صلاح الدين عووضة

هدية مردودة!!


*قصة رجلين تداولهما الناس كثيراً في البلدة..

*أما أحدهما فكان يتجنب زقاق جنينة فتحي لما رآه هناك ذات ليلة..

*وأما الثاني فكان يتجنب مناقشة زوجته في أي شيء..

*ورغم ما كان بين الرجلين من صداقة فقد كره كل منهما الآخر..

*والسبب معايرة الثاني للأول جراء خوفه من الزقاق..

*وانتقام الأول لنفسه بمعايرة مضادة على خلفية رعب الثاني من امرأته..

*وفشلت كل محاولات الصلح بين الرجلين..

*ثم زاد الطين بلة افتتاح ديمتري لأول مكتبة بالسوق في تاريخ البلدة..

*وفوجئ الأول بعدوه يهديه كتاباً عنوانه (أهزم الخوف)..

*فما كان منه إلا أن أعاده إليه سريعاً مع عبارة (أنت أحوج إليه مني)..

*والآن قارئ موالٍ اضطرني إلى الاستشهاد بهذه القصة..

*فقد كتب (يبشرني) بتوجه حكومي لدمج صحفنا- قريباً- في ثلاث فقط..

*وكتبت أنا متسائلاً : وما علاقة الحكومة بالصحف؟!..

*فالمستقلة منها ليست أجهزة إعلام (رسمي) تتبع لها مثل التلفزيون القومي..

*وليست هي وكالة السودان للأنباء(سونا) التي تديرها..

*وليست نسخاً من صحيفة (الأنباء) التي صرفت عليها (دم قلبها) وفشلت..

*وليست بعضاً من أمانات حزبها ، المؤتمر الوطني..

*طيب بأي وجه حق تتدخل الحكومة في شأن صحف هي (شركات خاصة)؟..

*اللهم إلا إن كان من حقها دمج بقالات لكثرتها مثلاً..

*أو دمج مصانع للبسكويت هي أكثر من الهم على قلب مواطن هذه الأيام..

*أو دمج مطاعم بين كل اثنين منها مطعم..

*أو دمج فرق الدوري الممتاز التي تكاد تضاهي وزراءنا كثرةً..

*ثم تضاهيهم في (الصرف والبذخ والفشل) أيضاً..

*وإن كان هنالك ما يحتاج إلى الدمج فهو الحكومة نفسها..

*فهي الأكثر وزراء وولاة ومسؤولين ومستشارين في تاريخ العالم كله..

*وكذلك وزاراتنا هي الأكثر عدداً بين كل الدول..

*وأجهزتنا التشريعية العديدة هي الأكثر نواباً منذ عهد برلمان روما..

*ووزراء الدولة فينا لا يستطيع (أجعص) صحفي منا حصر عددهم..

*والفارهات ذات (البيارق) تذكرك بقوم يأجوج ومأجوج..

*ومرتبات مسؤولي حكومتنا تعادل- من كثرتها- ميزانية بوركينا فاسو..

*فما تحتاجه صحافتنا من الحكومة – إذاً- (هدية) أخرى..

*هدية بـ(يدها) تتمثل في رفع تضييقٍ على الصحف يصل حد (الخنق)..

*لا هدية – خارج اختصاصها – تقضي بـ(الدمج)..

*فهي مردودة مع عبارة (أنتِ أحوج إليه منا!!).

الصيحة


‫2 تعليقات

  1. اجمل ما في مقالك انك شبهت الصحف بالبقالات. و الصحف مع عددها الكبير جدا بدون مردود فعلي و مستوياتها الفنية ضعيفة. ومع الارتفاع في تكاليف النشر و انخفاض عائدات الاعلان تبعا للتدهور الاقتصادي فإن اللجوء الى دمج شركات النشر الصحفي المتعثرة حل منطقي لا مناص منه. فاستبقو الحكومة و اسعو للاتفاق فيما بينكم لدمج انشطتكم التجارية المتعثرة وإنقاذها.

  2. اين هى صحفكم الورقية؟ اين هى مواضيعكم الهادفة؟؟ ومن يقرأها سوى الموظفين ليكسروا بها الروتين ويضحكوا عليكم , والان صاروا على وسائل التواصل الاجتماعية , لاتوجد صحافة ولا صحفيين, ارحموا نفسكم شوية يااخ كتر خيرنا البنلقى هطرقاتكم هنا ونقراها على مضض!! حلوا عننا.