تحقيقات وتقارير

محمد الحافظ.. من راعي أغنام في الفاشر إلى معيد في الجامعات.. رحلة فنان مبدع


صوت دافئ انطلق من مدينة الفاشر عبر برنامج (نجوم الغد) ليغزو قلوب عشاقه ومحبيه، يمتلك خامة صوتية عالية في التطريب، له رصيد جيد من الأغنيات الراوئع، ورغم ذلك لم يحتل المساحة التي يستحقها في وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع.
إنه الفنان الشاب محمد الحافظ حسين عبد الله الذي صرخ صرخته الأولى في فاشر السلطان، وتخرج في جامعة أمدرمان الأهلية كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ومن ثم تم تعيينه مساعد تدريس في القسم المعني، ومُنح فرصة تحضير في جامعة النيلين، وحصل على ماجستير الأدب الإنجليزي وماجستير آخر في الترجمة من جامعة السودان، وعمل محاضراً في عدة جامعات غير الأهلية (الأساسية)، السودان العالمية، النيلين، والمشرق، وحاليا هو طالب دكتوراه. استضفناه عبر المساحة التالية:

* حدثنا عن مشوارك الفني؟
– برنامج نجوم الغد كان بمثابة الميلاد، وكان ذلك في العام 2006، وهي مشاركتي الأولى، وشاركت بأغنيات خاصة (تومة القمرة) و(عيال الحلة)، وهي من كلمات الشاعر محمد عثمان ود السايح وأول تجربة لحنية لي.
* من الذي اكتشف بدايات موهبتك في الغناء؟
– كما ذكرت إنني من مواليد مدينة الفاشر كنت أرعى الأغنام، وفي تجوالي أجد نفسي هائما ومرددا بعض الأغنيات، وكثيرا ما تغمرني الفرحة، وينتابني إحساس طفل رضيع يرى نفسه في مرآة لأول مرة، وكثيرا ما يخالجني إحساس أنني سأصبح فنانا يوما ما، كيف؟ الله أعلم، عندئذ وجدت التشجيع من أقراني في المدرسة عندما صاحوا بأصواتهم العالية، نريد أن نسمع محمد، فكان ذلك بمثابة تشجيع لي، ومنها أيقنت تماما أنني سأصدح في الأفق يوما ما.

* هل واجهتك مشاكل أو صعوبات في بداية مشوارك؟
– نعم في بداية الأمر لم أجد التشجيع من أسرتي، ولكن رغم الصدود وجدوا أنفسهم مكتوفي الأيادي حيال إصراري وعزيمتي.
* من هو مثلك الأعلى في الغناء على المستويين الداخلي والخارجي؟
– يطربني كثيرا سامي يوسف وماهر زين وحمود الخضر، حيث أجد في هؤلاء المثل الفني الأعلى، وذلك لأنهم استطاعوا أن يصقلوا مواهبهم في خدمة الإنسان والإنسانية.
* هل تجيد العزف على آلة موسيقية أو أي آلات أحب إلى قلبك؟
– لا أعزف أي آلة موسيقية، وأفكر أن أتعلم البيانو.

* ماذا تمثل لك الموسيقى؟
‬ – الموسيقى هي لغة تحمل بين طياتها مضامين من أحاسيس وقيم إنسانية وثقافات، ومن حالفه الحظ بتعلم هذه اللغة يستطيع أن يعبر عنها من خلال ترجمته لها وتختلف وتتفاوت بالمهارة من إنسان لي آخر.
* ماهي الأغنية التي تعتز بها وتراها الأجمل؟
– كل أغنية لي لها خصوصيتها ومكانتها عندي، ولكن بعض الأغنيات وجدت قبولاً عالياً عند المستمع، فعشقتها لعشقهم لها مثل (ملامة) للإعلامية أماني عبد السلام تقول في مطلع القصيدة “لوحبيبك جد بريدك أصلو مابجافيك دقيقة ولو هو مشغول يومو كلو بلقي لي شوفتك طرية”، وأيضاً (حنين) للدكتور أحمد يسن، ويقول في مطلعها “وحاة الريدة الريدة يا غالي مسافر وزادي بس موال عشان اللقية يا سالي بشوفك في الدرب آمال، لا مليت جمال عينيك ولا كليت من الترحال ويوم شفتك عرفت الريد وكيف سحر العيون كتال”.

* مَنْ مِنْ الشعراء تعاملت معهم؟
– تعاملت مع كثير من الشعراء منهم البروفيسور عوض إبراهيم عوض بأغنية منها (صرح دارفور سلام وأمان، الصباح وبنوتة)، في بكره أحلى، وهي رائعة خالد الوزير وألحان الأستاذ مجاهد سيمت، بجانب أحمد البلال أغنية (راجع من جديد)، و(دمعة ريد) لإدريس البحيري، وأغنية حاجة تانية لحسام محجوب.
* ما هو الجديد الذي تستعد له حاليا؟
آخر الأعمال التي بصدد تنفيذها هي من كلمات الشاعر الإعلامي عبد الملك يسن بعنوان (اعتراف).
* هل حاولت أن تخوض تجربه الغناء باللغة الإنجليزية بحكم دراستك؟
– لي تجربة خاصة في الشعر المقارن مع الدكتور إدريس البنا حيث أجد نفسي جامعا بين الموهبة والأكاديميات، وتغنيت بالكثير من أغنيات الحقيبة التي ترجمها الدكتور إدريس البنا، وتعلمت كثيرا من هذه التجربة، ولي محاولاتي الخاصة، وأيضا تعاملت مع المترجم المحاضر بجامعة أمدرمان الأهلية فرح أحمد ضوينا وعبد المحمود المحاضر بجامعة السودان العالمية.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي