حوارات ولقاءات

اول حوار مع سائق «التوك توك» المختفي الشهير في مصر ب”خريج توك توك”


هربت من المدرسة بعد 15يومًا.. ولا أمتلك سوى شهادة محو أمية

لم أتلق تهديدًا من أي جهة.. ولم أهرب إلى الصعيد

ولائي الأول والأخير لمصر.. ولا أنتمي لأي أحزاب

أرفض توجيه رسالة إلى «السيسي».. وهذه رسالتي لكل مواطن شريف

يرد على ساويرس: «مش كل غنى شبعان ومش كل فقير محتاج».. ويسخر من اتهام عزمى مجاهد:«التي شيرت» بتاعي من «وكالة البلح»

باب حديد يحتمى به آخر خشبى استهلكت أركانه من كثرة محاولات اقتحامه عنوة، هذا هو حال باب مصطفى الشهير إعلاميًا بـ “خريج التوك توك.

مكان هادى بسيط يعبر عن سكانه، لا يظهر حقيقة ما تحتوى عليه نفوسهم من هم وحزن وضيق حال، إنه الحى الذى يقطن به مصطفى سائق “التوك توك” الذي أصبح حديث المصريين خلال الأيام الماضية، وتحديدًا فى “53” شارع المستقبل بالحى السادس بمدينة 6 أكتوبر.

تقبع شقة مصطفى، فى الدور الخامس، وسط مساكن تعتبر منطقة شعبية لكنها بعيدة عن وسط المدينة بشكل كبير.

ويبدو على الباب، أنه تعرض لمحاولات السرقة أكثر من مرة، فلم يجد صاحب العقار أمامه حلاً إلا أن يضع عليه بابًا حديدًا لمحاولته من تكرار السرقة.

من خلف باب حديدي، وافقت زوجته بعد عناء أن تتحدث معنا، وأخبرتنا أن زوجها بخير، لكنها قالت إنه غير موجود الآن وإنه عند أصدقائه في «إمبابة» منذ عدة أيام، ولم يذهب إلى الصعيد ليحتمى به كما أشاع البعض، نافية كل ما تردد عن انتمائه لجماعة “الإخوان المسلمين” أو أنه متعلم ويعمل في مدرسة والدها.

تربعتُ على الأرض أمام الشقة أنا وزميلتي نستكمل حوارنا مع زوجة مصطفى، قائلة إن زوجها فخور بما قاله ولا يشعر بالندم بل بالفخر؛ لأنه عبّر عن حال وطنه الذي يعشقه، مؤكدة أنه لم يستهدف من كلامه الحصول على إعانة من أى ما كان، معربة عن أمنيتها بـ”أن تذهب فيه إلى السوق ولا يشغلها ما معها من نقود، والتى دائمًا لا تفى بالاحتياجات الأساسية للبيت”.

انتهينا وزميلتي من الحوار خلف الباب الحديدى وبعد أن التقطنا عدّة صور لنا مع طفلته خديجة، غادرنا متجهين إلى موقف الأتوبيس لنعود إلى مقر “المصريون” بعد أن باءت محاولتنا بالفشل في إجراء أول حوار مع مصطفى منذ اختفائه عن الأنظار عقب ظهوره مع الإعلامي عمرو الليثي على قناة “الحياة”.

لكن مكالمة من الزوجة أعادت لنا الأمل، بعد استقلالنا “الميكروباص”، فقد طلبت منا العودة، بعد أن حضر زوجها، ولديه استعداد أن يتحدث معنا، قائلة: “أنا قلت له يا مصطفى أنا استريحتلهم وشكلهم كويسين فاستجاب لإجراء الحوار”.

استقبلت مكالمتها بفرحة عارمة، وعدنا أدراجنا مرة أخرى والعشرات من الأسئلة تعصف بأذهاننا، استقبلنا بجلبابه الأبيض، وابتسامة عريضة تملأ وجهه، طالبًا منا الدخول إلى شقته ومعتذرًا على عدم استقبال زوجته لنا بالداخل.

فوجئنا به يقول: إذا أردتما التسجيل معى: أوافق لكن على شرط، لتختلج بداخلنا مشاعر الخوف والترقب، ورددنا عليه: “خير شرط إيه؟”، فكانت إجابته تقطر كرمًا بالرغم من ضيق الحال الواضح على المكان: “تفطروا معانا؟”، فوافقنا وأخبرناه أننا لم نفطر حتى الآن وكانت الساعة العاشرة والنصف صباحًا.

