مقالات متنوعة

معاش الناس .. تموها موية !


المكان كان البرلمان والموضوع ورشة بعنوان ( معاش الناس ) حضر حمدي ، وأحمد مجذوب وعلي محمود وكلهم كانوا وزراء مالية ، السيد بدر الدين محمود وزير المالية الحالي ووزراء الدولة في المالية ومحافظ بنك السودان سجلوا غياب تام ، قيادات برلمانية من رؤساء اللجان ذات الصلة عبروا عن غضبهم واستيائهم من غياب وزراء القطاع الإقتصادي عن الورشة وطالبوا وزراء القطاع الإقتصادي بتقديم استقالاتهم فوراً ، والإعتذار عن فشلهم في إدارة الوضع الإقتصادي ، السيد أحمد مجذوب وزير المالية السابق كشف عن إخفاق البرنامج الثلاثي في تحقيق أهدافه ، وأن حال البرنامج الخماسي ليس بأحسن حالاً من الثلاثي ، قائلاً ( البرنامج الثلاثي فشل في تحقيق التوازن الخارجي ومحاصرة تدني مستوى المعيشة للشرائح الضعيفة ، وعدم قدرة البرنامج على إحلال القطاع الخاص محل القطاع الحكومي ) ، وأضاف ( الحكومة يمرقوها بالباب تجي بالشباك ) ، وبخصوص البرنامج الخماسي وبعدد ( 22 ) شهراً فإن الأهداف التي تحققت متواضعة ولا تعبر عن إختراق حقيقي ، وأن الفترة الماضية شهدت ارتفاعاً في معدلات التضخم وظلت الفجوة ثابتة في القطاع الخارجي مع عدم تحقيق زيادة في الإنتاج أو التصدير ، السيد علي محمود الوزير السابق قال إن مشكلة معاش الناس لا يمكن حلها بزيادة المرتبات لأن الزيادة إن كانت من غير مصادر إيرادية حقيقة سوف تؤدي إلى ارتفاع التضخم ، وإن المطالبة بتغيير الطاقم الإقتصادي لاجدوى منها ولن تغير شيئاً ، لأن الوضع الإقتصادي يعاني من خلل كبير ، السيد عبد الرحيم حمدي الوزير السابق ومنظر سياسة التحرير الإقتصادي ، قال قولاً عجباً ( الأسعار في إرتفاع والناس بتشتري اللحمة كانت بعشرين والآن تسعين والناس تشتري ، 28 مليون شريحة موبايل ، 100 مستشفى خاص ، البرنامج الثلاثي لم يعطي النتائج المطلوبة ، أنا والأخ أحمد مجذوب لأول مرة نسمع إن البرنامج الخماسي موجهات ، كنت أعتقد غنه برنامج مجاز وله لجنة عليا برئاسة النائب الأول ، أنا عضو في لجنة تجتمع أسبوعيا لمتابعة البرنامج وتقولوا الآن موجهات )، وأضاف ( والله هذه حاجة مدهشة جداً ) ، ثلاثة من اساطين الإنقاذ في إدارة المال بحكم بتجربتهم كوزراء مالية في فترات مختلفة ، حمدي دشن التحرير الإقتصادي ، أحمد مجذوب حضر بداية الطفرة النفطية ، علي محمود عاصر أكبر فترة لإيرادات البترول وشهد إنفصال الجنوب وإنحسار عائدات النفط ، أحمد مجذوب وعلي محمود اتفقا على فشل البرنامج الثلاثي والبرنامج الخماسي ، وهذا أمر لا يختلف عليه إثنان ،

المدهش حقيقة ، هو إندهاشة الأستاذ حمدي وكيف تحول البرنامج الذي يتابعه اسبوعياً إلى موجهات ، ولا أدري هل السيد حمدي جاد في دهشته ؟ وماذا كان يراجع اسبوعياً ؟ ألا يعلم الأستاذ حمدي من خلال مراجعته إن أهم بنود البرنامج الخماسي لم ينفذ منها حرف واحد ، المصروفات الحكومية لم تنخفض كما نص البرنامج الخماسي ، بل زادت ، التضخم لم يتراجع إلى رقم أحادي ، فقد تضاعف رسمياً من ( %11 ) إلى ( %22 ) كمتوسط للأشهر العشرة الماضية ، لم تتم السيطرة على سعر الصرف ولا قلت الفجوة بين السعر الرسمي ( 6.8 ) جنية للدولار وسعر السوق الأسود ( 16 ) جنية للدولار ، لم تحدث زيادة في الواردات وتراجعت من ( 3.5 ) مليار دولار إلى أقل من ( 3 ) مليار دولار، وزادت الصادرات من ( 6.5 ) مليار دولار الى ( 9 ) مليار دولار ،الحد الأدنى للإجور (990) جنيه ، تكلفة المعيشة في الحد الأدنى وفقآ لدراسة أعدها المجلس الأعلى للإجور تبلغ (4400) جنيه ، زيادة الإجور سيلتهمها السوق ، لا توجد أي امكانية لزيادة الإيرادات الفعلية ، و لا أمل فى زيادة الإنتاج أو التصدير ، الفجوة كبيرة بين السعر الموازي و سعر السوق الأسود ، ثلاثة من دهاقنة الإنقاذ يقولون ( مافيش فايدة ) ، حمدي و لجنته أعدوا البرنامج الخماسى و استلموا أتعابهم نقدآ كاش ( تخيل ) ، و يجتمعون اسبوعيآ لمتابعة برنامج إتضح الآن إنه موجهات ، و يستلمون دفعيات إسبوعية عن كل إجتماع ( لازم تتخيل ) ، وكل الحلول التي قدموها لا تنفع و لن تحل المشكلة ، ما العمل ؟ تموها موية .. أو تموها إضرابات و إحتجاجات !

ماوراء .. الخبر! – محمد وداعة
صحيفة الجريدة