رأي ومقالات

بعد ما فات الاوان


الأشياء الصغيرة في حياتنا ..هل نتعايش معها ؟ أم تظل كالحصاة الصغيرة في الحذاء …؟ …قد يدهشنا. .إن الإزعاج يأتي من تفاصيل صغيرة ..ربما تثير الضحك ..لكن تكرارها ..هو الذي يخلق ذلك (التضرس)..
احكي لكم تفاصيل مسامرة حدثت بيني وبين صديقاتي حول التفاصيل الصغيرة التي اكتشفناها بعد الزواج ..
صديقتي تقول انها اكتشفت ان الرجل الذي تزوجته ..يشرب الشاي بارد ..حتى الان هذا الأمر ليس مزعجا ..لكن الموضوع انه يتلذذ بتبريد الشاي ..يعني يطالب باحضار الشاي ساخنا ..ومن ثم يشرع في افراغه من كوب لاخر ..في البداية اندهشت ..ثم بدأت في محاولة التغيير ..لكنه قابل ذلك بثورة عنيفة ..قال ان مزاج الشاي عنده يبدأ بهذه العادة ..وهو لا يطالب بالكثير ..فقط عليها احترام تفاصيل حياته التي نشأ عليها …المفارقة ان شرب الشاي باردا له ارتباط بفكرة الشخصية الضعيفة ..ليه ما عارفة ..ابنة اختى قالت لي يوما ما متفاجئة بحيادي تجاه قضية كانت تتوقع مني فيها موقفا قويا (انا اصلا عرفت انو شخصيتك اهتزت من بقيتي تشريي الشاي بارد ).. يا صديقتي لا تلتفتي لمثل هذه الامور .. استفيدي من الأمر ..خليهو اليبرد الشاي للعيال ..تحت شعار (اجعل نفسك مفيدا للاخرين).
صديقة اخري قالت ..انها تفاجأت بأن الرجل الذي تزوجته ..يحب ارجاع الحاجات ..عند التسوق ..وبعد اختيار اي شئ ..تجده يقول لصاحب المحل (لو في اي شئ ان شاء الله برجعهم ليك)..في البداية لم تتوقف كثيرا عند هذه العادة ..لكن الامر تكرر كثيرا ….قالت انه احضر يوما ما (شبشب) جديد ..انتعله ..وصار يقلب قدميه من كل الجوانب ..كنت تنظر اليه من طرف خفي ..فقد توقعت انه يبحث عن عيب ما لارجاعه ..فجأة قال (والله الشبشب دا ..حقو أرجعو ) ..قالت له (ليه ياخ؟ ) ..فقال ببساطة (بس طولت ما رجعت لي شئ)…انفجرت ضاحكة ..وقالت له (انت حصل جبت شئ في البيت دا ..ما فكرت ترجعوا؟؟) ..رد ضاحكا (والله الا كان انتي دي)..شاركته الضحكات متوجسة ..فقد كان الرد يحمل تهديدا مبطنا بان كل الاشياء خاضعة للأرجاع ..يا زولة مالك ومال المشاكل ..رجع الحاجات ساي يا زول.
صديقتنا الثالثة ..تفاجأت بأن زوجها عاشق للمسلسلات ..المصرية ..يجلس بالساعات في قنوات الدراما ..يحفظ اسماء الممثلين والممثلات ..بل يمكنه تأجيل مشاوير لان اليوم الحلقة الاخيرة ..الموضوع هذا ضايقها كثيرا ..فهو يحضر من عمله ..يرتاح قليلا ..ومن ثم (يصاقر الشاشة) ..وكثيرا ما دخل في عراك مع ابنائه حول الريموت ..ولم تهدأ الاحوال الا بقسمة السلطة والثروة ..وشراء شاشة خاصة به..علقها لها في الغرفة ..فارتاح الاولاد ..وشقيت هي ..صديقتنا هذه نصحناها بأن تقبل الامر ..وتنظر الى الجانب الملئ من الكوب ..فهي محظوظة ..الراجل قاعد في البيت ..لا مشى هنا ولا هناك ..لا تحتاج للقلق أو البحث عنه ..بل يمكنها استغلال الموقف ..مثل تلك التي قالت لزوجها (اسمع انا ماشة الجيران خمس دقايق وجاية..عليك الله كل ربع ساعة عاين لي حلة الملاح )…خلاصة الأمر يا صغيرتي المقبلة على الزواج ..ارفعي شعار الكشافة (كن مستعدا دائما) ..فالحياة حبلى بالتفاصيل والحاجات الصغيرة ..فقط تمتعي انت بطولة بال ..وحاولي الاستفادة من كل عادة ..ربنا ما يقطع لهم عادة ..و غني معانا (يا حبيبي تعال نبدأ ..التعارف ..والتألف والمودة).

د. ناهد قرناص


‫6 تعليقات

  1. غايتو يا ناهد كلاسيكية بشكل !!

    يا دكتورة أنت في القرن الذي انسحب فيه الرجل من الحياة العامة والخاصة

    وبرزت فيه المرأة ” على وش الدنيا ” لتقوم بدور مزدوج ” راجل ومرة ”

    ألم تسمعي بحبوب الحمل للرجال ؟

    قال إيه درب السلامة قال …أي سلامة ؟ الله يسلمك

  2. كلام جميل جدا لكن أجمل قصة اخونا بتاع المسلسلات

  3. احترام وتقبل الطرف الآخر بكل عاداته ان لم تكن مؤثرة بشكل مباشر فى الحياة الزوجية يجعلها حياة رائعة وهادئة وخالية من المشاكل لكن ما تستغلى الموقف لحدما تجى تلقى الحلة حرقت ههههههههههه

  4. والله ياهو الحاصل ..تفصيل مبسط وشرح وافي لمسلسل الحياة اليوميه ..