حوارات ولقاءات

مريم المهدي : مخرجات الحوار “كسرة بي موية لا بتغلط عليك، ولا بتوسخ إيديك” .. النظام يحاول إعادة تجربة “أذهب للقصر رئيسا وأنا سأذهب لكوبر حبيساً”


مخرجات الحوار “كسرة بي موية لا بتغلط عليك، ولا بتوسخ إيديك”

أوباما يحاول أن يحدث تغييراً قبل إنتهاء دورته

الدولة غير معترفة بأن هنالك مشكلة وأزمة حقيقية

التزامنا للوسيط امبيكي بالنظر في مخرجات حوار الداخل بموضوعية

برامج القوى السياسية من اليمين وإلى اليسار متطابقة بنسبة حوالي 80%

حالة الغضب المتفاقم على كل المستويات المهدد الأول للأمن في السودان

فشل الحوار إمتد إلى محاولة التلاعب بشعار السودان الجديد

التغيير حتمي سواء كان بالتي هي أحسن عبر الحوار، أو بالتي هي أخشن

النظام يحاول إعادة تجربة “أذهب للقصر رئيسا وأنا سأذهب لكوبر حبيساً”

خلال الأيام التي سبقت إنعقاد مؤتمر الحوار، أصدر حزب الأمة القومي عدداً من البيانات يرفض فيها مخرجات حوار الوثبة، لكن الأمين العام فاجأ الحضور بتلاوة رسالة زعيم حزب الأمة القومي للمؤتمر، كما فاجأ الرئيس البشير بكشف عن إتصال المهدي به قبل دخول القاعة لإلقاء خطابه.
ومن جهتها وصفت نائبة رئيس حزب الأمة مريم المهدي الإتصالات بين قادة الحكومة وأمانة الحوار بأنها قديمة، وإن المهدي شكر أمانة الحوار والرئيس البشير على التوصيات. واعتبرت ان مخرجات الحوار “كسرة بي موية لا بتغلط عليك، ولا بتوسخ ايديك”. وكشفت المهدي أن حزبها التزم للوسيط امبيكي بالنظر في مخرجات حوار الداخل بموضوعية.

*كيف ترين المشهد بعد صدور مخرجات الحوار الوطنى؟
ـ اعتقد ان اكبر مهدد هو حالة الغضب المتفاقم على كل المستويات الذي أدى إلى الاحباط الشديد واليأس، وهذه الحالة في نظري تصبح المهدد الأول للأمن في السودان، والحاكم مهما أوتي من قدرات أو إمكانات لا يستطيع التعامل مع هذا المهدد.

ولعل الأمل كان متوافراً في عملية الحوار، وربما حتى الآن، وليس الحديث عن المخرجات. إن الأزمة السودانية ظلت العنوان الدائم والحاضر في أحاديث النخب السياسية السودانية، و”نسات بيوت البكيات” في الأحياء والقرى، حضوراً كاملاً للأزمة بكل تجلياتها. ليس هناك اختلاف في كل مكان بين عنوان الأزمة وأهم ملامح الطريق للخروج منها، الرؤية متقاربة لدرجة تدفعني للقول بأن نظرة خاطفة لبرامج القوى السياسية المختلفة تكشف كم هي متطابقة، ربما بنسبة مابين 70الى80%، من أقصى اليمين لأقصى اليسار. لهذا فأن المأمول من الحوار الوطني ليس مخرجات، ولعلك شاهدت “الوثيقة الوطنية” والتي أرى بأنه لا جديد فيها، وكل ماورد وحوته مواضيع وكلمات وردت في كل الدساتير السابقة والوثائق، والأدهى والأمر أن الدستور متفوق على هذه الوثيقة، ولو حذفت اسم السودان عن هذه الوثيقة لاكتشفت انها تصلح لأي بلد آخر، هذا الوثيقة لم توضح حتى إن هناك علاقة خاصة بين السودان وجنوب السودان، هذه وثيقة الحوار “كسرة بي موية لا بتغلط عليك، ولا بتوسخ ايديك”.. يعني “كلام ساكت”.

