحكومات . > ولكن إن تركته في حاله ينحسر .. فبأسهم بينهم شديد.. ويكفي هدماً للحزب الشيوعي مشكلة خلافاته حول اصلاحه الفكري . > وحول مواقفه السياسية الكيدية مثل موقفه من إضراب الأطباء .. والإضراب اصلاً حق دستوري .. وقد افاد ما لم يقصده منه الشيوعيون . > واطباء الحزب الشيوعي يستقيلون من حزبهم .. لأنه أساء الموقف السياسي . غداً نلتقي بإذن الله.

خالد كسلا

الانتباهة