عبد الباقي الظافر

عاد الحسن..غاب الحسن..!!


أصيب الفتى المدلل بالحرج حينما انتهره الرئيس سلفاكير وأشار إليه بالخروج من الباب الرئيسي.. مبيور نجل الزعيم قرنق حاول الاستنجاد بحليفه الجديد رياك مشار إلا أن الأخير وبإشارة حملت كثيراً من الحكمة.. طلب من الوزير مبيور الانصياع لتعليمات الرئيس.. كل ما ارتكبه وزير الموارد البشرية أنه جاء إلى اجتماع مجلس الوزراء بزي غريب أشبه بأزياء المهرجين.. ربطة عنق ذات ألوان فاقعة وبزة تبدو وكأنها مستعارة من صديق أكثر بدانة ثم قبعة تكمل مشهد الغرابة.
قبيل أسبوع عاد السيد الحسن الميرغني مساعد رئيس الجمهورية بعد غياب استمر نصف عام.. عاد الرجل وعقد سلسلة من الاجتماعات مع قيادات بارزة ليطمئن على حال البلد في فترة الغياب الطويل.. عاد الرجل إلى مكتبه في القصر دون أن يقدم توضيحاً للشعب السوداني عن سبب الاختفاء المعزز بالمخصصات المالية.
حينما جلس المساعد الأكبر على كرسي المسؤولية.. وعد شعبنا الصابر أن يحل أزماته في (181) يوماً.. حينما حان وقت الحساب اشتكى مولانا من قلة الملفات الموكولة لشخصه الكريم.. جادت عليه الحكومة بملف الإشراف على قاعة الصداقة بالإضافة لرئاسة مجلس تشغيل الخريجين بالإضافة للأمن الغذائي.. بعدها أو قبلها احتج مولانا الصغير بسبب نقص السيارات وجزم بأنه سيؤدي عمله بالركشات.. ما زال الأشقاء والخلفاء في الانتظار احتجب السيد الحسن لستة أشهر.
لم ينجح مولانا الحسن حتى في ملف إقناع والده بالعودة للسودان ليعيش شيخوخة سعيدة وهانئة بين الأحباب والمريدين.. مولانا الكبير وصل إلى القاهرة والنَّاس تحج إلى مكة المكرمة.. حينما توافدت الوفود للمشاركة في ختام الحوار الوطني بالخرطوم كان مولانا يشد الرحال إلى المدينة المنورة.. حضور الميرغني تلك المناسبة كان سيضيف بعداً سياسياً وألقاً شعبياً.. لكن ولي العهد لم يكن حريصاً على عودة الوالد المغيب حتى يستخدم التفويض المزعوم لتثبيت أركان شرعيته.
في تقديري ..الانضباط المؤسسي يقتضي مساءلته أو أي مسؤول آخر يغيب فترة طويلة عن أداء عمله.. قوانين الخدمة العامة تفصل أي خفير في مدرسة إذا غاب دون إذن لأكثر من ستة أسابيع.. ما الذي يجعل القوانين مجمدة مع الكبار الذين تتضاعف مسؤولياتهم وبالتالي من المفترض أن يكون الحساب أكثر صرامة.. من السيئ جداً أن يكون هنالك تمايز طبقي في تطبيق القانون.. إذا غاب ابن الشريف عن أداء مهامه وجدوا له الأعذار وأرسلت له المخصصات في العواصم البعيدة.
بصراحة.. لو كنت مكان مولانا الحسن لتحسست المقعد الذي أجلس عليه ما دام غياب نصف عام لم يشعر به أحد.

اخر لحظة