* حديثك يوحي بتوقعك تنفيذ هذه التوصيات؟
ـ أنا مش بتوقع عدم التنفيذ.. المشكلة أن الدولة غير معترفة أصلا بأن هنالك مشكلة وأزمة حقيقية، طيب ما الذي سينفذ؟ الحوار لم يناقش مشاكل كثيرة منها الغبن والتشريد والفصل التعسفي الذي وقع على المواطنين، ولا حتى ناقش مشكلة النازحين واللاجئين، ولا ما حدث في دارفور وجبال النوبة، العالم الآن يقف على قدميه بسبب مزاعم تقرير العفو الدولية، فيما سكتنا نحن عن الأمر، ومثل ما تابعنا الخارجية السودانية أبدت أسفها وأنتهت عنده.

*لكن التوصيات تحدثت عن أزمات الحكم واشكال الهوية؟
ـ هذا جهدهم فقط ..طيب لماذا لم تتحدث التوصيات عن قضايا الفساد الذي هوى بالاقتصاد الى الارض؟، بل أكثر من ذلك صمتهم الرهيب عن الحديث حول علاقة الدين بالدولة.. للأسف بعد 32 شهراً من وقت السودان الغالي، وبعد جهد وطاقة وامكانات مادية مهدرة كنا نحتاجها في الصحة والتعليم، إنتهى الأمر الى حفلة. بنظري نتيجة الحوار لا تضع كلمة نهاية لأي شيء، والمؤسف أن الفشل أمتد بمحاولة التلاعب بشعار السودان الجديد الذي هو ملكية فكرية للحركة الشعبية، كان بإمكانهم اتخاذ شعار مختلف مثل سودان متجدد.

* كيف ترين موقف المعارضة بعد نهاية حوار الوثبة؟
ـ الشاهد الآن هو الإهدار للزمن والمال ..وهذا يعد الشعب السوداني بمزيد من الإحباط ومزيد من انسداد الأفق، والإنسداد هو الأخطر والمهدد الأمني الأبرز الذي قد يواجه أي حاكم في أي دولة بالعالم، أن يصل شعب بلد ما لدرجة من الإحباط واللامبالاة وإنسداد الأفق واعتمال الغضب أمر مدمر وسيئ جدا، يجب اعتباره والتعامل معه.

* قوى نداء السودان اعلنت ان اكتمال حوار الداخل يعنى التراجع عن خارطة الطريق، كيف تنظرين لذلك؟
ـ لا .. نحن قلنا بوضوح إن أمام قوى الداخل طريقين، إما أن يتعاملون بإعتبارهم أنجزوا الحوار، أو يسعون لإكمال الحوار مع بقية القوى السياسية وفق الخارطة الافريقية. نحن أبدينا التزامنا للوسيط امبيكي بأن ننظر في مخرجات حوار الداخل بموضوعية لصالح البناء التراكمي، لا نرغب في التقليل من جهد الناس ولا أن نبدأ من جديد، وننظر بموضوعية وانفتاح كامل، كل ما تفرضه المسؤولية الوطنية سنتعامل معه، وسوف ننظر في مخرجاتهم عبر المسار الحواري وفق خارطة الطريق الافريقية. أما اذا قالوا “تمت والحضر حضر والما حضر المال سدر” قضي الأمر. إن إتبعوا هذا الطريق ستدخل البلاد كلها في إحتقان آخر ونعود جميعا للمربع الأول الذي إعتدنا عليه، الانقاذ عندما جاءت قالت ذات الكلام، واعتقدت انها إنتهت من مرحلة الأحزاب، ودعت حينها لمؤتمر حوار وطني، وأكدت بعده أن الجميع حضر وأن سفينة الإنقاذ أبحرت لا تعبأ بالرياح، ومثل نوعية هذا الكلام هي ما أوصلتنا إلى هذه المرحلة التي نعيشها، الانفصال والحروب والشرزمة والفشل في كل المجالات، ونحن نقول لا إعادة الكرة ونجرب المجرب، ولهذا نقول لهم إن ذهبتم في أي طريق غير طريق الحوار وفق الخارطة الافريقية، فلن نترك طريقنا وسنمضي في إتجاه التغيير. وهذا التغيير حتمي سواء كان بالتي هي أحسن عبر الحوار، أو بالتي هي أخشن.. لأن الغضب والإحباط صنع حالة انفجار.

*ماهي خيارتكم؟
ـ نحن ملتزمون تماما بخارطة الطريق عبر الآلية الإفريقية الرفيعة وأي دعوة نتلقاها عبرها للتشاور، سنلبيها ونكون حاضرين .. أما الجلوس مع الحكومة على أي مستوى، قبل التوقيع والنظر بجدية لأمر وقف العدائيات وتوصيل الإغاثات ينطوي عليه نوع من التلاعب بالموطنين والاستهتار بحوجتهم الماسة للمساعدات والسلام.

*وفي هذا الإطار هل يمكن أن تساهم التوصيات في حل المشكلة؟
ـ التمسك بالتوصيات معلق على الثقة والتنفيذ معلق على المشاركة والضمانات، ونحن نرى أن خارطة الطريق هي المعبر لحل القضية السودانية.

*تناولت الأنباء أن حزب الأمة يخضع الوثيقة للدراسة، هل هذا يعني قبولها؟
ـ نعم ونحن سنأخذ الموضوع بجدية ووطنية، وما اقوله حول هذه التوصيات سبق واعلنه الحبيب الإمام الصادق المهدي بأن هذا المدخل لا يفضي لخير..وجاء نتيجة لمتابعة وبوعي بما يدور ..لكن الآن بعد 32 شهراً من مراقبتنا للحوار في السبع مراحل التى مر بها، والمعراج التي عبرها وشاركت فيه قوى سياسية وانصرفت عنه اعداد كبيرة، ورحبت به قوى داخلية وعدد من الدول في النهاية، حصل على شبه مقاطعة اقليمية ودولية.

وحزب الأمة سبق الآخرين في إجراء دراسة تفصيلية حول مفاوضات نيفاشا. والحركة السياسة السودانية تعمل في ظروف “تتعايش مع اللحظة وننسى اليوم الأول هم قالو شنو؟” بمعنى لو شفت حديثهم قبل الإنتخابات بأنه النوع الذي “لا ينطلي علينا”، بالتالي الدراسة فيها البعد التفصيلي للمراحل كلها، بما فيها تصريحاتهم المختلفة التي نشرت بالجرائد، مع التوصيات التي حصلنا عليها، والدراسة لن تكون للخروج برأي مخالف للتوجه العام، انما لإظهار الاستقصاء الدقيق والمتابعة اللصيقة، لأننا عندما نقول هذا النظام دعا للحوار من يومه الأول كان يهدف لإعادة تجربة “أذهب للقصر رئيسا وأنا سأذهب لكوبر حبيساً” مرة أخرى، لكن هذه المرة سنقولها بالتفصيل وبشهادتهم أنفسهم بأنفسهم .

*ما مغزى اتصالات المهدى وإبراقه برسالة مؤتمر الحوار؟
ـ في حقيقة الأمر المهدي تلقى اتصالات، وليس هذا أول اتصال فقد ظلت الإتصالات مستمرة منذ فترة ليست بالقصيرة، وخلفية هذه الإتصالات مهمة للفهم، فقد سبق وأرسل الأمين العام للحوار مخرجات الحوار، فرد عليهم شاكراً على الإرسال، وإن بالمخرجات بها كثير من النقاط الإيجابية، التي يمكن البناء عليها، إن ذهبت في اطارها الصحيح الذي يبدأ بوقف الحرب وإيصال المساعدات للمتأثرين في مناطق النزاع، ثم العمل وفق خارطة الطريق للتوصل الى حل شامل. والإمام أخطرهم بأن الحوار سيظل ناقصاً حال عدم الالتزام بذلك. الرئيس البشير اتصل بدوره على الأمام لشكره على هذه الرسالة. نحن في حزب الأمة لا نقاطع الآخرين ولا نتخذ منهم موقفاً ودُورنا مفتوحة لكافة أهل السودان ..

*مشاركتك في ندوة جماعة الأخوان المسلمين، في أي إطار جاءت؟
ـ تمت بدعوة من الجماعة، ونحن في حزب الأمة القومي لدينا تواصلاً مستمراً، ولجنة الاتصال معهم تضم رئيس المكتب السياسي، وآخر إجتماع معهم شهدته الأمين العام للحزب، نحن في حالة تواصل معهم كجزء من التواصل مع أهل هذه البلاد،
بيننا احترام متبادل رغم اختلاف التقديرات السياسية ونحاول أن نشرح موقفنا لبعض، وبالتالي قدرنا المحافظة على الإتصال والاحترام المتبادل .
التعامل مع هذه المشاركة وكأنها دليل على قرب حزب الأمة من الحوار ليس صائباً ومغلوطاً، ونحن نرى إن أي منبر مفتوح يمكننا من طرح رؤيتنا وافكارنا وتصوراتنا لشرح أبعاد الأزمة وجوهرها، منبر يجب استغلاله. هذه الندوة لم ينظمها المؤتمر الوطني بل الأخوان المسلمين، وإن كان نظمها المؤتمر الوطني لما شاركنا. البعض يحاول إثارة البلبلة والفتنة بين الناس والمعارضين ان كان بسوء نية أو عدم فهم.

.*هل هناك قوى جديدة قدمت طلب للإنضمام لقوى نداء السودان؟
ـ شهدت الفترة الماضية انضمام الحزب الوطني الاتحادي، برئاسة يوسف محمد زين، وبرعاية شيخ “أزرق طيبة” أتم الله عافيته.. ومتوقع مزيد من الانضمامات، ونحن حريصون على توسيع القاعدة وقد أجزنا بصورة رئيسية التنسيق مع قوى المستقبل، ولذلك كانت أول لقاءتنا مع القوى الأخرى وقوى المستقبل.
هل سنشهد قريبا جولة تفاوضية في أديس أبابا؟
ـ لا أدري

*الم تتم دعوتكم؟
ـ لا ..لكن في نظرية انا عارفاها.. والجميع بأنهم سيرضخوا في نهاية الأمر، في النهاية حيرضخوا للأمر الواقع .. هؤلاء يتعاملون وفق سيناريو مكرر، وهذه أيام التصعيد بحسب السيناريو، لأن النظام يخاطب أصلا المجتمع الدولي، والخواجات مع نهاية العام يغادروا البلاد للكريسماس محبطين كالعادة، النظام لا يخاطب المعارضة أو المجتمع السوداني عندما يصعد في هذه الفترة الزمنية كل عام، بل هؤلاء الخواجات. وعندما يعودون يظهر انفتاح وتعاون.
لكن هناك متغيرات في الإطار الدولي هذا العام يجب الانتباه لها، منها الانتخابات الامريكية، ورغبة الرئيس أوباما وحرصه على إحداث تغيير قبل نهاية دورته الرئاسية، وربما تكون هناك متغيرات وفق هذا، ولولا المؤثر الأمريكي الذي ذكرته لما توقعت حدوث جديد، ولقلت لن تنعقد جولة أصلا.

الجريدة / حوار: محمد الأمين
صحيفة الجريدة


‫2 تعليقات

  1. ايتها المتعجرفة ذات الاناء الفارغ …الكسرة بي الموية التي تتهكمين عليها اكلناها واكلها ابائنا وجدودنا بعرق جبينهم وحرق اجسامهم في الشمس حلالا” ….اما انتي فلم تأكليها لانك تربيتي ببركة الاسياد ومال السحت الذي تأكلوة من عرق المساكين باسم جدكم المهدي وانتم ترفلون في بيوت العز ولا هم لكم الا كيف ترجعون لحكم السودان ….اذهبي لا بارك اللة فيك ولا رفع لكي راية..

  2. والله فعلا يا كاهل تسمع للبرميل الفارغة الكثير من الضجيج عكس الممتلئة هذه عائلة مازالت تظن وتحلم بأن السودان ضيعة المهدي أو من اسمي نفسه المهدي وما زالت هذه الجوفاء الماعندها شغلة تشنف آذاننا في كل يوم بتصريحاتها الفطير عن السودان وعن الحكومة وهي ترفل في ثياب عزها من عرق الغبش والمساكين وما درت أن الشعب السوداني تجاوز هذه العائلة بآلاف السنين الضوئية وانعتق من جهالة الطائفية وتعلم أبناء الغبش في ارقي جامعات العالم بعد كان التعليم حكرا عليهم بأمر أسيادهم الإنجليز ويسطرون الآن مجدا جديدا للسودان لا للاسياد هل تظن هذه الجوفاء أنها ستحكم السودان يوما أو أن الدولة ستأتي بها رئيسة للوزراء هي أو أبيها إذن لرجعنا لزمن التخلف والجهل كما في حزبهأ إذ لم يجد الأب في كل رجال حزبه إلا هي لتملك بمنصب النائبة وتجاوز كل أولائك الرجال بئس الرجالة .
    علي الحكومة أن تكون شجاعة وتقع هؤلاء المرضي بالمناصب بأن لا مكان لهم خريطة السودان السياسية وأنه لا مرحب بهم وفاه ما شربوت من دماء هذا الشعب الصابر