سياسية

الاستقالات تفاقم الصراع داخل الحزب الشيوعي السوداني


تفاقمت الأزمة داخل الحزب الشيوعي السوداني المعارض، عقب موجة استقالات تقدم بها عدد من عضويته، احتجاجاً على نهج القيادة المركزية للحزب.

وتقدم السبت الماضي نحو 19 طبيباً ينتمون للحزب الشيوعي باستقالات جماعية من الحزب، وسبقهم بساعات القيادي بالحزب وعضو لجنته المركزية، كمال الجزولي، بتقديم إستقالته من الحزب. ونال الجزولي عضوية اللجنة المركزية عبر المؤتمر العام السادس للحزب.

وعزا الأطباء استقالاتهم التي جاءت عبر بيان موحد ممهور بتوقيع الأطباء التسعة عشرة بينهم قيادات بارزة بالحزب، إلى ما سموه بسياسية الإقصاء والتسلط من قبل الإدارة المركزية للحزب “التي تُخضع الحزب وقراره السياسي لتقديرات كادر محصور العدد”.

وقال الطباء المستقيلون في بيانهم “إن مجموعة محصورة العدد في الحزب الشيوعي أصبحت تتسلط على أعضاء الحزب كأنها تمتلك المعرفة الكلية، والحكمة المطلقة”، مضيفين “تستعين هذه المجموعة بسيطرتها على قنوات التواصل الداخلية في الحزب، لتمارس أعتى آليات التغييب والتجهيل المتعمد والتبشيع بالرأي الآخر”.

وأقر السكرتير السياسي للحزب الشيوعي، محمد مختار الخطيب، بالإستقالات، وقال إن مؤسسات الحزب ستنظر في أمرها، لكنه انتقد في تصريحات نقلتها الصحف، الأثنين، تقديم الإستقالات بشكل جماعي، قائلا “الاستقالات في العادة تقدم بشكل فردي وليس جماعي”.

وتطابقت أسباب استقالة الجزولي مع أسباب استقالة الأطباء، حيث كان الخلاف مع القيادة المركزية للحزب هو القاسم المشترك.

وطبقاً لتقارير صحافية فإن الجزولي اعترض على قرار سكرتارية اللجنة المركزية بتجميد عضوية خمسة أحزاب بتحالف (قوى الإجماع) المعارض، بسبب نشاطها في تحالف (نداء السودان)، الأمر الذي اعتبره الخطيب تأييدا من الجزولي لسياسية الهبوط الناعم للنظام الحاكم وفقاً لما يتبناه تحالف قوى (نداء السودان)، وهو ما يعد مخالفة لخط الحزب الشيوعي.

وأحتدمت الخلافات بين الجزولي والخطيب في اعقاب تصريحات الأخير للصحف أنكر فيها تسلمه استقالة الجزولي. ونقلت صحيفة “التيار” الصادرة بالخرطوم الثلاثاء، تصريحاً للجزولي ينتقد فيه الخطيب، بسبب ذلك، مضيفاً “تقدمت باستقالتي كتابة وسلمتها للسكرتير الإداري، محي الدين الجلاد، ولا أدري دوافع الخطيب من إنكار ذلك.. كان عليه أن يسأل السكرتير الإداري قبل أن ينفي أو يؤكد”.

واشترط الجزولي معرفة دوافع إنكار الخطيب لأمر استقالته، قبل الاستجابة لقرار المكتب السياسي المفضي لمناقشته في أمر إستقالته، حيث أشار إلى أن المكتب السياسي أخضع استقالته للمناقشة وخلص لإنتداب اثنين من قيادات الحزب لمناقشته بشأنها.

وأضاف “طلبت ابتداءاً معرفة دوافع الخطيب من نفيه استقالتي، وطلبت أن يشهد السكرتير الإداري بأنني سلمته الاستقالة مكتوبة وأنه دفع بها إلى المكتب السياسي”.

وكان الأطباء في بيان استقالاتهم ذكروا “أن سياسة القيادة المركزية أقعدت مؤسسة الحزب عن كل مبادرة سياسية وجماهيرية، وحادت به عن سبيل السعي لتحقيق أهدافه العريضة في الحرية والمساواة والسلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعمل على شق طرق جديدة للثورة السودانية في سبيل الاشتراكية”.

سودان تربيون