سياسية

إقالة قائد قوة حفظ السلام بجنوب السودان بعد تقصيره في حماية المدنيين


أقالت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، قائد قوة الأمم المتحدة بجنوب السودان “يونميس”، بعد ثبوت “تقصير” القيادة في حماية مدنيين.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اسيتفان دوغريك، إن بان كي مون أعفي قائد “يونميس” (الجنرال الكيني جونسون موجوا أونديكي) من منصبه بعدما أظهرت نتائج التحقيق الخاص، بشأن أعمال العنف، التي وقعت في جوبا، يوليو /تموز الماضي، وجود “تقصير”، في حماية المدنيين ومخيم تيرين (جوبا).

وأوضح المتحدث، خلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، أن “بان كي مون تسلم اليوم الثلاثاء من الميجور جنرال باتريك كاميريت تقريراً حول التحقيق الخاص المستقل ، مشيراً إلى أن التحقيق خلص إلى أن البعثة “لم تستجب بالشكل الفعال للعنف”.

وأرجع التقرير ذلك إلى “الغياب العام للقيادة والاستعدادات والتكامل بين مختلف مكونات البعثة، كما وجد التحقيق أيضا أن تدابير القيادة والتحكم كانت غير كافية”.

وأضاف المتحدث الأممي: “هذه العوامل ساهمت في فشل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان في الاستجابة لهجوم جنود الحكومة على مخيم تيرين في 11 يوليو/تموز، وحماية المدنيين المعرضين للتهديد”.

وبحسب المتحدث فقد كشف التحقيق كذلك أن بعثة الأمم المتحدة “واجهت مجموعة من الظروف بالغة الصعوبة، وعلقت في الخطوط الأمامية لصراع عنيف”.

ولم يكشف المتحدث عن إسم القائد الجديد الذي سيتولى قيادة قوة الأمم المتحدة في جنوب السودان.

وخلال ثلاثة أيام من القتال، وفقاً لبعض التقديرات، قتل 73 شخصاً، على الأقل، من بينهم أكثر من 20 مشرداً داخلياً في مواقع حماية المدنيين، كما قتل جنديان من قوات حفظ السلام، وأصيب آخرون.

وأشار استيفان دوغريك، في مؤتمره الصحفي، أن ” الأمين العام يشعر بالأسى العميق إزاء تلك النتائج، ويجدد الإعراب عن غضبه بشأن أعمال العنف المرتكبة في جوبا ، والاستمرار في خيانة الكثيرين من قادة جنوب السودان للشعب”، حسب قوله.

وقال دوغاريك إن الأمين العام درس التوصيات التي قدمهتها لجنة التحقيق، ويعتزم تطبيقها، من دون الكشف عن بنود التوصيات.

وأضاف المتحدث أن بان كي مون سيضمن اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لتمكين البعثة من حماية المدنيين بشكل أكثر فعالية، من خلال أمور منها المساءلة الأكبر لقيادة البعثة المدنية والعسكرية.

وكان الأمين العام قد أعلن في أغسطس/ آب تكليف الهولندي باتريك كاميريت برئاسة التحقيق الخاص المستقل في أعمال العنف التي وقعت في عاصمة جنوب السودان جوبا في يوليو/تموز، واستجابة الأمم المتحدة لتلك الأعمال.

تجدر الإشارة أن حربًا اندلعت بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بجنوب السودان، منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2013، قبل أن توقع أطراف النزاع اتفاق سلام في أغسطس/آب 2015، قضى بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما تحقق بالفعل في 28 أبريل/ نيسان 2016.

ورغم ذلك، شهدت جوبا، في 8 يوليو/ تموز الماضي مواجهات عنيفة بين القوات التابعة لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت، والقوات المنضوية تحت قيادة نائبه ريك مشار.

وأدت المواجهات المسلحة إلى مقتل ما يزيد عن 200 شخص بينهم مدنيون، كما تشرد نتيجة للعنف أكثر من 36 ألف آخرون، فروا إلى مقرات البعثة الأممية، والكنائس المنتشرة في أرجاء العاصمة.

نيويورك/محمد طارق/الأناضول