مقالات متنوعة

ألحقوا أولادكم


سبحان الله هل يعقل أن وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة من التردي الأخلاقي والانحدار الفظيع في مستوى المظهر والشكل والمضمون لدى شباب بلادي؟ وترى أين ضاعت صفات الرجل السوداني وأصالته؟ والله أنا في حيرة من أمري لما أشاهده من مشاهد وتصرفات دخيلة على مجتمعنا وأبناؤنا يلونون ويزخرفون ويتنعمون بصورة مستفزة أفقدت رجالنا كثيرا من صفاتهم وبسالتهم التي كنا نعتز بها في الماضي.. وأتساءل: ألم يسمع شباب اليوم بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم)، وليس من الممكن أن يسيطر على شبابنا هوس استخدام كريمات التفتيح والأزياء الضيقة وخرم الأذن وآخر التقليعات من طلاء الأظافر بالمنكير، مشاهد أرويها لكم عبر هذه النافذة.
المشهد الأول
الساعة تشير إلى الثامنة مساء يوم الخميس الماضي وأنا في طريقي إلى موقف كركر لاحظت عربة فارهة مظللة تقف على حافة الطريق بالقرب من تقاطع السكة حديد وخلفها شاب يتحدث بهاتف يصف المكان الذي يقف فيه وما إن تقدمت خطوتين حتى رأيت شابين يرتديان شورتات قصيرة وتي شيرتات أقصر وألونها صارخة يتمايلان في حديثهما ومشيهما قبل أن يستقلا السيارة ذاهبين في حال سبيلهما.
المشهد الثاني
معروف أن (البوتيك) للنساء ولكن في زماننا هذا أصبح لبعض الرجال أيضا، وفي إحدى المرات قابلت شبابا داخل بوتيك يبيع الكريمات يطلبون (كريم نعومة البشرة وصابونة حب الشباب) الأمر الذي أدخل صاحب المحل في حرج وأشار إليهم بأن (هذه صحفية بتجيب خبركم في الصحيفة) وبعد ذهابهم قال لي: أمثالهم كثيرون يأتون بعد منتصف الليل.
المشهد الثالث
بعد انتهاء دوام العمل وأنا في طريقي إلى المنزل شاهدت شابا أظافر رجليه مطلية بالمنكير وحينها أصابتني الدهشة وتمعنت جيدا للتأكد، فربما يكون (جير أو بوهية) ولكن ثبت لي أنه منكير، ودارت في خلدي عدة أسئلة: هل أصبحت الرجالة في خطر؟ وما السبب الذي أوصل شبابنا إلى هذا المستوى من تقليد ما تفعله النساء وهم يسيرون تدريجيا نحو طمس وإخفاء معالم وصفات ومميزات الرجل السوداني الأصيل؟.
كل ذلك يدعونا لنوجه صوت لوم إلى الأسر التي باتت غافلة عن أبنائها.. وأنصحها بتدارك ما وصل إليه الحال ومعالجة ما تمكن معالجته حتى لا نخسر رجال المستقبل

سارة المنا

اليوم التالي