مقالات متنوعة

الحبيب”


لفظ “حبيب” أو “الحبيب” محلاه بالألف واللام من الألفاظ “الحبيبة” إلى النفس، هذه المفردة اللطيفة هي ماركة مسجلة للأنصار ولمنسوبي حزب الأمة القومي بصفة عامة كجزء من ثقافتهم وطبيعتهم المتسامحة والمسالمة وهي مفردة تعبر عن الحميمية والإخاء الصادق.. أنصار حزب الأمة ومن زمن قديم يتخاطبون بهذه المفردة الجميلة حيث تسبق اسم الشخص الذي يراد التحدث عنه أو مخاطبته فيقولون الحبيب فلان، والحبيب الإمام الصادق والحبيب مادبو، والحبيب عبد الرسول النور (قبل الاعتزال)، وفي مقابل “الحبيب” يقولون للمرأة أو الشابة على ما أظن “الأميرة” فلانة مثل أن يقولون الأميرة “مريم” والأميرة سارة نقد الله والأميرة أم سلمة، غير أن منتسبي حزب الأمة والأنصار بصورة خاصة توسعوا في استخدام لفظ “الحبيب” فأصبحوا يضعونه أمام كل اسم يجيء ذكره أو يريدون مخاطبته، كنوع من الأدب واللطف ولين الجانب والحميمية.

وطبقاً لشيوع الاستخدام انتشر لفظ “الحبيب” بكثافة في رسائل الواتساب، وأصبح ثقافة عامة داخل القروبات وحل لفظ “الحبيب” محل لفظ “الأخ” التي كان يستخدمها “الإخوان المسلمون” والمنتسبون للحركة الإسلامية، حتى بتنا نرى أن كثيراً من منسوبي المؤتمر الوطني” والحركة الإسلامية يخاطبون “إخوانهم” أو غيرهم من خلال ما يكتبون في قروبات الواتساب يخاطبونهم بلفظ “الحبيب” فلان أو يا “حبيب”، وليس هذا فحسب فقد كسحت هذه المفردة الساحرة مفردة “الحسيب” التي كانت ولا تزال حكراً للسادة المراغنة والاتحاديين، ولا تستغرب إن قلت لك إن اتحادياً ختمياً مثل البرلماني أحمد الطيب المكابرابي، لا تخلو رسالة من رسائله في مجموعات الواتس من مفردة “الحبيب”، والعجب “كمان” الكاتب الصحفي المعتق مصطفى عبد العزيز البطل، كما طغت على مفردات أخرى مثل “الرفيق” و”الزميل”.

كانت هذه المفردة “الحبيب” التي تسبق الاسم ليأتي مموسقاً منسقاً “الحبيب فلان” كانت محتكرة لدى الأنصار وحزب الأمة نساءً ورجالاً، وما أن تسمعهم يتنادون بها حتى يرتجف لها الفؤاد حنواً، لكنها اليوم بفضل تقنية الواتساب والتواصل الفوري وقوة المفردة وجاذبيتها و”سحرها” الأخَّاذ أخذت في الانتشار بصورة كثيفة وتحوَّلت إلى ثقافة عامة وخرجت من “دار الأمة” إلى أفق أوسع لا تحدها حدود ولا تعتري سيرها خطوط حمراء أو بنفسجية، وفي ظني أن الجاذبية التي تحملها تلك المفردة اللطيفة هي مفتاح سحري لكثير من المغاليق وتمهيد سليم لكسر الحواجز النفسية.

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.

أحمد يوسف التاي

الصيحة