تحقيقات وتقارير

الحاج آدم .. الكلام (الحار) بعد الحوار


قبل أيام ضجت المواقع الإسفيرية بحديث القيادي بالمؤتمر الوطني دكتور أمين حسن عمر في رده للمذيعة بإحدى القنوات الفضائية عندما سألته عن عودة رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي (نعمل شنو نغني لي طلع البدر علينا) الأمر الذي وصفه المراقبون بالحديث الاستفزازي، وما كان ينبغي أن يأني من قيادي في الحزب الحاكم .. وبالأمس خرج القيادي بذات الحزب ونائب رئيس الجمهورية السابق د. الحاج آدم في ورشة قضايا التعليم العالي التي كانت بالبرلمان أمس الأول، بحديث ربما يحسب في إطار الاستفزازية عندما طالب بتحرير العملية التعليمية، وقال «القادرين يدفعوا ليتلقوا تعليمهم وغير المستطيعين عليهم التوجه لديوان الزكاة) هذه ليست هي المرة الأولى التي يصرح فيها الحاج آدم بمثل هذه التصريحات، وأكد خلال حديثه لإحدى الفضائيات في يونيو الماضي (أن الخرطوم إلى عهد قريب لم يكن بها ماء ولاكهرباء ولاحتى صابون وكبريت) وتصريح آخر عندما كان رئيساً للقطاع السياسي للمؤتمر الوطني آنذاك حينها قال «قبل مجيء الانقاذ ماكان في زول عندو قميصين والآن الدواليب مليانة» الأمر الذي أثار جدلاً كثيفاً في وقتها، ووجه نقداً لاذعاً له، باعتبار أن مثل هذا الحديث لايليق بأن يصدر من شخص مسؤول كان في أعلى المناصب القيادية بالدولة

*فلاش باك
الحاج آدم يوسف عبدالله المولود في العام 1955م خريج كلية الهندسة الزراعية بجامعة الخرطوم.. وحصل على درجة الدكتوراه في ذات التخصص من جامعة نيو كاسل إنجلترا في العام 1985م، كان عضواً بالمكتب القيادي للمؤتمر الوطني قبل مفاصلة الإسلاميين الشهيرة، واختار أن يكون إلى جانب الدكتور حسن الترابي بالمؤتمر الشعبي، وشغل عدداً من المناصب التنفيذية من بينها والي للولاية الشمالية ووزيرا للزراعة، واتهمته الأجهزة الأمنية في العام 2003 بتدبير محاولة تخريبية، وعممت نشرة بالقبض عليه، بيد أنه عاد بعدها وأعلن انضمامه للمؤتمر الوطني في العام 2009م، وتم تعيينه نائباً للرئيس في العام 2011م واستمر في المنصب لفترة عامين ونصف..

* خانه التعبير
القيادي بحزبه السابق د.عمار السجاد الذي اتفق معه في الدعوة لتحرير التعليم وكل السلع باعتبار أن الدعم فيه ظلم للمواطن السوداني، ولايذهب لمستحقيه، حاول أن يجد المبررات لحديث د. الحاج آدم وقال (خانه التعبير) بالرغم من أنه أكد في حديثه لـ(آخر لحظة) أن الحاج آدم في الوقت الراهن ليس لديه أي وزن سياسي حتى تحاسبه الدولة، مشيراً إلى أن الجهة المنوط بها المحاسبة الدائرة التي ترشح منها، وشدد السجاد على أهمية ضبط التصريحات وقال:على المسؤولين أن يعملوا حسابهم في ظل ثورة المعلومات التي أصبحت سريعة الانتشار.

لانقبله
حزب الأمة القومي أعلن رفضه القاطع لحديث الحاج آدم، ووصفه بغير المسؤول واعتبره مستفزاً لمشاعر الفقراء الذين يمثلون 90% من الشعب السوداني، وقال نائب رئيس الحزب محمد عبد الله الدومة : إذا كان حديث الحاج آدم يعبر عن شخصه لايهمنا، ولكن إذا كان يمثل رأى حزبي فهذا مرفوض تماماً، وتساءل كيف تعلم الحاج آدم في زمانه، مشيراً إلى أنه تعلم على حساب الدولة وفي الداخليات، وطالب الدومة بإعادة مجانية التعليم والداخليات للطلاب في كل المراحل .

هدم المشروع الحضاري
وحول التأثير النفسي لمثل هذه التصريحات اكد استشاري الامراض النفسية والعصبية بروفيسور على بلدو أن معظم القادة والساسة السودانيين وعلى مر العصور لايجيدون الخطاب وفهم عقلية المواطن النفسية والاجتماعية خاصة في الوقت الراهن، وقال إنهم يجهلون بصورة قطعيعة مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي، وعدم الالمام بايصال الرسائل له بصورة تكاد تكون كربونية من مسؤول لقيادي لتنظيمي، ويتابع بلدو أن التصريحات المتفلتة والعبارات الجارحة والتعليقات غير المنطقية من أشخاص يفترض فيهم الإلمام بالمهارات القيادية التي تساعد بصورة كبيرة في هدم ما يسمى المشروع، فضلاً عن إحداث فجوة عميقة مابين القيادة والقاعدة وتحريك عقد نفسية ومركبات نقص لدى الكثيرين مما يضاعف من الرغبة في التمرد وخرق القوانين وظهور سلوكيات غير مستحبة وتزايد في نوبات الانفعال والغضب، بالاضافة الى عدم الايمان بالدولة وفقدان الثقة، مع تنامي روح الانهزام والدونية، ويرى بلدو أن أزمة الحكم في السودان أزمة نفسية، مما يساعد على تصاعد وتيرة الأحداث والتقليل من الإنجازات .

تقرير:ثناء عابدين
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد