مقالات متنوعة

فليذهب هؤلاء الولاة


ما يزيد عن العام تقريباً مدة كافية بالنسبة للمؤتمر الوطني ليصل إلى تقييم حقيقي بشأن صلاحية الولاة في تجربتهم الجديدة.. عملياً الصورة بدت واضحة جداً في أن بعض ولاة الولايات أصبح استمرارهم في الكرسي لا فائدة منه، لكونهم لم يقدموا شيئاً.. لا فكرة تعين أجهزة الدولة المركزية في تنفيذها لصالح المواطن، ولا برامج ابتكروها لخدمة الولاية.
بعض الولاة منذ تسنمهم مقاعد ولاياتهم بالتعيين دخلوا في صراعات مع إخوانهم فيما يعرف بالحرس القديم والجديد، وهؤلاء تسيطر عليهم هواجس المؤامرة، لأنهم جبلوا على أساليب إقصاء الآخر في إطار (الحفر)، تركوا مهمتهم جانباً وانخرطوا في خدمة ذاتهم بعيداً عن هموم الشعب. هل يطمئن السيد الرئيس على أن بعض الولاة (يستره) مع المواطن، في تنفيذ برنامجه الانتخابي، بحسبان أنه الهدف والغاية لكل والٍ تم تعيينه؟ ألا يشعر الرئيس بأن هناك مواطناً منحه صوته، ووقف معه وحمل صورته ديباجة في صدره أثناء الدعاية الانتخابية، وكان صادقا لأنه يرى في البشير مرشحا يلبي طمحوته، لكنه لم يحصد من ذلك إلا النقص في الخدمات، ربما أن الرئيس ليس المسؤول المباشر عن ذلك التردي لكونه ولى من ينوب عنه، ووضع فيه ثقته، وهذا يحتم على قيادة الحزب إعمال (قربال) الفرز والتنقيح، وإبعاد كان من يجلس على كرسي الحكم في الولاية، ولم يلتزم بالمعايير، ولم يؤد وجباته تجاه الشعب. لماذا التركيز على الولاة دون غيرهم من المؤسسات التنفيذية الأخرى، لأن الوالي يحمل اسم الرئيس في الولاية بيده كل شيء، لتضع أجهزة الحزب المعنية بالتقييم والمراجعة أسئلة أمام كل والٍ على شاكلة: مَنْ مِنْ الولاة تجوَّل في الشارع بين المواطنين أو اقتنى مستلزماته من السوق مباشرة؟ ومن منهم تحسس نبض الشارع أو تابع بواطن النقص والقصور بنفسه وعمل على معالجتها؟ ومَنْ مِنهم لديه أرقام حقيقية عن عدد الفقراء في ولايته، وله من البرامج التي تعالج ذلك؟ أعتقد جازما أن الأغلبية ستفشل في الإجابة عن تلك الأسئلة، لأن محصلتهم صفر كبير.. لم يجن منهم المواطن سوى أصوات النجدة وسياراتهم الفارهة التي تقلهم يومياً إلى المكاتب وبالعكس. لا أجد استثناءً من هؤلاء سوى مولانا أحمد هارون الذي وضع لنفسه طريقاً واضحاً ومختلفاً بصورة مبتكرة، ويعمل على تنفيذه، حصد ثماره المواطن وأصبح نموذجا يحتذي به الغير.. وكذا عبدالواحد يوسف والي شمال دارفور الذي حدَّد معالم خطته للولاية ونفذ الكثير الذي غير وجه المدينة، وكذلك آدم جماع والي كسلا الرجل الذي وضع على عاتقه مسؤولية تنمية أكثر المناطق فقرا على وجه البلاد، وهي المحليات الشمالية التي حاول إخراجها من التخلف إلى التنمية، أما البقية فحدث ولا حرج، ونواصل..
مشاركة في

آدم محمد أحمد

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. لا شك أن البشير سوف يسأله الله يوم القيامة عن لماذا يصرف أموال الدولة لمثل أبناء محمد عثمان الميرغني سوف يسأله الله ما الذي قدمه ابن الصادق والميرغني وقبلهم جلال الدقير وغيرهم وهل فعلا العلاقات السودانية الصينية تحتاج أن يكون على رأسها عوض الجواز وما هي وظيفة وزارة الخارجية أسئلة كثيرة وأموال كبيرة أهدرت في السودان سيكون المسئول عنها البشير أولا قبل أي واحد تاني ثم فاليسأل كل مسئول في السودان قبل ان يسأله الله سبحانه وتعالي يوم القيامة هل ما يتقاضاه من أجر حلال عليه وأنه يقوم بالعمل الذي يبرر له هذا الأجر والمخصصات الأخرى بغض النظر ما اذا كان البشير قرر أن يعطيك راتب وقدره كذا يجب أن تحاسب نفسك أنت هل أنت فعلا مستحق لهذا الراتب والمخصصات الأخرى. هل حجيت من حر مالك هل البيت الذي تسكن فيه من حر مالك لا تقلي مال الدولة وانا عندي فيه نصيب كما نصيبك فيه حتى تسكن فيه. انا يخيل إلي أن اكثر شعب سوف يستغرق وقتا في المحاسبة يوم القيامة هم المسئولين السودانين ولكن ما في مشكلة فإن الله سريع الحساب