رأي ومقالات

جمعيّة حماية المُسْتَهبل


كي تتمكّن من قراءة هذا المقال: (أضغط نجمة، حُك رأسك شويّة، أترك مسافة، أرفع رجلك الشمال، أكتب رقم موبايلك، تأكَّد من الوضع الصحيح لأنفك، ثم أضغط إرسال).
خلّي بالك..
عرف السودان قطاع الاتصالات منذ العام 1859م بخطوط سلكية في مدينة سواكن التي استقبلت (الكيبل) البحري الاستعماري الممتد من بريطانيا إلى جبل طارق والأسكندرية وقناة السويس ثمّ سواكن، مروراً إلى الهند.
من يومه، توالى التطور في قطاع الاتصال حتى بتنا على مشارف التطعيم بحقنة سائلة تحتوى على خلايا الشريحة التي تحمل رقم هاتفك، لتمكّنك من التحدث مع الآخر، دون الحاجة إلى جهاز موبايل ووجع قلب، ما يجعل الشعب (يكلّم يروحو ذاتياً)، دونما حاجة لأي تدخّل حكومي!
ما علينا..
تنشط جمعية حماية المستهلك عندنا، في البر والبحر والجو. تكافح التدليس في الفراولة لأنها: (شاربة من لون الشفق عند المغيرب)، والبيض المستورد من دجاج جزر الباهاما، لأنه: (لم يبلغ سن الزواج)، ومع ذلك تضرب الجمعية صفحاً عن قطاع الاتصالات التي تحتل حصيلتها المرتبة الثانية أو الثالثة، وربما الأولى في الدخل القومي لبعض الدول الثرثارة (زي حالتنا)، دون أن نسمع بضبط الجمعية لأية حالة تسلل (فواتيري) لجيب أحد المشتركين المنكودين من ضحايا الاستهبال الاتصالي.

خلي بالك..
مهما بلغت يا (أخي الكريم) من الشفْتنة والحرْفنة والذكاء منقطع النظير، لن يكون بمقدورك فهم الآلية التي (تَشْرُم) بها شركات الاتصالات (رصيدك الوطني)، جرّاء رغبتك الآثمة في التمتع بخدمة الانترنت!
نفسي أفهم، أليست من رقابة على أسعار ونوعية خدمة الانترنت عندنا، تحفظ الحقوق قبل أن نتهور و(نضغط ارسال)، لنبعث ما كسب أيماننا من رصيدٍ إلى مثواه الأخير بخزائن شركات الاتصالات؟!

مثلاً..
تُراود بعض شركات الاتصال شهوتك لخدمة التجوال الدولي بعروض من شاكلة: (عزيزي المشترك، سنأمر لك بجارية وغلامين وحمل ألف بعير من الاسكراتشات).
ولو عدت سالماً غانماً من سفرك، غالباً ما ستجد الطريق إلى بيتك مسدوداً بأكوام الفواتير، لأن الخدمة التي أغروك بها (زي المنشار، طالع ياكل ونازل ياكل)، وما عليك غير أن تخضع لعقد الإذعان الذي وقّعته مع الشركة، وأنت في نشوة من رقمك.
ستطلب منك الشركة يا صاح، أن تسدد الفواتير أولاً ثم تنظر في نكبتك، وقد تطلب منك قبل السداد أن: (اعتزل زوجتك، سدد إيجار سنة لصاحب البيت، شيل البروستاتا، ثق في مبارك الفاضل، ما تشتغل بتصريحات الكاردينال، أعمل نجمة، أضغط إرسال)!
خلي بالك شديد..

تعقيبات القراء سيتم تسجيلها لغرض الجودة.

وجدي الكردي