حوارات ولقاءات

رياك مشار: المعارضة السودانية تحارب مع جيش جوبا ضدنا


أصر زعيم المعارضة الجنوب سودانية رياك مشار على إزاحة خصمه رئيس الحكومة في جوبا سلفاكير ميارديت من سدة الحكم بعدما وصف نظامه بالإرهابي والدكتاتوري، كاشفا عن أماكن وجود المعارضة السودانية المسلحة بجنوب السودان والتي قال إنها تحارب ضمن صفوف القوات الحكومية، في حين تقوم الأخيرة بإيوائها ودعمها وتحريك قواتها.

كما أشار إلى استخدام سلفاكير إثنيته في الحرب ضد الإثنيات والقبائل الأخرى في جنوب السودان. وخيّر مشار دول إيغاد بين الاستماع إلى رؤيته وحل الأزمة أو الانسحاب وترك أمر البلاد إلى الأمم المتحدة.

واتهم مشار حكومة جوبا باغتصاب النساء وقتل الأبرياء بمن فيهم صحفيون وعمال إغاثة ومدنيون بشبهة انتمائهم للمعارضة.

ورهن التفاوض مع حكومة جوبا عبر المبادرة الأوغندية بشروط عدة، أهمها مراجعة تقاسم السلطة في البلاد، والانتقال إلى نظام ديمقراطي بعد فترة انتقالية قصيرة، ومحاسبة المخطئين بحق الشعب الجنوب سوداني. وأعلن عن قطع الطرق بين العاصمة جوبا وعدد من عواصم الولايات والمقاطعات الكبرى.

 

وفيما يلي نص الحوار:

أعلنتم قبيل خروجكم من السودان أن هناك مبادرة للسلام في جنوب السودان تقدم بها الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، ما هي أبرز ملامحها؟ وهل وافقتم عليها؟
نعم قابلت موسفيني قبيل مغادرتي الخرطوم وأخطرنا بمبادرته التي تتحدث عن ضرورة الحل السلمي في جنوب السودان، وأخبرنا أنه سيقوم بتسويقها لدى دول إيغاد، فأوضحنا له أن خيارنا الأول إيجاد حل سلمي وعبر مرتكزات جديدة، بعد انهيار الاتفاقية السابقة التي انهارت معها حكومة جوبا.

فقد جلسنا في المكتب السياسي للحركة -المعارضة- وأعلنا التزامنا بالحلول السلمية إن صدقت. ومن هنا نعلنها أننا لن نقبل بغير مراجعة تقسيم السلطة والانتقال نحو وضع ديمقراطي حقيقي بعد فترة انتقالية متفق عليها.

بل رأينا الحقيقي هو أن وجود سلفاكير لم يعد يخدم أي غرض سلمي في البلاد بعدما فقد شرعيته بانهيار الاتفاقية بينه والمعارضة.

يعني ذلك أن الدولة قائمة بلا أركان حقيقية؟
الآن في جنوب السودان هناك حكومة إرهابية دكتاتورية عنصرية تغتصب النساء وتقتل الصحفيين وعمال الإغاثة ولا تحترم الدبلوماسيين، وهي منهارة تماما.

وكيف حكمتم أن الحكومة في جوبا قد انهارت أو حتى في طريقها للانهيار؟
تدهور كافة الأوضاع الأمنية والإنسانية، والدخول في حرب معنا ومع آخرين، وانشقاقات أعضاء الحكومة وهروبهم إلى البلاد المجاورة.

لكنكم فقدتم قواتكم تماما كما تعلن حكومة جوبا؟
عند خروجي من جنوب السودان كان برفقتي عدد قليل من القوات لحمايتي. أما قواتنا فهي موجودة في كافة ولايات جنوب السودان المختلفة بما في ذلك الاستوائية.

معنى ذلك أنكم ستعودون قريبا للجنوب وقيادة الحرب ضد حكومة سلفاكير؟
طالما لا توجد حلول سلمية عند حكومة جوبا فمعناه استمرار الحرب ولن يكون هناك سلام، وسيكون الخاسر الأوحد هو سلفاكير الذي يقود الحرب معتمدا على قبيلته ويحركها بطرق لا تخدم وحدة البلاد.

هو يتهمكم كذلك بأنكم حوّلتم الصراع بينكم وبينه إلى حرب قبلية باعتمادكم على إثنية النوير؟
هذا الاتهام يعضد القول بانهيار الحكومة ونظامها، ومن المستحسن لسلفاكير أن يوجد سبيلا لحل القضية بطرق سلمية وإلا سيكون هو الخاسر وسيدفع الثمن غاليا. فسلفاكير بدأ يستخدم فزاعة القبيلة والإثنيات حتى يتمكن من البقاء في السلطة أطول فترة ممكنة، أي بمعنى أصح هو يعتمد الآن على أبناء الدينكا من الذين يؤيدونه والذين وجدوا عنده المال والسلطة دون شعب جنوب السودان.

تتحدثون كثيرا عن قواتكم وقدرتها على الفعل..
(مقاطعا)… نعم ستفعل قواتنا الكثير جدا، وهي أداة التغيير الحقيقي قريبا، فهي الآن تقطع الطرق بين جوبا ومدن نمولي، وواو، وتوريت، وبور، وتركاكا، ولكوشوكيو، بما يجعل جوبا محاصرة من كل الجهات.

ومع ذلك تقول الحكومة إنكم لن تدخلوا دولة جنوب السوادان مرة أخرى وستعيشون خارجها؟
أولا سأعود إلى الجنوب قريبا جدا، وسأتحرك داخل جنوب السودان، لأن لدي مناطق محررة أهمها بحر الغزال وأعالي النيل، وأمر مضحك من الحكومة أن تتحدث عن هذا الأمر وهي تعلم غير ما تقول.

بعض الدول طلبت منكم العودة إلى السلم خاصة دول إيغاد التي أعلن بعضها إدانتكم وتحميلكم مسؤولية الحرب مثل كينيا؟
هؤلاء لم يستمعوا لنا أولا، وثانيا هم يعلمون تماما من هو المتسبب في الحرب، وثالثا وهو الأهم سنخيّر دول إيغاد بين أن يعدلوا ويستمعوا لنا أو أن يتركوا أمر جنوب السودان إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أو حتى الاتحاد الأفريقي ليقرر بشأنه.

لنعد بكم لسؤال عن اتهام جديد ضدكم من جوبا خلال الأسبوع الماضي عن تحالفكم مع المعارضة السودانية ودعمها لشن حرب على السودان عبر حدوده الجنوبية.
شيء غريب جدا.. لقد سمعت بهذا الاتهام، وقبله كانت حكومة سلفاكير تتهمنا بالعمالة والتحالف مع الخرطوم وحينما لم تجد ما يعضد اتهامها لجأت لحيلة أخرى. فالمعلوم أن المعارضة السودانية موجودة في مقاطعات المابان وفاريانق وغرب بحر الغزال تحت حماية حكومة جنوب السودان. بل إن المعارضة السودانية تشترك الآن مع جيش جوبا في القتال ضد قواتنا، وجوبا تقوم بإيواء تلك المعارضة وتسليحها ونقل جنودها وتحريكهم من مكان إلى آخر ويقاتلون قواتنا في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

 

حاوره عبر الهاتف: عماد عبد الهادي
موقع الجزيرة