تغيب عنا حوالى نصف الساعة، إلا أننا استغللنا تلك الدقائق فى المحاولة على التعرف عليه من خلال مكان إقامته أكثر، حيث يقيم فى غرفتين ضعيفتى الحال جدًا خاليتين من معظم الكماليات، حمام يشكو النقصان فى كل شىء حوضه بلا ماسورة أو كما يطلق عليه “كوع”، يستخدمون المياه من خلال “كوز” وإناء على الأرض، مطبخ يتسع بالكاد لبوتاجاز و”حوض” فقط، والصالة التى جلسنا معه فيها لنجرى الحوار.

“مصطفى عبدالعظيم سليم، “40 سنة”، هكذا بدأ مصطفى المعروف إعلاميًا بـ”خريج التوك توك” حديثه مع “المصريون”.

الأربعاء 12أكتوبر

“سلام عليكم، اسمك إيه خريج إيه؟.. هـذيع لك كل اللى أنت عايزه”، هكذا تحدث مصطفى عما دار بينه وبين عمرو الليثى قبل تسجيله الحوار معه، “والله أنا ما كنتش مرتب حاجة معينة فى دماغى ربنا ألهمنى بالكلام وقلته كده من قلبي، بعد ما خلصت تسجيل، كملت شغلى ومش فى بالى حاجة، لما روحت حكيت لمراتى واستنينا الحلقة”.

وأضاف: “قعدت أسجل الحلقة بالتليفون وأنا مش مصدق إنى أنا اللى بتكلم، وكأنى شخص تاني، شوية ولقيت خالتى بتتصل تشكرنى على اللى قلته وقالت: “اللى أنت قلته الشعب كله عاوز يقوله”, شوية وواحد من أصحابى بيتصل يشكرنى ويقولى: ربنا يحفظك من كل سوء”.

ويستكمل مصطفى قائلاً: “أخويا محمد كلمنى وهو متضايق: أنت إيه اللى قلته ده.. بتشد على الحكومة هتروح فى داهية، فكان ردى عليه: “إرادة ربنا والله أنا ما كنتش مرتب الكلام هو جه كده، بعد إلحاح أخى لم أجد مفرًا من الذهاب إليه مع زوجتى وأبنائى وفعلاً ذهبنا إليه”.

يسرد مصطفى تفاصيل ما حدث عقب إذاعة الحلقة، قائلاً: لم أستطع الجلوس عند أخي أكثر من ساعتين، خصوصًا مع تأنيبه المستمر لي، فتركت ونزلت ورجعت بيتى الساعة 2 بالليل”.

الخميس 13 أكتوبر

وتابع: “الصبح لقيت أختى الوسطانية جاية لى البيت وعمالة تعيط وخايفة عليّ، وتقولى الفيديو مبهدل الدنيا على الفيس، بالرغم من أن الجيران قالوا إنى ما قلتش حاجة غلط، وإنى اتكلمت فى الحق بس ما فيش فايدة خايفين عليّ، ونزلت من عندى معيطة علشان مش خايف على نفسي”.

عاد مصطفى لعمله على “التوك توك”، وتفاجأ بأن الركاب يطلبون التقاط الصور التذكارية معه، قائلاً: “أنا مش متعود على كده”، ولم يجد مفرًا من أن يذهب إلى منزل أهل زوجته بإمبابة هربًا من تلك الأحداث الغريبة عليه، ومكث هناك أسبوعًا قبل أن يعود إلى منزله منذ عدة أيام.

مع كل ما أثاره من جدل بين المصريين، إلا أنه تبقى له وجهة نظر في ردود الفعل على مداخلته التي لم تستغرق 3دقائق, قائلاً: “إحنا بنتعامل مع 90 مليون مواطن منهم الصالح والطالح, والنبى صلى الله عليه وسلم تلتين العالم اختلفوا عليه وأنا “حشرة” أكيد هيختلفوا عليا”.

وعندما سألته “المصريون” لماذا رفضت الظهور إعلاميًا؟، أجاب: “حاولت بعض الوسائل الإعلامية الاتصال بى فأجبت على إحداها، إلا أننى شعرت بأن الأحداث ستخرج عن مجراها فرفضت أن أجيب على العديد منها”، مؤكدًا أنه رفض التربح إعلاميًا أو الظهور على أى قناة عربية أو أجنبية، بالرغم من أنه كانت هناك محاولات كثيرة للتواصل معه، معللاً ذلك بقوله: “أنا مش بتكلم على سلعة أنا بتكلم على أغلى حاجة فى الوجود بتكلم على “مصر” وهى لا تقدر بأى ثمن”.

“خريج توك توك”، هكذا أجاب مصطفى، على سؤال الليثي عندما قاطعه ليسأله عن مؤهله الدراسي، فجاءت إجابته على هذا النحو التي تحولت إلى “هاشتاج” على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ذهب البعض إلى أنه مدرس لغة عربية.

