رأي ومقالات

الذرة الأمريكي


لو تقدم لك إنسان بهدية ما و كان عندك منها ما يكفي و يزيد فإنه من غير اللائق أن ترفضها لأنك لست في حاجة لها
ليست كل الهدايا لتلبية الحاجات و إنما قيمتها الأهم في أنها تعبير عن مشاعر أو مواقف أو تقدير حسن
رست أمس الأول باخرة تحمل ذرة مقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية و هي عبارة عن مساهمة لدعم نقص الغذاء في السودان
هذه الباخرة لا تحمل سلعة نعاني منها شحا بل ما يوجد لدي المخزون الإستراتيجي من الذرة يكفي و يزيد و مع الموسم القادم سيكون الناتج أكبر
هذه المساهمة مقدمة عبر منظمة دولية من حكومة الولايات المتحدة
من يشعر بقيمته من البشر و الدول و الأقطار هو من يستطيع أن يتعامل مع الاخرين بعيدا عن الأوهام و الظنون و الشكوك
بل و يتعامل بالحسني و بالشكر في مقام الشكر
من هذه الزاوية أنظر للمساهمة المقدرة من الولايات المتحدة و لا أجد غضاضة فيها أن تقبل مع أسمي تعابير الأمتنان
لا ننتظر من الولايات المتحدة ان تقدم الكثير و لكن ننتظر منها علاقات في الإطار المقبول بين الشعوب و الحكومات
كانت السنة و العادة الأمريكية أنه ما من واقعة تقع أو حادثة تحدث في السودان إلا و خرجت البيانات الأمريكية المنددة و الشاجبة أو الرافضة أو المحذرة
خلال الفترة الماضية إنحسرت مثل هذه التعبيرات الرسمية من الولايات المتحدة
سبقت الولايات المتحدة الحوار بترحيب و دعم و عن ختام جلسات الحوار سكت الولايات المتحدة التي لم تكن تعرف السكوت أو التعبير المساعد و الميسر للخطوات الإيجابية و خاصة مثل الحوار و التفاوض
لا أظن أن العلاقة مع الولايات المتحدة تتأثر بمناخ الإنتخابات و لا تتعطل الأنشة و الأعمال و التفاعلات في أمريكا مع الدول الأخري و المواقف الدولية بسبب حمي الإنتخابات إذ أنها دولة كبيرة و مؤسساتها راسخة و ما يصدر عنها هو موقفها الحقيقي
و إذا صح ما أري فإن المرجو أن يمضي السودان في ذات الإتجاه الذي يميل للتحسن في المواقف و العلاقات
و ما أرجوه أن تكون فترة أمريكا روسيا قد دنا عذابها قد ولت
الله سبحانه و تعالي يحاسب الخلق و يغفر أو يعذب إذا شاء و يأتيه الناس يوم القيامة فرادي و ما سمعنا أن الدول تحاسب و نرجو أن نكون من الموطئين أكنافا في سائر علاقاتنا فردية و دولية

راشد عبد الرحيم