عالمية

كيف انتهى شهر العسل بين كلينتون وأبرز مساعديها؟


في وقت مبكر من الجمعة الماضي كانت هوما عابدين أبرز مساعدة للمرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون وذراعها اليمنى وحارسة بوابتها وصندوقها الأسود وذلك منذ كانت السيدة الأولى للبيت الأبيض ومروراً بتوليها منصب وزيرة الخارجية وخلال حملتها الرئاسية الشرسة ضد منافسها الجمهوري دونالد ترامب ولكن يوم الاثنين اختلف المشهد، وتجنبت كلينتون ذكر اسمها خلال تجمع انتخابي ووصفتها بأنها أحد العاملين لديها.
الفارق الهائل بين المشهدين جاء إثر قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت لاحق الجمعة إعادة فتح باب التحقيق في قضية بريد كلينتون إبان توليها وزارة الخارجية.
أدارت كلينتون ظهرها بسرعة البرق لأبرز مساعديها، عابدين، فور بدء المكتب الفيدرالي، التحقيقات في حوالي 650 ألف رسالة بريد إلكتروني عثر عليها على جهاز محمول استخدمته عابدين في وقت سابق قبل الانفصال عن زوجها عضو مجلس النواب السابق، أنتوني وينر، وذلك في سياق قضية استخدام كلينتون حساباً خاصاً في التعامل مع رسائل وزارة الخارجية الأميركية إبان توليها المنصب. والرسائل اكتشفت أثناء التحقيق مع وينر في فضيحة جنسية عبر الإنترنت مع فتاة قاصر دون الـ 15 عاما.

عابدين مع ابنها في نيويورك
وجاء التصريح الصادم لكلينتون عن أبرز مساعديها خلال انتقاداتها المكثفة طوال السبت والأحد لقرار مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح باب التحقيق في قضية بريدها الخاص بالخارجية، وخاصة بعد إغلاق التحقيق خلال يوليو الماضي دون توجيه أي تهمة إليها.
وقالت كلينتون في هذا السياق، خلال تجمع انتخابي، الاثنين، إنه “لا توجد قضية” تستدعي إعادة فتح باب التحقيق، باعتبار أن مضمون آلاف الرسائل التي تم العثور عليها لا يزال مجهولا، متهمة المكتب الفيدرالي بمحاولة التأثير في الانتخابات، وهو ما نفاه لاحقا البيت الأبيض.
وأضافت: “والآن يبحثون في بريد أحد العاملين لدي (تقصد مساعدتها عابدين)، وهم يجب أن يفعلوا ذلك بكافة الوسائل، وأنا على ثقة أنهم سيصلون إلى نفس النتيجة التي انتهوا إليها عندما فحصوا بريدي”.
وكررت المرشحة الديمقراطية مجدداً اعتذارها عن “خطأ” استخدام حساب خاص في التعامل مع رسائل وزارة الخارجية الأميركية.
إلى ذلك، وبعد فتح التحقيق في قضية بريد كلينتون مجددا الجمعة، حيدت كلينتون، عابدين، فالأخيرة لم تعد تغادر نيويورك، أو تذهب مع المرشحة الديمقراطية في جولاتها الانتخابية، وآخرها في ولاية فلوريدا الأحد، وولاية أوهايو الاثنين، وهما من الولايات المرجحة في الانتخابات.
عابدين، التي تجنبت كلينتون ذكرها، حظيت بثقة الأخيرة منذ كانت السيدة الأولى في البيت الأبيض خلال فترتي رئاسة زوجها بيل كلينتون، واستمرت الذراع اليمنى لكلينتون في وزارة الخارجية، وكذلك خلال الحملة الانتخابية الحالية.

عابدين لدى مغادرتها المقر الرئيسي لحملة كلينتون
واعتبر كثيرون ممن تعاملوا مع كلينتون، عابدين بمثابة “حارس البوابة”، و”الصندوق الأسود” الذي يحوي أسرار كلينتون، وتحدثوا عن ثقة هائلة توليها الأخيرة لمساعدتها.
كما تكشف من من فحص بريد كلينتون في الخارجية أنها تستشير عابدين في أمور كثيرة مهمة خاصة بزوجها بيل كلينتون، وكبار المانحين، والمشاهير، والخطب المدفوعة التي تلقيها في مناسبات خاصة، وغيرها.
يذكر أن عابدين ربما تواجه عقوبة السجن لمدة 5 سنوات إذا أثبتت التحقيقات أنها أخفت رسائل بريد إلكترونية مهمة في قضية بريد كلينتون، وخاصة أنها أقسمت في التحقيقات السابقة أنها سلمت كل ما لديها من ملفات ورسائل خاصة بالخارجية.
وأنكرت مساعدة كلينتون أي صلة بالرسائل التي تم ضبطها على الكمبيوتر المحمول لزوجها وينر، مشيرة أنها لا تدري مصدر تلك الرسائل.

العربية نت