صلاح حبيب

“المهدي” بركة الجيت!!


الإبداع في بلادي لا يتوقف، وليس هناك مجالاً محدداً له، ففي الفن والغناء والمسرح والصحافة والرياضة هناك مبدع مسكون به هذا الشعب، وأحياناً نجد أغاني هابطة، ولكن تجد رواجاً كبيراً وبها طعم ومذاق، ففي بيوت الأفراح أو الجلسات الخاصة النسائية نجد هناك مفردات ومقاطع غنائية معبِّرة لشيء ما، فمثلاً عندما تغني الفتيات بمثل هذه الكلمات لمحب أو حبيب أو غائب عن الوطن ويقلن باستهلال وبشريات (بركة الجيد حلو أنت وبسكويت)، فهذه الكلمات ورغم أنها تقال في الخاصة، ولكنها معبِّرة جداً لهذا الغائب عن أهله.
فالإمام “الصادق المهدي” إمام الأمة والأنصار والذي غاب عن الوطن ما يقارب العامين تقريباً لأمور قدَّرها هو، أو اعتقد أن هناك عملاً بالخارج لا بد أن ينجزه، وها هو الإمام وبعد طول غياب وسفر وترحال هنا وهناك يقرر العودة إلى البلاد بدون أي شروط، ولن يخشى حتى الاعتقال، فقد تعوَّد عليه، وما أقسى السجن خارج السودان وبعيداً عن الأهل والأصحاب والمريدين والمحبين.
الإمام “الصادق” قال سيعود إلى الوطن ربما منتصف الشهر القادم أو في يناير، وشكَّل لجنة لهذا الغرض، وبذلك تكون عودة الإمام “الصادق” متزامنة مع تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، اختيار رئيس الوزراء وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، فالإمام “الصادق وبعودته لأرض الوطن يكون قد خطف كل الأضواء وشغل الناس حتى عن تلك الحكومة التي يكون جزءاً منها أو خارجها، ولكن وصوله بعد تلك الفترة الطويلة أو الغياب، حدثاً في ذاته، فالأنصار سوف يبدعون في لقائه باستقبال كبير، ولكن يكون الأنصار هم المعنيين بهذا الاستقبال، ولكن قد تشاركهم بعض الجهات ولا اعتقد أن الحكومة سوف تعترض على الاستقبال الكبير الذي سيقام له، وربما هناك اتفاق (تحت تحت) بينه والحكومة، ولذلك سنفسح المجال لمحبيه أن يفعلوا ما يريدون، كما عاد من قبل الراحل “الشريف زين العابدين الهندي” وعاد من بعده الراحل “وردي” واستقبل استقبال الفاتحين، وكذلك الرئيس الأسبق “جعفر نميري” ومن بعده الراحل “جون قرنق”.
فالإنقاذ لم تمانع استقبال معارضيها والعائدين لأرض الوطن، بل بالعكس وجود قيادات مثل الإمام “الصادق المهدي” أفضل لها بالداخل أكثر من معارضته بالخارج، فوجود الإمام الفترة القادمة ضروري جداً، خاصة وأن الإنقاذ فتحت الباب لمشاركة أوسع بعد انتهاء الحوار الوطني والتزام الحكومة بتنفيذ مخرجاته. فـ”المهدي” إن لم يشارك على الأقل تكون هناك ثقة بين الحكومة ومعارضيها وبذلك تكسب رضا الجميع ونقول لـ”المهدي”: (بركة الجيت بركة الجيت حلو أنت).

المجهر