عمر الشريف

لا تتخذوا من تواصلكم تفرقه البريد الوارد


الله سبحانه وتعالى خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف وأفضلنا وأكرمنا من تفوق بالتقوى والتوحيد له. الزيارة التى قام بها أمام الحرم المكى الشيخ الدكتور خالد الغامدى للسودان هى شرفاً لشعب السودانى وتكريما للسودان وقد زار السودان علماء أجلاء ومشايخ كثيرون من السعودية والكويت ومصر والجزائر وغيرها من الدول الإسلامية وهى زيارات لنشر الدعوة والتحاور فى قضايا الإسلام والمسلمين . نرحب بالشيخ الدكتور خالد الغامدى ونشكره على إجابة دعوة مشايخنا الأفاضل ووفق الله كل من أهتم بنشر الدعوة وزار أهله فى العقيدة والإسلام ونرحب بكل زائر يدعو لنشر الدعوة وللوحدة والتقارب بين المسلمين وخاصه فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها أمتنا الإسلامية .
الزيارة كانت لتقريب بين المسلمين وتوحيدهم وترك البدع والبعد عن الشقاق والإختلاف فيما بينهم لان رسولهم محمد بن عبدالله صل الله عليه وسلم تركهم على المحجة البيضاء ليلها كالنهارها لا غبار عليها والحمدلله نتبع ما توحد فيه السلف الصالح والأئمة الأجلاء . تركنا رسولنا الكريم أمة واحدة يُسأل فيها خليفة المسلمين عن الشاة الجائعة فى الشام أو اليمن حتى توسعت بلاد الإسلام وإنتصر المسلمين بالتوحيد والإخلاص فى العبادة لله وحده وحب نشر الدعوة وعندما بعد المسلمين عن التوحيد الخالص لله تقسموا الى طوائف وأحزاب وجماعات ومذاهب وتلك بداية الفتنة كما قال صل الله عليه: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي.( أو كما قال . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. اليوم نشاهد تفرق هذه الأمة ونسأل الله لها الهداية ووحدة الصف والرجوع على ماتركنا عليه رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم و ماكان عليه السلف الصالح .
الذين يستغلون زيارة الشيخ الدكتور الى مشايخ الصوفية من الجانبين ( الصوفية وأهل السنة ) إفهموها كما يحلوا لكم وهى زيارة أخ فى الله الى إخوانه وزيارة دعوة وتوعية وتوحيد . كلنا عيوب وأخطاء لاننا بشر ونعيب على بعض الصوفية تلك الأعمال الشركية التى لم ينزل الله بها من سلطان ونعيب على بعض أهل السنة الغلظة فى الدعوة والتناصح التى تنفر وتفرق . يأهل السودان لقد عرفتم الله حقا وإتبعتم كتابه وأحببتم الرسول صل الله عليه وسلم وواظبتم وحافظتم على سنته وتعلمتم من السلف وأهل العلم ما خفى عليكم وعملتم به وكانت نتيجة ذلك أحبكم الله وحبب خلقه فيكم وإشتهرتم الصدق والأمانة والطيبة ولكن عندما تحزبتم وتطوفتم وتشيع بعضكم أصابكم من الفتن فى الأنفس والأموال والثمرات والأخلاق.
يأهل السودان عليكم بكتاب الله وسنة نبيه الكريم صل الله عليه وسلم وأن لا تتخذوا من زيارة إخوانكم فى الله حدثا ونميمه وبهتان تحاسبون عليها وتنفروا من زاركم فى الله وتفرق بين وحدتكم . من كان عنده الحق فاليجادل بآيات الله وأحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم والرجوع للحق والفضيلة ليس عيبا وإنما فوزا ونصرا ونجاة من عذاب الله . أمثال هؤلاء المشايخ والعلماء يجب علينا أن نفرش لهم الأرض ورودا ونقبل رؤسهم لاننا شعبا وحكومتا محتاجون لعلمهم ونصحهم ولتذكيرهم لنا وقلب المسلم يحتاج الى من ينفث فيه بآيات الله والأحاديث النبوية والمواعظ التى تذكره بخالقه ويوم الحساب وهى التى تجمعنا سنة وصوفية .
هللت أهلا وسهلا يا فضيلة الشيخ بين أهلك ونسأل الله أن يوفقكم فى زيارتكم ويكتب لكم الأجر والثواب وأن يجعلها خالصة لوجه الكريم وأن يوفق علمائنا الأفاضل الذين يسعون لتقريب الفرقة بين أهلنا وإن يجنبنا الله المنافقين والمفتنين ويصلح حال العباد والبلاد وينور حكومتنا للإتباع الحق وتطبيق شرع الله بالعدل . وندعوا المشايخ الأفاضل الموحدين فى كل البلاد الإسلامية لزيارتنا لنستنير بعلمهم ونزيل الخلاف الطائفى والقبلى والله من وراء القصد.