عالمية

موناليزا الحرب الأفغانية تعود لوطنها بقرار محكمة


قررت محكمة باكستانية، الأحد، ترحيل الفتاة الأفغانية، ذات العينين الخضراوين الحزينتين التي ظهرت صورتها على غلاف مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” في عام 1985 وأصبحت من أشهر الصور المتميزة حول العالم.

واعتقلت شربات جولا، التي حصلت صورتها المتميزة التي التقطها المصور ستيف مكوري على لقب “موناليزا الحرب الأفغانية”، بتهمة التزوير في منزلها بمدينة بيشاور شمال غربي باكستان يوم 27 أكتوبر.

واتهمت إسلام أباد فتاة الغلاف الشهيرة بعد عامين من التحقيقات، باستخدام أوراق هوية مزورة طلبتها في بيشاور عام 2014، وهي واحدة من آلاف اللاجئين الذين اضطروا لاستخدام هويات مزورة للعيش في باكستان.

ويوم الجمعة الماضي، أقرت جولا بذنبها، وقال محاميها إن المحكمة قضت بحبسها 15 يوما، مضى منهم 11 يوما منذ اعتقالها، فضلا عن تغريمها 110.000 روبية باكستانية (حوالي 1.319 جنيه استرليني)، مشيرا إلى أنه تقدم بطلب للمحكمة للإفراج عنها لأسباب إنسانية.

وأكد مسؤول في القنصلية الأفغانية في بيشاور أن الغرامة دُفعت، وأن إطلاق سراح جولا سيتم الاثنين، وسترجع إلى وطنها بطريقة مشرفة.
موناليزا بأربع أطفال دون زوج

وسيعود مع جولا، المريضة بالتهاب الكبد الوبائي، إلى أفغانستان أطفالها الأربعة، وكان زوجها قد تُوفي منذ عدة أعوام.

والمفارقة أن الفتاة التي كانت صورتها رمزا للاجئين الأفغان، ستتوجه رغماً عنها إلى بلادها التي تطحنها الحرب مرة أخرى بعد أن فرت منها قبل عقود.

وهربت عائلة جولا إلى باكستان إلى جانب الآلاف من العائلات الأفغانية عندما غزت قوات الاتحاد السوفيتي أفغانستان عام 1979.

وبدأت الحكومة الباكستانية العام الماضي حملة إجراءات صارمة على اللاجئين الأفغان، الذين يزعم أنهم استخدموا وثائق مزورة للحصول على الجنسية الباكستانية، وهنا ظهر اسم جولا على السطح.

وأعلنت إسلام أباد أنها تعتزم إعادة كل اللاجئين الذين يقدر عددهم بـ 2.5 مليون لاجئ إلى أفغانستان، لأنهم أصبحوا عبئا “لا يحتمل” على الاقتصاد.

موناليزا الأفغان تغادر المحكمة في بيشاور – فرانس برس
صورة رائعة.. ومشاعر معقدة

والتقط المصور مكوري وجه جولا في ديسمبر 1984 عندما كانت لاجئة في الثانية عشرة من العمر في مخيم على الحدود الباكستانية الأفغانية، ثم ظهرت الصورة على غلاف مجلة “ناشونال جيوغرافيك” في يونيو 1985 واستخدمت على نطاق واسع في التعبير عن محنة اللاجئين.

ولم يكن مكوري يعلم اسمها، ورغم رحلاته المتكررة للمنطقة لم يتمكن من تعقبها، وأخيرا وجدها بعد 17 عاما في بيشاور عام 2002.

وقال إن روعة صورتها تكمن في مزيج المشاعر المعقدة على وجهها من خوف وصدمة وبريق وتحد.

العربية نت