مقالات متنوعة

في يوم واحد .. خبران صادمان!


الخبر الأول ،أعلنت منظمة الصحة العالمية، عن وجود حوالي 56 الفاً من المتعايشين مع مرض الأيدز في السودان منهم 3500 من الأطفال و2300 إمرأة حاملاً ، حسب احصائيات العام الماضي، وقالت إن هناك تدني وضعف في مكافحة المرض، في وقت أكدت وزارة الصحة الاتحادية، أن المعلومات التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية حول المرض تحتاج إلى تدخلات علمية لخفض معدلات الإصابة بالمرض وعلاج الحالات الموجودة، وجدد وزير الصحة الاتحادي، بحر إدريس أبو قردة، خلال سمنار مكافحة مرض الأيدز الذي نظمه الإتحاد العربي للمرأة المتخصصة، بالتعاون مع جامعة إفريقيا العالمية، أمس، التزام الدولة (السياسي) لمكافحة الأيدز بتوحيد الجهود المجتمعية والرسمية للتوعية بمخاطر المرض والحد انتشاره، من جانبه أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية، د.محمد سيد أحمد، عن وجود حوالي 56 ألف من المتعايشين ( المتعايشين فقط لا يمثلون كل المصابين !) مع الأيدز في السودان منهم 3500 من الأطفال و2300 إمراة حاملاً بحسب الاحصاءات التي تمت في العام الماضي، وكشف عن تدني نسبة مكافحة الأيدز، ووصفها بالضعيفة، وأضاف أن البرنامج القومي لمكافحة الأيدز وضع استراتيجية علمية لكنها لم تصل الى الأهداف المرجوة لتحقيق المطلوب للحد من انتشار المرض، (هناك تقديرات بأن عدد المصابين تجاوز 500 الف)،،

ومن جهتها كشفت رئيس قطاع الصحة بالإتحاد العربي للمرأة المتخصصة، فرع السودان د.هند مأمون بحيري، عن اتجاه (من؟) لسن تشريعات وقوانين لخدمة وسلامة الصحة المهنية للمرأة، بجانب الإهتمام بالمشاكل الصحية التي تصيب المرأة المتخصصة والمرأة عموماً، مطالبة بمنع انتقال المرض من الأم الحامل لجنينها، كيف؟ وتوفير فحص الأيدز بمراكز الرعاية الصحية الأولية.

الخبر الثاني يفسر الخبر الأول دون الإلحاح على الإجابة، السيد سمير أحمد قاسم رئيس اتحاد أصحاب العمل قال أمام ندوة (مخرجات الحوار الوطني و أثره على اقتصاد و معاش الناس)، قال (إن نسبة الفقر فى البلاد بلغت 60%، على الرغم من وجود تقارير حكومية تتحدث عن 40%، مستنداً على ما أعلنه المجلس الأعلى للأجور من أن الأجر لا يغطي سوى 16%من تكلفة المعيشة، وفى موازاة ذلك قال السيد مدير قطاع الاقتصاد و شؤون المستهلك السيد عادل عبد العزيز الفكي ، (أن تحسن الخدمات وحدوث انفراج في الوضع الاقتصادي، رهين بتطبيق توصيات اللجنة الاقتصادية)، و قال (إن اللجنة قدمت أكثر من (600)توصية لإصلاح الوضع الاقتصادي،

وهذا هو الخبر الثاني الصادم ، و ليس نسبة الفقر كما يتبادر إلى الاذهان، سوي كانت (40%) أم (60%)، فهذا أمر معلوم و خبره ليس جديدآ ،و الحقيقة أن الإحصاء الحكومي قام به ديوان الزكاة وتوصل عبر المسح إلى أن النسبة (46%)، و في وقتها قدر الخبراء نسبة الفقر بحوالي (90%)، استناداً على معايير إحصائية علمية، في مقدمتها إحصاءات منظمات المجتمع المدني و إحصاءات أممية، و معدل الأجور و التضخم، و تراجع قيمة مدخرات غالب المواطنين، و مسح صندوق الضمان الإجتماعي، ماذا كانت تفعل الحكومة، ووزارات القطاع الاقتصادي؟،إذا كان إصلاح الوضع الاقتصادي فى حاجة إلى تنفيذ (600) توصية؟، وكيف ستكون الأوضاع اذا لم تنفذ الحكومة التوصيات؟ وما هي ضمانات التنفيذ ؟ و ماذا إن عجزت عن تنفيذها؟
أما تفشى مرض الإيدز، فربما تفتقت عبقرية المسؤلين و نصحوا على طريقة علاج سرطان الثدي بالإكثار من الرقص، كيف يرقص الفقير الجائع المريض؟ هو في (مروة) للرقص؟، أيها الناس، يا من تعتقدون الندوات، و تقيمون ورش العمل و المؤتمرات، و السمنارات، و يا من تتحاورون و تضيعون الوقت في إصدار (600) توصية لإصلاح الأوضاع الاقتصادية فقط، و (900)توصية أخرى لإصلاح القوانين و الخدمة المدنية و الصحة و التعليم،أيها القوم ، البلاد في حاجة إلى توصية واحدة فقط ، هي ذهاب هذه الحكومة غير مأسوف عليها، هذه الحكومة هرمت، كما هرمنا، و لم تحن بعد اللحظة التاريخية، ماذا يعني التزام الحكومة السياسي لمريض أشرف على الموت ؟.

ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة