مقالات متنوعة

حماية المستهلك.. والأيدي (اللاحقة)..!


* الجمعية السودانية لحماية المستهلك؛ كلما نشطت حركتها أشفقنا عليها؛ بحسبان أن اسمها يتعارض مع (حماية الفساد!) ورجاله ذوي السطوة.. فإن يكون هنالك مستهلك (محمي) يعني ضرورة الكشف عن (دولة!) من الفسدة؛ ثم محاكمتهم.. وهي مهمة ليس سهلة بالتأكيد؛ لعدة أسباب (مرتبطة جميعها بمرحلة خراب الضمائر التي يعيشها السودان)..!
* في أنباء الفساد المتعلقة بالدواء نقرأ لزميلتنا المتميزة سارة تاج السر (بالجريدة) مقتطفات خبرية متنوعة أمس؛ منها: أن لجنة الصحة بالبرلمان (تتجه) لاتخاذ قرارات تجاه شركات الأدوية التي استغلت نسبة (10 %) من عائدات الصادر لاغراض أخرى غير استيراد الدواء.

* ضعف اللجنة البرلمانية واضح من ثلجية اللغة التي تستخدمها تجاه فِعل أولى به الحزم والحسم؛ فرغم أن الحركة الاحتيالية لشركات الأدوية المعنية ليست جديدة؛ ما يزال الخطاب البرلماني في طور (سنتخذ!!)؛ وهو طور يندرج مع ظاهرة الكلام (اللاف!) دون فائدة بـ(التوعدات!).. وقوى الفساد لها حاكمية كبرى لا تمنع الكلام؛ لكنها مطمئنة بأنها ستمضي إلى غاياتها رغم ما يقال؛ ولا تبالي..! هذه القوى تتكشف كلما سنحت الفرصة لجمعية حماية المستهلك للحديث حول المستترات؛ لندرك أن الفتق أكبر بكثير مما نتخيل.. فتعالوا نلتمس بعض ما جاء في الجريدة: (كشف الأمين العام للجمعية السودانية لحماية المستهلك د. ياسر ميرغني أن معظم أموال الدواء تذهب لشراء المنشطات الجنسية الدوائية والفايتمينات وأدوية الكحة، ودعا الى منح سلطات الجمارك صلاحيات أكبر لتفتيش الحاويات والأمتعة الشخصية، وعدم الإفراج عن أية سلعة إلاّ بعد فحصها معملياً. واعتبر ميرغني خلال تصريحات محدودة بالبرلمان ــ الخميس المنصرم ــ أن “العفش الشخصي” أكبر هادم لحياة المستهلك، وقال إن كافة الأغذية غير المطابقة للمواصفات والمقاييس تدخل عبره، وطالب بمنح الجمارك صلاحية أوسع للتفتيش).
* الرجل يتحدث (بمعرفة) عن ما يدور.. لكنه يعلم بخبرته أن صلاحية الفساد أكثر (اتساعاً).. وكلنا قرأ قصة تلك السيدة (زوجة أحد المسؤولين السودانيين) ورفضها للتفتيش؛ بل تسببت بعد ذلك في سيناريو مؤسف يعكس كم هي لاحقة (يد الفساد) والمحسوبية.. فكم مثلها من من الناطقات والناطقين بتلك الجملة الاستفزازية: (إنت ما عارف أنا مين!!)..!

* د. ياسر يطالب البرلمان بحسم شركات الدواء المخالفة و(يتمنى) أن يسمع أخباراً بمقاضاة تلك الشركات الـ(33) وإرجاع الأموال من (بطونها)..! وقطعاً ستخيب (الأمنيات) فالبرلمان لا يحقق أمنية لصالح شعب السودان؛ إنه يضره (بالصرف!) لا غير؛ ويد البرلمان أقصر بكثير من اللحاق بشركات بعضها (متمكنة) بنفوذ أصحابها..! ستكون أعجوبة إذا ظهر البرلمان مرة بخلاف الذي اعتدنا عليه..!!
* بيت القصيد يتمثل في رفض جمعية حماية المستهلك لمسألة رفع الدعم عن الدواء؛ أي تحريره؛ فرئيس الجمعية يرى أن ذلك غير ممكن.. لكن السند البرلماني واضح بالتراخي؛ ليكون (غير الممكن) أمراً عادياً.. فكم من المرات أخفق البرلمان؟ باستصحاب مباركاته ــ المفضوحة ــ لرفع الدعم عن السلع (كما يسمونه) كذباً وتضليلاً..!
* مجمل القول (لن نتقدم إلى الأمام) مع تخلف النظام الحاكم و(برلمانه)؛ وابتعادهما عن (الأفعال) التي من شأنها أن تحفظ حقوق (المستهلكين).. وهُم شعب كامل يحاصره جيش جرار من (المستهبلين) والحرامية المحميين..!!
أعوذ بالله

أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة