منوعات

لماذا يعشق السعوديون “الاستراحات”؟


حباً في العزلة وهروباً من إزعاج المدينة وصخبها، يختار الكثير من السعوديين قضاء أوقات فراغهم في الاستراحات المترامية في أطراف المدن، وهو ما تسبب في انتعاش ملحوظ لبناء الاستراحات بغرض تأجيرها، حيث وجد مستثمرون ضالتهم في بناء استراحات متكاملة المطالب لتأجيرها طيلة العام على الشباب أو العائلات، بعد أن باتت الاستراحات أحد المكونات الترفيهية للمجتمع السعودي.
وتختلف كل استراحة في بنائها، بحسب المدينة التي تقع فيها، فمنها ما هو مشيّد بالطوب ومنها ما هو مبنى بالصفيح، منها ما هو عبارة عن خيمة، لكنها تتشابه في كونها تتواجد في المناطق الواقعة خارج النطاق العمراني، بعيداً عن وسط المدينة الذي يتميز بالتكدس السكاني والصخب والحركة التجارية والمرورية الكثيفة التي لا تكاد تتوقف.
وأوضح الموظف الحكومي سعود الغامدي، أن المستوى الاجتماعي لغالبية الموظفين يسبب حرجا من دخول أماكن ترفيهية عامة، كالمقاهي وغيرها مشيرا لـ “العربية.نت” إلى أن الاستراحات فتحت المجال أمام الكثيرين للحصول على مواقع يجتمعون فيها دون المساس بخصوصيتهم.
وأضاف: “إن أبرز ما يميز الاستراحات بأنها مريحة وهادئة ومنعزلة بعكس أماكن الترفيه المفتوحة المزدحمة بالرواد وجلساتها غير المريحة والتي تنعدم فيها الخصوصية”.
وأردف الغامدي أن كثيرا من الموظفين ينتظمون في لقاءات يومية وأسبوعية في استراحات خاصة يتقاسمون إيجاراتها ومصروفاتها من كهرباء وماء، إذ يأخذ الأشخاص راحتهم فيها ولا يتكلّفون في الملبس أو الحديث ويقضون فيها وقتا أكثر مما يقضيه بعضهم في بيوتهم، مشيرا إلى إن أن غالب الاستراحات تضم غرفتين ودورة مياه ومطبخ صغير، يديرها عامل متعاون براتب رمزي: “عدم وجود البديل الجاذب جعل من الاستراحة ملاذاً وحيدا نسعى إليه للخروج من أزمة الفراغ وللتنفيس عن مواجهة ضغوط الحياة اليومية”.

استراحات – السعودية
ثقافة شبابية رائجة
بقدر ما تعتبر الاستراحات مكاناً مفضلاً للكبار، فهي أيضا ثقافة شبابية رائجة، حيث تعتبر مكاناً اجتماعياً يقصده الشباب معظم الأيام، حبا في الحصول على جلسة هادئة، ومشاهدة مباريات كرة القدم وغيرها من الهوايات.
خالد الربيع (25 عاما) قال لـ”العربية.نت” إنه لا يستغني عن الذهاب إلى الاستراحة بشكل أسبوعي، إذ يشعر هناك بجزء من الاستقلالية في شخصيته بعيدا عن أهله وأضاف: “أحب العزلة والهدوء، فلا مكان أنسب للحصول على هذه المطالب إلا في الاستراحة خاصة بعد أن انحصرت المرافق الترفيهية على العائلات”.
وإن كانت الاستراحات تمثل ملجأً للراحة والاستجمام لدى كثير من السعوديين، إلا أنها تمثل أيضا منبعا للمشاكل العائلية والاجتماعية، حيث تتسبب في الكثير من السلبيات نتيجة إدمان بعض الرجال والشباب على ارتياد الاستراحات إلى حد إهمالهم الواجبات الأسرية، وهو ما ينعكس أثره على استقرار الأسرة وازدياد المشاكل الأسرية، حيث ينصح متخصصون بأهمية أن يكون الترويح منضبطا بأعراف اجتماعية صحيحة، حتى لا يؤثر سلبا على تماسك الأسرة وبالتالي على تركيبة المجتمع.

العربية نت