مقالات متنوعة

تعداد الفئران … في السوق المحلي!


الخبر، أننا بالامس تألمنا للكشف عن خبران صادمان فى يوم واحد، فجاءت معاتبة من القراء الأعزاء، مؤكدين انه لا يمر يوم إلا وتتكشف عشرات الأخبار الصادمة، السيد معتمد محلية الخرطوم لم يخيب ظن القراء فكشف عن وجود فساد مالي وتلاعب وتصاديق غير قانونية في السوق المركزي، وقال إن الغرف التجارية تصدق والضباط الإداريين يصدقون، والمواطن “اللافي ساي يصدق”، مطالباً المستحقين في السوق بتسجيل أسمائهم، وجزم بإعطاء أي صاحب حق حقه وأمهل المستحقين أسبوعاً للتسجيل، ورهن قبول التصاديق القديمة بصدورها من المحلية فقط، وليس من مدير السوق أو الغرفة التجارية، وأضاف السيد معتمد محلية الخرطوم، الفريق أحمد أبو شنب، في مؤتمر صحفي بمباني المحلية، أمس الأول، عن إعادة تصميم السوق المركزي بصورة حديثة ليواكب الأسواق العالمية، موضحاً أن المحلية ستحرص على توظيف إدارة قوية لضمان التحصيل حتى تفي المحلية بالتزاماتها للبنك، قاطعاً بتنفيذ السوق في فترة ثمانية أشهر، وترتيب أوضاع التجار للعمل خارج السوق مؤقتاً، وقال المعتمد إن ما دفعهم لإغلاق السوق هو التردي البيئي، خاصة بعد الزيارة الأخيرة له والتي كشفت عن وجود أكثر من 500 ألف فأر خرج من أسفل جوالات الخيش بالمساطب، غير الديدان، مبيناً أن العاملين عقب إغلاق الحمامات بالسوق يستحمون في محلات تخزين الخضار، قائلاً “عشان كدا قفلناهو”،

و كانت سلطات المحلية قد استكملت فى الأسبوع الماضى إزالة الإكشاك التى سبق وصدقت ترخيصًا، وتحصلت على رسومها، ولم ينتهي أجل التراخيص، فهل ردت المحلية هذه الأموال للبسطاء من أصحاب الاكشاك؟ ومثله حدث في موقف جاكسون، وكل مكان على إمتداد شوارع الخرطوم، فى هذه العجالة نتساءل كيف تم إحصاء الفئران؟ وهل تكاثرت لنصف مليون فأر بين يوم وليلة؟ طبعاً يكون مقبولاً لو قال السيد أبو شنب ان إعداد الفئران كبيرة، أو لو قال إنها بالكثرة التي لا يمكن احصاءها، أما تحديد الرقم بهذه الدقة فهو مسخرة، وفي هذه الحالة، لن يكون صادماً الإعلان عن عدد الفئران، الخبر الصادم هو كيف تم إحصاء الفئران حتى توصل إلى هذا الرقم؟! هل كلها فئران، أم فيها أم “سيسي”؟ وهل ظهرت جهاراً نهاراً، والسوق مكتظ بالمتسوقين؟ أم تم الإحصاء بعد إغلاق السوق؟ ربما كان من اللائق ان يقول السيد المعتمد أنهم احصوا الفئران بعد إبادتها، فهل تمت الابادة؟

السيد المعتمد “حشر” كلاماً خطيراً عن الفساد فى السوق المحلي، تصاديق مضروبة، من جهات رسمية وشبه رسمية، فماذا فعل سيادته في محاسبة الفاسدين؟ أليس كان من واجب السيد المعتمد، إحصاء عدد الفاسدين ومحاسبتهم؟ لقد أضاع المعتمد وقته في إحصاء الفئران، ترك واجبه الدستوري في الحفاظ على المال العام وحقوق نفر من بسطاء محليته، و”شنو موضوع البنك دا”،؟ ربما السيد المعتمد لم يتمكن من تعداد الديدان لسرعة حركتها واختلاطها حابلها بنابلها، أن المرء ليحس بتضاؤل قيمته كإنسان ومواطن محترم وهو يستمع يومياً إلى هذا التخريف، يا جماعة اخجلوا شوية، لقد اخجلتونا وفضحتونا! هل المعتمد جاد فى إعلانه تعيين إدارة قوية لضمان التحصيل؟ لعلها زلة لسان!

ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة