منوعات

لوحاته المطلية بالذهب توازي ملعباً.. تعرَّف على جيمس الذي كلَّف ناسا 20 عاماً ومليارات الدولارات


بعد قرابة 20 عاماً من بدء مهندسيها في إنشائه، بدأت ناسا هذا الأسبوع تجربة أكبر تلسكوب فضائي على الإطلاق. 21 قدماً من المرايا والأدوات، التي من المفترض أن تخلِّف تلسكوب هابل Hubble، وتنظر عبر الفضاء الممتد 13 مليار سنة.
أعلن تشارلز بولدن، مدير وكالة ناسا، أن الوكالة انتهت من بناء تلسكوب الفضاء “جيمس ويب” في وقت سابق من هذا الأسبوع، وهو تلسكوب عملاق وصلت كلفته إلى 8.8 مليار دولار، وتمتد لوحاته السداسية المطلية بالذهب بطول ملعب تنس، ويبلغ ارتفاعه 3 طوابق.
قال جون ماثر، العالم المشارك في هذا المشروع خلال مؤتمر صحفي الأربعاء: “لقد قضينا عقدين في الابتكار والعمل الجاد، وهذه هي النتيجة”، وأضاف: “نحن نفتتح مناطق جديدة بالكامل في علم الفلك”.
تلسكوب ناسا القديم
صُمم التلسكوب ليكون أكثر قوة من تلسكوب ناسا الشهير والقديم هابل، الذي قام لمدة 26 عاماً بكشف الشفق القطبي والمستعرات العظمى (السوبرنوفا)، ووضع خرائط السماء، واكتشف مليارات النجوم والمجرات والكواكب، بما فيها تلك الموجودة في المناطق الصالحة للحياة.
التلكسوب الجديد جيمس ويب
يمتلك تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) درعاً عملاقة واقية من الشمس يقسمها إلى جزئين، جانب يواجه الشمس، وهو الذي سيشغل الجهاز، وجانب آخر للحفاظ على الأدوات في درجة حرارة التشغيل وهي -220 درجة، وهي درجة باردة بما يكفي للحد من تأثير حرارة التلسكوب نفسه على مشاهداته.
توجد بالتلسكوب مرآة أولية، أكبر 5 مرات من تلسكوب هابل، ما يعني أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي JWST سيكون قادراً على رصد أجسام أكثر خفوتاً وبعداً.
يكشف حرارة جسم بحجم النحلة
قوة تلسكوب JWST الكبيرة ستعني أيضاً أنه يمكن رؤية الكواكب بمزيد من التفصيل، ما سيسمح للعلماء بالبحث عن الأغلفة الجوية والمواسم وحتى الطقس أو علامات الحياة. قال ماثر إن التلسكوب سيُغطي “سبعة أضعاف المساحة” التي يغطيها هابل، وسيمتلك قوة تكفي للكشف عن حرارة جسم في حجم النحلة على سطح القمر.
يقول ماثر: “نريد أن نعرف ما إذا كان هناك كوكب عليه ما يكفي من الماء لوجود محيط، ونعتقد أن بإمكاننا أن نفعل هذا”.
سيمتلك التلسكوب الجديد أدوات للأشعة تحت الحمراء، لعكس وتجميع موجات الأشعة تحت الحمراء، ما يعني أنه يستطيع النظر إلى وقت أبعد في الماضي، إلى النجوم والمجرات التي تندفع بعيداً في الكون الواسع، والتي استغرق ضوؤها مليارات السنين الضوئية للوصول إلى الأرض. أُزيح ضوء تلك النجوم إلى نطاق الموجات الحمراء (redshifted) ودخل في طيف الأشعة تحت الحمراء، خارج نطاق رؤية تلسكوب هابل.
عامان اختبارات لتلسكوب
سيخضع التلسكوب الآن لعامين من الاختبارات قبل الإطلاق المُخطط له في عام 2018. وعلى عكس تلسكوب هابل، سيتم إرساله بعيداً حيث لا يستطيع رواد الفضاء إصلاحه، وقالت ناسا إنها ستختبر JWST أولاً لـ”بيئات الصوت والاهتزاز العنيفة” المصاحبة لإطلاق الصواريخ، بما فيها اختبارات لقوى أكبر 10 مرات من الجاذبية وانفجارات الصوت لمحاكاة انفجارات الصواريخ. ثم سيختبرون الظروف التي سيواجهها تلسكوب JWST خلال أسبوعين من إطلاقه في الفضاء.
فهم إمكانياته الحقيقية
في شهر فبراير القادم، سيرسله العلماء إلى غرفة في مركز جونسون الفضائي، حيث يمكن خفض درجة الحرارة إلى -220 (حوالي -370 فهرنهايت)، وقال بولدن إنه مُصمَّم للصمود أمام الاصطدام مع الحطام الفضائي والثقوب الصغيرة في المرايا، وإن التلسكوب سيحتاج إلى ستة أشهر في الفضاء قبل أن يكون جاهزاً للعمل.
وأضاف بولدن، أن العلماء يحتاجون إلى “فهم إمكانياته الحقيقية هنا على الأرض”، لتجنُّب اكتشاف “أننا لا نملك القدرة على فعل ما كنا نظن أنه سيكون قادراً على فعله، كما حدث مع هابل”.
كان من المفترض أن يتم إطلاق تلسكوب JWST في عام 2014، ولكن الكونجرس كاد أن يُلغي المشروع في عام 2011، بسب التأخير ومشاكل الميزانية.
يقول ماثر: “كانت أهم الدروس المستفادة من هابل، أنه إذا كنت تهتم حقاً بشيء، فعليك التحقق منه مرتين على الأقل”، منوهاً إلى الإصلاحات التي وجب على رواد الفضاء إجراؤها بعد إطلاقه.
قال بولدن، إن التلسكوب سيساعد العلماء على رؤية النجوم والكواكب من أقرب لحظة في الكون. وأضاف في بيان لاحق: “كانت ناسا دائماً تسعى لكشف أسرار الكون، لمعرفة من أين أتينا، وإلى أين نحن ذاهبون، وما إذا كنا وحدنا في الكون”، وتابع: “نحن نبني تلسكوب جيمس ويب الفضائي للإجابة عن هذه الأسئلة الموجودة منذ القدم”.

مزمز


‫2 تعليقات