مقالات متنوعة

إلى يوم يبعثون..!


بالكاد، يكون الرئيس الجزائري بوتفليقة ظهر في الإعلام مرة واحدة منذ انتخابه رئيساً للبلاد في ولاية رابعة منذ قبل منتصف 2014م، وهي المرة التي ظهر فيها يدلي بصوته من على كرسي متحرك، لينقل بعدها بفترة قليلة إلى فرنسا مستشفياً…عاد الجدل في الجزائر حول ترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة لانتخابات 2019م، وزير سابق يدعم ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، منظمة دينية معروفة، تعلن مساندتها لبوتفليقة في انتخابات 2019م

حينما أظهرت الصور التلفزيونية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وهو على كرسي متحرك يدلي بصوته في انتخابات حاز عليها مسبقاً، كان المشهد لا يعبر عن الجزائر فقط، إنما هو ملخص لمشهد المنطقة ككل، ذلك المشهد كان محشوداً بالإغراء بالخلود في كرسي الحكم، فانتقل المشهد إلى سوريا، حينما أصر الرئيس بشار الأسد على إجراء انتخابات رئاسية فوق أشلاء السوريين، قبل أن يصبح المشهد السوري معقداً كما هو عليه الحال الآن، فخاض الأسد انتخابات وحده دون منافس فيما تشتعل أطراف البلاد حرباً.

هل تُبرر قدرة الحاكم على إنقاذ البلاد من خطر ما، كما يدعي الكثيرون ممن يدعمون فكرة رئيس للأبد؛ هل يُبرر ذلك البقاء في الكرسي حتى الموت، وهل يعني ذلك أن الحاكم امتلك الحق المطلق في الحكم للأبد، مؤيدو بوتفليقة حينما دعموا ترشحيه لولايته الحالية المنتخبة في أبريل 2014م، كانوا يبررون ذلك بأن بوتفليقة حصّن البلاد من “خطر” الربيع العربي، وأنه أفضل من يقود الجزائر لجهة أنه أنقذها من خطر المتشددين.

والجزائريون ليسو وحدهم، إنما نموذج، كل المؤيدين لفكرة رئيس للأبد ما هم إلا فئة خضعت تحت حكم الرجل الواحد للدرجة التي أصبحت لا ترى حاكماً غيره، فهو الأول والأخير الذي يستطيع أن يحكم البلاد… فالشعوب هي التي تمد وتبارك للحاكم البقاء في الكرسي، وإن انزاح بعده انهارت البلاد وعمت الفوضى، وهم ذاتهم أصحاب فكرة (البديل منو) وهذه نتيجة أكثر من طبيعية لما تتبعه العقلية الحاكمة في المنطقة العربية والأفريقية؛ في تثبيت حقيقة واحدة في أذهان الشعوب، وهي أنها الوحيدة القادرة على قيادة البلاد، وأن دمار البلاد وخرابها سيقع حال تنحيها عن الحكم.

الأنظمة التي تصعد إلى السلطة بالقوة وتبقى فيها بالقوة لن تشرعنها الانتخابات الباهتة ولو أصبحت انتخابات على رأس كل سنة، بل هي في خضم بحثها عن الشرعية المفقودة تؤكد فقدانها لها بشكل أو بآخر…العلة ليست في الحكام الذين تحولوا إلى أوصياء، إنما في الذين يهللون ويكبرون ويهتفون أن تقدم أيها القائد.

شمائل النور

التيار