عالمية

مصر تتخذ النفط العراقي بديلًا لنفط السعودية


في زيارة وصفها وزير البترول العراقي، جبار اللعيبي، بالتاريخية، شهدت بغداد حضور وزير البترول المصري طارق الملا لبحث ملفات التعاون المشتركة بين البلدين. مباحثات نتج عنها اتفاق بين الجانبين المصري والعراقي على استيراد الأول نفط الثاني الخام، وتكريره في مصر.

الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام تنتهي اليوم الاثنين، تباحث فيها الوزيران عدة ملفات، كما تضمنت زيارة الملا لقاءً مع رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي، والذي استعرضا فيه سبل التعاون المصري العراقي في مجالات النفط، والغاز، والصناعة.

وأشار الملا، في تصريحه عن الزيارة، أن مصر تمتلك قدرات تكرير فائضة يمكن استغلالها في تكرير «خام البصرة» لسد احتياجات العراق من المشتقات النفطية، إضافة إلى الخام الذي ترغب مصر في شرائه، وتحقيق التكامل بين البلدين بتشغيل المعامل المصرية، وتوفير الطلب العراقي من المشتقات بدلًا من استيرادها من السوق العالمية.

تأتي هذه الزيارة بالتزامن مع طرح هيئة البترول المصرية عدة مناقصات لشراء المواد البترولية، وذلك لتعويض الفجوة التي سببتها شركة أرامكو بالتوقف عن توريد المواد النفطية لمصر.

وبحسب صحف مصرية وعراقية، فإن الاتفاق جاء بوساطة إيرانية وروسية، وذلك لسد احتياجات مصر من النفط بعد تخلي أرامكو السعودية عن إمدادها باحتياجاتها، وتعمل شركات مصرية حاليًا في البصرة بمجالات النفط والغاز.

وهيئة البترول المصرية شريك في الحقل النفطي (بلوك 9)، جنوبي العراق، بنسبة 10%، ووقعت الأسبوع الماضي اتفاقًا بشأن حقل غاز سيبا جنوب شرق البصرة بنسبة مشاركة 15%.

وقال وزير البترول الصري طارق الملا عن زيارته لوكالة الشرق الأوسط المصرية الرسمية، إن نتائج زيارته للعراق «أكثر من ممتازة»، وتفتح آفاق تعاون واسعة مع العراق في مجالي النفط والغاز، وتعزز العلاقات الثنائية بشكل فعال.

وأضاف الملا للشرق الأوسط أنها «زيارة ناجحة بكل المقاييس، ومتفائلون بنتائجها وبما يتبعها من زيارات مماثلة من الجانب العراقي لمصر من أجل تنفيذ كل ما يعود بالنفع، ويحقق مصالح الشعبين الشقيقين».

وتابع: أن أجندة الزيارة التي استغرقت ثلاثة أيام حفلت بالعديد من اللقاءات المهمة، ومباحثات مكثفة مع رئاسة الوزراء، ممثلة في حيدر العبادي، ومجلس النواب ممثلًا في سليم الجبوري، و«الجمهورية» فؤاد معصوم، و«التحالف الوطني» عمار الحكيم، ومع وزير النفط العراقي جبار اللعيبي الذي حضر كافة الاجتماعات.

ليس الاتفاق الوحيد

الاتفاق بين العراق ومصر على تكرير خام البصرة في مصر، لتحقيق الاستفادة للطرفين، ليس الاتفاق الأول بين البلدين على مستوى النفط، ففي أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قالت شركة «كوين إنرجي» الكويتية إنها باعت 20% من حصتها في حقل الغاز الطبيعي العراقي «السيبا» إلى الهيئة المصرية للبترول، مشيرة إلى أن نقل ملكية الحصة المباعة إلى الجانب المصري سيتم بعد الحصول على موافقة العراق.

كما أن هيئة البترول المصرية شريك في أحد الحقول النفطية «بلوك رقم 9» جنوبي العراق بنسبة 10 %.

وفي منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) طالب وزير النقل العراقي السابق، باقر الزبيدي، حكومة حيدر البغدادي بتفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين العراق ومصر منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي، والتي تقضي بتزويد مصر بالنفط الخام العراقي، بمقدار مليوني برميل شهريًّا مقابل قيام مصر بتسديد ثمنها عبر مشتقات نفطية لتغطية احتياجات العراق.

وفي إطار التعاون بين مصر والعراق، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم، اليوم، مصر إلى العمل المشترك ضمن المشاريع الإستراتيجية في مدينة «الموصل» بعد تحريرها من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

ورحب الرئيس، في بيان صادر عن الرئاسة العراقية، عقب اجتماعه بوزير البترول المصري طارق الملا الذي يزور بغداد، بتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، ونقل عن الملا ترحيب القاهرة بتعزيز التعاون مع العراق في مجالات الصناعة، والنفط، والغاز، والقطاعات الأخرى.

العراق كان يمد مصر بـ200 ألف برميل نفط شهريًّا، وتم الاتفاق على مضاعفة تلك الكمية خمسة أضعاف لتصل إلى مليون برميل شهريًّا، ويبدو هذا كافيًا لسدّ حاجة مصر من النفط، بحسب صحيفة البديل الشهرية.

اجتماع على الغضب من السعودية

بحسب صحيفة البديل، فإن التعاون بين مصر والعراق له أبعاد سياسيّة تتمثل في عدة نقاط، منها الاتفاق على تأزم العلاقات مع السعودية، ففي الوقت الذي توترت العلاقة المصرية السعودية بسبب واقعة تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح القرار الروسي، ترى العراق أن السعودية تتدخل في شؤون البلاد الداخلية، في ظل التقارب الإيراني العراقي.

وبالتالي فالسعي العراقي إلى تعزيز العلاقة مع مصر في المجال النفطي قابلته رغبة مصرية، خصوصًا أن الأخيرة تعيش علاقة غير إيجابية مع السعودية، ولذا، يبدو أن العراق سيكون محطّتها كدولة نفطية.

ومثلما تحتاج مصر إلى النفط، يحتاج العراق للمساعدة في الملف الأمني، والاستفادة من الخبرات المصرية خاصةً العسكرية، لا سيما وأن بغداد في أتون الحرب ضد ما يسمى بـ«إرهاب داعش» في الموصل، فضلًا عن أن البلدين يتفقان في أغلب القضايا التي تخص المنطقة.

وفي فبراير (شباط) 2016، كان العراق قد أعلن أنه سيرسل قوات للتدريب في مصر، وهو ما يشير إلى وجود نية قبل حتى التوتر مع السعودية في التقارب بين البلدين اللذين تأثرت علاقتهما بعد صدام حسين، ذلك أن مصر كانت تلتزم حدود العلاقات الخليجية العراقية، وهو ما أدى إلى فتور العلاقة بين مصر والعراق.

في الواقع، رجح رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية الدكتور واثق الهاشمي في إحدى حلقات برنامج ما وراء الحدث، الذي يعرض على قناة الجزيرة، أن يكون هناك تحالف واصطفاف سياسي بين القاهرة وبغداد، لأن البلدين يلتقيان في رغبتهما في الانفتاح على جميع الدول، إضافة إلى توافقهما في قضايا منطقة الشرق الأوسط على غرار الملف السوري، وحتى بشأن التحالفات الدولية.

ونفس الموقف أبداه أستاذ الدراسات الأمنية والعلوم السياسية في جامعة إكستـَر البريطانية، عمر عاشور، الذي أوضح أن البلدين لهما مواقف متقاربة بشأن قضايا معينة خاصةً سوريا، فكلاهما يريدان استمرار الرئيس السوري بشار الأسد، ويعتبران ذلك أفضل حل للأزمة، وأيضًا في الملف اليمني، فإن موقف القاهرة يطبعه التردد، إضافة إلى العدو المشترك للبلدين وهو «تنظيم الدولة».

ساسة بوست


‫2 تعليقات

  1. السعوديين دقسوا
    المصريين مع سوئهم ولكنهم افضل من السعوديين الاوباش بقايا الحجاج الذين يظنون بان باستطاعتهم شراء كل شي بالمال بما فيه الشعوب
    لا بد من الاشادة بموقف مصر هنا ورفضها ان تكون تابعة ذليلة

    1. السعوديين يادوووووب بقو تفتيحه مش دقسو

      مصر كدوله (لا كشعب) ليس فيها خير لأقرب جيرانها دعك من دول الخليج والأفضل للسعوديه وضع مصر في مكانها المناسب في خارطة الغدر والخيانة فهذا زمن تمايز الصفوف وأن تعرف عدوك الآن خيرا من ان ينقلب سلاحه ضدك اثناء المعركة !

      اما البترول الذي تبيعه السعودية لمصر فإنه مثل المنحه بل وفرت السعودية العناء اللوجستي والإلتزامات الماليه ويمكن للسعوديه بيع حصة مصر بضعف السعر لأكثر من 40 دوله ، العراق بعيد من مصر مقارنه بالسعودية وتكاليف نقل النفط ستكون أعلى وبالتالى لن تستفيد مصر كثيرا خصوصا ان العراق تحكمه إيران التي تنظر إلى مصر كدوله سنه مهما تشابهت المصالح حاليا.

      السعودية الآن اصبحت تفكر بصوره صحيحه في سياساتها الخارجية وسترى كيف يركع الرئيس المصري قريبا ليلعق حذاء الملك سلمان كما كان يفعل دائما.