منوعات

لماذا نصرخ في أولادنا؟ وكيف نتوقف!


تعاهد نفسك على عدم الصراخ في أولادك اليوم، وتبذل بصدق قصارى جهدك، لكنك في لحظة تفقد السيطرة وتصرخ مجددا في طفلك. ثم ما تلبث أن تشعر بالذنب الشديد تجاهه فتعد نفسك مجددا أن تفي بوعدك المرة القادمة.

هل يبدو ذلك الموقف مألوفا لك؟ حسنًا.. لست وحدك!
لماذا نصرخ؟

يعد الصراخ من وظائف الجهاز الطرفي مركز الانفعالات العاطفية في المخ. وإليك شرح طريقة عمله: تأتي المعلومات إلينا كمدخلات، فتمر عن طريق اللوزتين العصبيتين أولا، ثم تقرر اللوزتين العصبيتين إما إرسالها إلى القشرة المخية (المسؤولة عن التفكير) أو إلى الجهاز الطرفي. إذا كانت المعلومات المدخلة تستثير شحنة عاطفية (مثل شجار الأطفال معا)، فإنه يتم إرسالها إلى الجهاز الطرفي مركز الانفعالات البدائي. وبالتالي تقوم برد الفعل دون التفكير جيدا في الأمر وفي عواقبه (نظرا لأن عمليات التفكير والمنطق تتم في القشرة المخية، ورد الفعل لا يصدر منها في تلك الحالة). بناء على ذلك، يتسبب تدفق الهرمونات المنبعثة داخلك في أن تشعر بالذعر. فتصيبك شحنة من الانفعالات، فتقوم بتفريغها عن طريق الصراخ.

لماذا يستدعي الصراخ الشعور بالذنب؟

بمجرد أن يهدأ عقلك وجسدك، تعود السيطرة مرة أخرى للقشرة المخية وتستطيع التفكير بشكل منطقي مرة أخرى، مما يدفعك للشعور بالسوء بشأن صراخك في طفلك وترى أنه لم يكن الفعل المنطقي الذي كان ينبغي اتخاذه. يداهمك قطار الشعور بالذنب ويقف عندك يدعوك للركوب، وفي الحقيقة لا بأس من الشعور بذلك طالما لن تستغرق فترة طويلة في رحلة الشعور بالذنب. حيث أن الشعور بالذنب قد يصبح حافزا جيدا للتغيير إذا أحسنّا إدراكه ووضعنا خطة محكمة من أجل التغيير.
كيف نبطل تأثير المستثيرات العاطفية؟

تتكون المستثيرات العاطفية، في غالبية الأحيان، خلال السنوات الأولى من العمر. على سبيل المثال، إذا كان صوت الأنين يتسبب لك في رد فعل انفعالي قوي، فمن المحتمل أنه تم توبيخك بشدة أو معاتبتك على إحداث صوت الأنين عندما كنت طفلا. من المفيد التعرف على المستثيرات التي تؤثر عليك من خلال كتابتها وتدوين كافة المستثيرات التي تؤثر عليك سلبيا وحاول معرفة السبب وراء ذلك.

كذلك، عادة ما ترتبط تلك المستثيرات مع أنماط التفكير السلبية؛ “طفلي كثير البكاء! يبكي على كل شيء!” هذه الفكرة السلبية تغذي لديك الشعور بالإحباط وتبث مشاعر سلبية. لفصل تلك المستثيرات ينبغي معرفتها جيدا، وفهمها، ثم نزع الشحنات الانفعالية المرتبطة بها من خلال إعادة صياغة الافكار التي تصاحب ذلك المستثير. على سبيل المثال: بدلا من التفكير في: “طفلي كثير البكاء”، جربي “طفلي يمر بوقت سيء ويحتاج لمساعدتي”. إذا توحدت مع تلك الطريقة فإنه، بمرور الوقت، سيتم إبطال أثر ذلك المستثير على انفعالاتك.

ساسة بوست