مقالات متنوعة

عوووووووك تاني


في مدينة كوانزو بالصين ومن أمام إحدى المدارس بوسط المدينة كنت أتأمل في منظر التلاميذ والذين خرجوا من المدرسة في رحلة تعريفية بمحيط المدرسة الملفت في الأمر أن الأطفال خرجوا خلال نزول المطر ومع هذا كانوا جميعهم وبلا استثناء يرتدون جاكت طويل يناسب انزلاق الماء من عليه وكانوا يرتدون أحذية المطر.

ويحملون مظلات. مشرفات الرحلة كن يمسكن بشريط عريض لامع يبتدئ عند أول الوفد وتمسك به مشرفة في الوسط ثم ينتهي عند ثالثة في المؤخرة؛ الغرض من الشريط الممتد في مساحة حركة التلاميذ كان حماية الأطفال وحصرهم من الضياع وحوادث الطريق.

عقب تلك الحادثة أصبحت أرقب تلك المدرسة كثيراً في حركة ذهابي وعودتي خاصة أن الفندق الذي كنت أقيم فيه كان يطل عليها مباشرة، سألت محدثي لماذا لا أشاهد عربات ترحيل تقف خارج المدرسة لنقل التلاميذ من وإلى منازلهم فعلمت أن سيارات الترحيل تدخل من بوابة خاصة وتصطف داخل المدرسة لنقل التلاميذ؛ كل ذلك يحدث حتى لا يتعرض التلاميذ لأصابة أو مكروه خارج أسوار المدرسة.

لن أتحدث هنا عن المدرسة والبيئة داخلها وأزياء التلاميذ والنظافة والنظام وكاميرات المراقبة على امتداد السور والتي تسهر لحماية التلاميذ ولكن فقط المقارنة بين خروج الأطفال في رحلة تعريفية حول المدرسة وبمواصفات سلامة معينة يتم فيها مراعاة الطقس وظروف الشارع وشركاء الطريق وبين قصة دق الشطة والتي تطرقنا لها في مقال الأمس.

الغريب في أمر دق الشطة قصص بدأت تترى عن مراسيل على نفس الشاكلة مثل جيب طحنية من الدكان وأخرى عن مديرة مدرسة كانت ترسل الطالبات لنظافة منزلها وثالثة كانت تطلب من التلميذات أن يغسلن ثيابها البيضاء.

أكثر ما أثار استغرابي عقب دق الشطة ردود فعل بعض المعلمين على المقال والذين اعتبروا أن المقال كان ينبغي أن يركز على الأسباب التي أدت إلى أن يعمل أحدهم عملاً إضافياً وأنه لا غضاضة في عمالة التلاميذ.

أبداً أستاذتنا الأجلاء.. لا للمراسيل خارج أسوار المدرسة لا للمراسيل أثناء الحصص لا لممارسة أطفالنا لمهام لا علاقة لها بالتحصيل الأكاديمي.

إن الظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها المعلمون ليست قصراً عليهم فقط فالسودان كله يمر بأزمة اقتصادية حادة وظروف معيشية سيئة ولكن هذا ليس مبرراً بأي حال من الأحوال للمراسيل أو أداء عمل إضافي خلال ساعات الدوام . سؤال للأساتذة: كيف يا ترى يتعامل الاستاذ مع ورقة امتحان تلميذ يرسله لشراء سجائر، وكيف تتعامل معلمة مع تلميذة تجمع لها ثيابها لتغسلها لها في منزلها؟.

خارج السور: السيد وزير التربية والتعليم ماذا حدث بخصوص عووووك حقتنا……

سهير عبدالرحيم

التيار