غير أن مصطفى نفى ذلك، قائلاً: “أنا معايا شهادة محو أمية، يعنى أول امتحان بس، بفك الخط بالعافية، وأنا صغير ومن 35سنة بالظبط، رحت المدرسة  15 يوم بس مدرسة ضربتنى وكرهتنى فى التعليم والمدارس”.

لكن أسلوبك في الكلام يوحي بأنك حاصل على شهادة دراسية، يبرر ذلك بقوله: “أنا بتابع أكتر من 50 قناة تليفزيونية عربية وأجنبية من أخبار وثقافة عامة، زمان كنا بنسمع على الحرب بعدها بـ 20 سنة لكن دلوقتى مع الوسائل التكنولوجية الحديثة فى أقل من الدقيقة بنشوف الحرب وهى شغالة”.

وأضاف: “مش هينفع نربط الثقافة بالتعليم ده مجرد شكل اجتماعى مدللاً بكلماته: “إذا اجتمعت عليك البيئة فعليك أن تحتمى بعقلك”.

وعن الشائعة التي دارت حول انتمائه لـ”الإخوان”، رد سائق “التوك توك” بالنفي القاطع قائلاً: “لا أنتمى لأى أحزاب أو تيارات سياسية وولائى الأول والأخير للسيدة الأولى مصر”.

لم أهرب إلى الصعيد

وحول حقيقة تلقيه تهديدات وهروبه إلى مسقط رأسه بالصعيد، نفى مصطفى ذلك، قائلاً: “لم أتلق أى تهديد من أى جهة، ولم أهرب إلى الصعيد، “أنا أبويا وأمى اتجوزوا وقعدوا فى روض الفرج فى “حكر أبو دومة”، وعمرنا ماروحنا الصعيد”.

“ثلاث حاجات علشان البلد دي تنهض: تعليم، وصحة، وزراعة.. لو المواطن لقي الثلاث حاجات دي.. أقسم لكم بالله: ما يقدر عليه غير ربنا”، هكذا لخص سائق “التوك توك” أزمة مصر والمصريين.

وقد بدا متمسكًا برأيه: “أى دولة فى العالم بدايات الإيجابيات فيها، الاكتفاء الذاتى من الغذاء والاهتمام الكلى بالتعليم والصحة، وإذا كان الإنسان مش متعلم وصحته تعبانة، لو سكنته فى قصر هيحس إنه سجن”.

وأضاف: “فى دول عظيمة فى العالم زى بريطانيا بتعاني من قلة الشباب وكندا بتعانى من كثرة الشيوخ ومصر بتعانى من كثرة الشباب، ده مش عيب لأن الشباب ثمار الوطن وهم الطبقة اللى تقوم عليها الشعوب”.

هل لديك حلول؟، يسارع إلى الرد: “أنا مين علشان يكون عندى حل، الحل عند العلماء والخبراء وأساتذة الجامعات”، قائلاً إنه من وجهة نظره: “فى الاقتصاد يوجد دكتور محمد العريان, الزراعة والمياه فاروق الباز, الطب دكتور مجدى يعقوب, الأنفاق والمبانى المهندس هانى عازر المتواجد حاليًا فى ألمانيا, للسرطان يوجد دكتور مصرى فى أمريكا”.

لكن.. لماذا هاجمت المشاريع القومية؟ رفض مصطفى الاتهام، قائلاً إنه لا يهاجم المشاريع القومية بل أى مشروع قومى له فائدة بالطبع لكن هناك أولويات.

مصطفى عقب ظهوره واجه اتهامات من قبيل إثارة الفتنة وزعزعة الأمن، وهو ما أصابه بالدهشة، قائلاً: “أنا لا عايز فتنة ولا زعزعة استقرار الوطن, أنا فكرى ويقينى بالدولة الحقيقة أنها دولة المؤسسات والوزارات وبيها تبقى قوية أما دول الميليشيات فهى دول الضباب ومصر مش هتكون منها”.

رسالتي إلى المصريين.. لا السيسي

وحين طلبت “المصريون” منه التوجه برسالة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان رده بالرفض، قائلاً: “رسالتي ستكون إلى كل مواطن شريف فى مصر: أرجو من كل مصرى ومصرية لو خائف على الوطن ألا يصمت على المحتكرين للسلع أو الموظفين الفاسدين ويقومون بالإبلاغ عنهم، “لأنها يا حضرات مشاكلنا  الداخلية وإحنا نكمل بعض وكل مواطن له دور والحكومة تتولى دور التخطيط وهذا قول حق سأحاسب عليه أمام الله, ولن يحل شىء بين يوم وليلة فعلينا بالصبر والأمل.. أدونا القماش واحنا نفصل, أدونا الفأس واحنا نحفر البير”.

في مقطع الفيديو الذي حظي بملايين المشاهدات تحدث مصطفى عن أن مصر كانت في يوم ما صاحبة أكبر احتياطي نقدي في العالم، وهو ما تصدى له البعض بالنفي، ليعقب قائلاً: “لما تحدثت عن الاحتياط النقدى لم أتكلم كذبًا لأن الجنيه المصرى من فترة قريبة كان أعلى من الجنيه الذهب بـ5قروش”.

 “بالله عليك.. دي مصر.. دي مصر.. دي مصر يا جدعان اللي كانت مسلفة بريطانيا، ثاني دولة في العالم، وعملت أول خط سكة حديد.. يبقى حالها كده؟”، غير إن هناك من شكك في معلوماته السابقة.

وهو ما جعله يرد بقوله: “المسئولين اللى اتحدثوا عن أن معلوماتى خاطئة بخصوص السكة الحديد، أنا فعلاً مش عارف افتتحها فلانى ولا علانى ده نسأل فيه أساتذة التاريخ لكن أنا قلت أن مصر هى اللى أنشأت أول خط علشان المعلومة توصل للناس بأن مصر قادرة”, مضيفًا: “يقولون إن بريطانيا التى أنشأت السكة الحديد لكن الفلوس مصرية والعمال مصريين”.

وأَشار مصطفى إلى أن “اليابان عقب الحرب العالمية الثانية كانت كوم تراب بعد ضربها بالقنابل النووية، لكن الإمبراطور نظر وقال: “ماذا يوجد لدينا من وسائل مواصلات؟ قالوا العَجل, فقال: وماذا عن الطعام والشراب؟ قالوا الأرز, فقال: نأكل رز ونركب عجل، وقفلوا على أنفسهم.. وشوفوا اليابان يا حضرات بقت إزاى, وشوفوا مصر بقت مصر إزاى، رغم أنها أول دولة فى العالم أنشأت محطة للطاقة الشمسية منذ أيام محمد على”.

ردي على ساويرس

رجل الأعمال نجيب ساويرس قال تعليقًا على فيديو سائق “التوك توك”: “سواق “توك توك” بــ 100 راجل يلخص حال مصر فى دقيقة والجميع يسقف له”.

وقابل مصطفى، كلامه، بالقول: “أنا بقولك يشرفنى أنك تحدثت عنى بالخير ومصر فخورة بك, لأنك عقلية اقتصادية متعلمة وعندك رحمة وإحساس بالمواطن التعبان وبالوطن على قدر ثروتك مليون مرة، فالذى يشعر بالغلبان والناس المحتاجة يكون فى قمة الشبع و”مش كل غنى شبعان ومش كل فقير محتاج”.

مصطفى سخر من ادعاء عزمي مجاهد حول “التي شيرت” الذي كان يرتديه، معلقًا: “عزمى مجاهد خد من التى شيرت اللى كنت لابسه ومكتوب عليه “لاكوست” مزحة ودعابة، أنا جايب التى شيرت ده من عاصمة التجارة العربية, وكالة البلح فى السبتية”.

وقال مصطفى: “بعض البرلمانيين اتكلموا عنى وألفوا القصص وسابوا مشاكل الشعب والبلد  اللى هى أساس عملها”، موجهًا في الوقت ذاته الشكر لبعض البرلمانيين الذين على استعداد أن يضحوا بأولادهم وكل ما يملكون من أجل مصر هؤلاء أصحاب المواقف الجادة.

وأضاف: “الجيش المصرى يصدّر الأمان إلى الشعب ولكن بعض المأجورين وبعض وسائل الإعلام تصدّر رسائل الخوف، لافتًا إلى أن السادات قال منذ 43 عامًا: “آن الأوان أن يأمن وينام هذا الشعب من خوف بعد أن أصبح لهذا الوطن درع وسيف”.

واستشهد مصطفى بالآية القرآنية: “وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِى هُوَ أَدْنَى بِالَّذِى هُوخير”.

وفى سورة يوسف “اجعلنى على خزائن الأرض”, وطلب سيدنا عمر بن الخطاب من والى مصر الغلال فقال: “سنبعث لك قافلة أولها عندك وآخرها عندى هذا”، معتبرًا أن هذا “يدل على قوة المصريين وعلى أن البركة والخير موجودان بهذا الوطن”.

أمينة عبدالعال وحنان حمدتو

المصريون


‫2 تعليقات

    1. فعلا والله لكن بعد شوية يجيك فلان وفلان يجيبو ليك موضوع هايف يعكننو عليك من عنوانو.. الله يستر