مقالات متنوعة

غرفة بلا ستائر..


الآن تولد معظم) مخرجات) عمود هذا اليوم من داخل قطار أديس أبابا- جيبوتي.. عدد عرباته تقريباً ستة أضعاف قطار النيل الذي لا زال صامداً على خط الخرطوم – شندي – عطبرة (رجمه) من حين لآخر بحجارة ليس ذنبه.. من يرجموه أو يضعوا العراقيل أمامه ينطلقون من منصة (تجريم) واحدة، ذنبه الوحيد أنه يمثل (أملاً) ولو صغيراً بأن السكة حديد (عائدة) وكذلك الديمقراطية.. رتل من موكب السيارات الرئاسية يشق طريقه بنعومة في شوارع أديس ونحن في معية نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن الذي يزور محطة السكة حديد التي تنطلق نحو جيبوتي
تبهرنا المحطة الجديدة والتي تستعد فيها أنامل (صينية) لوضع اللمسات الأخيره للمشروع الحيوي، والذي سيقفز باقتصاد البلدين خطوات كبيرة، المبنى يضاهي في جماله وتصميمه كبرى محطات القطارات في عدد من عواصم العالم الكبيرة..
كنت أظن – وبعض الظن ليس إثم- بأن الجولة تفقديه للوقوف على التجربة، وجاءت المفاجأة بأن هناك رحلة بالقطار تكريماً واحتفاءً بالنائب وزيارته..
رحب بنا الصينيون بحفاوة وأخذنا أماكننا في عربات أنيقة وفاخرة، لفت انتباهي (3)أدوار من الأسرة في الممرات بين العربات (لزوم النوم والراحة والمقيل) للمسافرين.
القطار (يتهادى (أتذكر محمد عوض الكريم القرشي وعثمان الشفيع.. استدعت ذاكرتي الخربة أغنيات تغنت للقطار وعاشت في وجداننا كما السكة حديد التي أضحى حالها أغنية حزينة في الشفاه، نرددها بطعم (الملح) ونسترجع الأسى كلما وقفنا على تجارب أمم من حولنا بعضها عض بنواجذه على (قطاراته) وبعضها (سواها) من عدم، وأضحت استثماراً ناجحاً له، وعنواناً للتقدم كأهل الصين الذين ينسخون تجاربهم الناجحة في العالم القريب والبعيد..
صوت المذيعة الداخلية ينساب من حنجرة ذهبية والعربة تتمايل في دلال كعروس في (سباته) الحقيقه هي ليست عربة من حديد وخشب وبوهيه، هي غرفة (مقطوعة) من قصر منيف أجمل ما فيها) أنها غرفة بلا ستائر) ..ما أحلى (تبرج) الطبيعة في أثيوبيا، نافذة القطار تفتح مباشرة على أبيات التني: صحت الطبيعة وانتبه ما بال عينك ناعسة.
المروج الخضراء تتوسد الروابي، ثمه أكواخ متناثرة ..أطفال وبقرة وخضرة وبحيرات ووجه حسن يضاهي وينافس ويفوز (عديل) في مونديال الجمال
القطار في ذلك كان يفعل ذلك ويضعك مباشره أمام سودان آخر من الروعة والحسن. (والبغالطني) عليه بمراجعة (تحفة) محمد المكي إبراهيم (قطار الغرب)، يخامرني إحساس بأن كل مصائبنا (الوطنية) سببها إهمال السكه حديد.
القطار وحد السودانيين وقرب المسافات و (رتق) النسيج الاجتماعي ،وساهم في التنمية وفي زيادة الوعي والتنوير، ونقل الثقافات، وواحد من أسباب الرفاهيه وحافظ على أرواح الناس ودمائهم مقارنة بمآسي النقل البري، فضحاياه من القتلى والمصابين والمعاقين يفو ق ضحايا الاقتتال والحروبات في بلادنا.
العربات (أفقرت) وكملت البشر، والسفر بالقطار رحلة ونزهة ومتعة لا تدانيها أي متعه سفر حتى لو بـ (أوبوما) .
أنا ثقة في وصول الرسالة كاملة ما ناقصة (صامولة).. آسف (حرف)..

عبدالعظيم صالح

اخر لحظة