مقالات متنوعة

الحوار.. والصخب (الفنكوشي)..!


* إذا أردت تسويق سياسة (عقيمة) فلابد من تحمُّل تكاليفها بعمل إعلامي يغطي على (عوارها).. أي لابد للمسوِّق أن يمارس أفعالاً تجعل من (سياسته) رائجة بافتعال الصخب.. فالأخير هو المتكأ الأمثل لكل فاشل تبور بضاعته..!!
* جماعة (الحوار الوطني) في السودان يعلمون (علم اليقين) بأن (مخرجاتهم) لاتزيد عن كونها بضاعة (كاسدة) بإغفالهم للذي يريده الشعب؛ وقد كررناه كثيراً؛ فأقل ما يريده (إرحلوا)..! لكن الذين لا يرحلون تجدهم يصرون على إزعاج الداخل بتصريحات لا تنقطع.. هذا الإصرار على ترويج الحوار (بالعافية!) رغم حدوده الضيقة؛ يفيدنا بخيبة أمل صانعيه؛ نتيجة لعدم استجابة قطاعات الشعب السوداني للمهزلة…! ولتبديد ثقل الخيبة يلجأ المصرحون إلى صبغ المخرجات بعيداً عن الحقيقة؛ باعتبار وثيقة الحوار النهائية (منتج شعبي)..!! وهذا ما يجب مقابلته بالرفض والفضح دون كلل.. فلا يوجد إهتمام شعبي بالحدث على امتداد شهوره..! الشعب موجود فقط في تصريحات الذين يلوون الحقائق باسمه الكريم..! فما الذي يبتغونه من تزييف إرادته؟! وهل الزوابع المصاحبة لبدايات ونهايات الحوار يمكنها أن تطمس الواقع..؟!

* لو أن القنوات الفضائية السودانية (الموالية) فتحت اتصالاتها بعفوية ــ على الهواء مباشرة ــ لتستطلع حول الحوار ومخرجاته؛ لخاب ظن الحكومة وعرفت حجمها الحقيقي جماهيرياً؛ ثم تأكد لها أن حوارها أقل من (حبر على ورق)..! أما هذه المخادعات الذي يُزج فيها شعبنا وكأنه صانع للحوار؛ فهي معلومة للجميع.. وعلى المخادعين أن يختشوا قليلاً..!
* النظام الحاكم وتوابعه من أحزاب (الكرتون) التي لا وزن لها ولا سند؛ كانوا يبتغون الوصول إلى نهاية الحوار على طريقة (الفنكوش!!)؛ والأخير مُنتج تم تحضير حملته الإعلانية ولا أحد يعرف (ما هو..!) ورغم غموضه تستمر دعايته في الفيلم الكوميدي (واحدة بواحدة)..! مع صخب الدعاية الفنكوشية كان لزاماً على بطل الفيلم اختراع أي شيء باسم (الفنكوش) خشية من عاقبة الغش.. الخ..! المهم أن يكون هنالك مُنتج (يطلع زى ما يطلع!!).. أو كما قال البطل..!
* مُنتَج (الحوار الوطني) في السودان هو (فنكوش) محلّي لا سوق له إلاّ في خيال مبتدعيه… والمُلاحظ أن هذا المنتج تم تسفيهه تماماً على المستوى الخارجي.. ويمكن التقاط نموذج على سبيل المثال؛ للتدليل على عدم قيمة (الاختراع الإنقاذي)! ففي تصريح ــ متنوع الفقرات ــ نشرته صحيفة (الجريدة) في الأسبوع الماضي؛ نجد أن زير الشؤون الإفريقية بالحكومة البريطانية توبياس ألوود؛ شدد على الحكومة السودانية بأھمیة أن تغتنم فرصة خارطة الاتحاد الأفریقي للاتفاق على وقف الأعمال العدائیة في دارفور والمنطقتین، وعلى دخول جمیع الأطراف في حوار سیاسي شامل حول مستقبل الدولة.

ــ انتهى الخبر.. وهو لا يحتاج إلى تعليق مع وجود (السطر الأخير) تحديداً..!!!
* رغم (الجوطة!) الرسمية الحادة المصاحبة لختام مسرحية الحوار الوطني؛ لم يشر إليه الوزير البريطاني؛ ولو تلميحاً؛ لمعرفته التامة (بالبئر وغطاها..!!).. وربما لعلمه المسبق بأن حكومة الخرطوم لن تفعل شيئاً مرغوب شعبياً…! إنها أكثر الحكومات خشية (للعدالة والشفافية) فهنيئاً لها بفنكوشها..!!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة