صلاح الدين عووضة

بالغت يا كاشا !!


هل تريدون مثلاً طازجاً عن مرض فصامنا السياسي؟..

*انظروا لما تفعله حكومة كاشا في مواطني النيل الأبيض هذه الأيام..

*فهي لم تدع تاجراً ولا مزارعاً ولا موظفاً إلا (قلعت) منه..

*بل حتى طلاب المدارس (قلعت) منهم تحت مسمى الرسوم..

*ولم يبق لها إلا أن (تقلع) من الرضيع والصغير وطفل الروضة..

*والسبب دورة مدرسية يقول مواطنو ولايته إنها ليست من اهتماماتهم..

*وإنما اهتماماتهم انحصرت فقط في (قفة الملاح)..

*حتى التنمية صار الأمل فيها محض ترف (حضاري) بالنظر إلى واقعهم..

*واستطلاع أجرته صحيفتنا بين المواطنين كشف حجم المأساة..

*فالمواطن هناك في وادٍ وكاشا وحكومته بوادٍ آخر..

*بل كل مسؤولينا هم كذلك- في زماننا هذا- إلا أن كاشا (زودها حبتين)..

*و(زوَّد) بذلك حالة إصابته بمرض الفصام السياسي..

*فهو همه الأول إنجاح (الدورة) بينما هم مواطنيه إنجاح (دورتهم) الغذائية..

*ولذلك من الطبيعي أن يكون من الرافضين لانتخاب الولاة..

*فلو إنه ترشح في انتخابات حرة بولاية النيل الأبيض لما صوت له أحد..

*أو بالأحرى، لصوت له فقط أعضاء حكومته الحالية..

*فهم جميعاً يشاركونه إثم استنزاف الناس من أجل دورة لا تعنيهم بشيء..

*وهذا ما قالوه هم – عبر الاستطلاع المذكور- ولم أقله أنا..

*قالوا إنه لا مانع لديهم من الدورة المدرسية إن كانت أوضاعهم طبيعية..

*ولكن آخر ما يحتاجون إليه الآن هو فعاليات الضجيج..

*ولن تجني ولايتهم أي نفع من الشعر والغناء والتمثيل و(اللعب)..

*وحال كاشا الآن مع الفصام يشابه حال لويس السادس عشر..

*فملك فرنسا أرهق خزائن حكومته بالصرف على الثورة الأمريكية..

*ولم يستمع لنصائح الناصحين وأخذته العزة بـ(الصرف)..

*قيل له إن الصرف عليها هو (ترف) ليس من أولويات شعبه..

*وبعد حين كانت دولته قد أفلست تماماً وأحاطت بقصره ثورة الجياع..

*وزوجته- ماري – كانت مثله منفصمة عن الواقع..

*وهي صاحبة العبارة الشهيرة (إن لم يكن هناك خبز فلم لا يأكلون الكعك؟)..

*وليس كاشا وحده الذي لا يتحسب لثورة الجياع..

*وإنما كل المنفصمين عن الواقع من إخوانه الحاكمين؛ وما أكثرهم..

*بالله عليكم استمعوا لما يقوله معتمد ربك في هذا الصدد..

*يقول العراقي إن (جملة تحصيل محليته للدورة بلغ سبعة مليارات جنيه)..

*ثم يضيف (وهي رسوم ليست بالكثيرة على المواطن)..

*وينسى أنه (كثير) على من لا يحس بأوجاع الناس أن يلي أمرهم..

*ولن تأسى النيل الأبيض على كاشا إن (كشوّه!!!).

صحيفة الصيحة