منوعات

دجال يكشف بعض الحيل التي يمارسها في خداع الناس


على غير عادة الدجالين وأهل الشعوذة الذين غالباً ما يرفضون الخوض في تفاصيل عملهم وافق “ش” وهو رجل في العقد الخامس من العمر، مربوع القامة قوي البنية يجلس في طرف قصي من السوق الشعبي، ويضع أمامه فرشة على الأرض عليها مجموعة من الأدوات الغريبة والأعشاب وعسل النحل .. وافق “ش” بعد جهد جهيد أن يكشف لي بعض الحيل التي يستخدمها الدجالون في خداع الناس، واشترط علي ألا أذكر اسمه ولا التقط له صورة .. وأصر بإلحاح أنه لا يمارس هذا العمل إطلاقاً ويعتمد على معالجة الناس بالأعشاب العادية التي اكتسب معرفتها من جده لجهة والده.
حيلة
يقول (ش) عادة أضع في جيبي مجموعة من أغطية الكريستال التي أضع عليها من الداخل مادة ملونة واختار اللون الأحمر عادة، وتبدأ الحيلة عندما يحضر إلي الشخص المريض الذي أدخل معه في نقاش حول المشكلة التي يعاني منها وأوجه إليه أسئلة كثيرة من نوع (بتقرا .. متزوج … ساكن مع أهل مرتك.. في زول بكرهك ..الخ) ثم أطلب من هذا الزبون أن يذهب إلى أحد البقالات ويحضر قارورة موية صحة .. وعادة أصر على أن يحضرها بنفسه حتى لا أترك له مساحة للشك، وعندما يأتيني بقارورة (موية الصحة) أقوم بتوجيه انتباهه إلى شيء آخر لأقوم بتغيير غطاء (موية الصحة) بواحد من الأغطية الموضوع بداخلها اللون الأحمر، وأطلب منه بعد ذلك أن يضع القارورة في جيبه ويجلس بالقرب مني لمدة تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة، بعدها أطلب منه إخراج القارورة التي سيكون لونها قد تحول إلى الأحمر القاني. وهنا أخبر الزبون بأن هذا هو العمل قد خرج من جسده إلى الماء الموجود في القارورة، وأطلب منه أن يقذف بها بعيداً في مكان لا يوجد فيه ناس .. وهكذا أقول للزبون بأنه الآن أصبح معافى وقد أخرجت منه كل العوارض والعمل المعمول له .
حيلة أخرى
بعد ممانعة ومساومة استمرت لوقت طويل مع (ش) وافق أن يعطيني حيلة أخرى من حيل الدجالين التي يستخدمونها وقال لي .. بعد أن يشرح المريض مشكلته إن كانت عارضاً أو سحراً أو عملاً معمولاً له .. أحضر ورقة بيضاء وأكتب عليها بريشة أغمسها في عصير الليمون وأكتب عليها بعض الرموز والحروف والأشكال العشوائية، وهي طبعاً لا تظهر على الورقة لأن الليمون حمضي وأحرص على عرضها على الزبون حتى يتأكد أنها بيضاء ولا يوجد عليها أي كتابة .بعدها أقوم بتغليف الورقة وأعطيها للزبون وأطلب منه أن يحمل الورقة أينما ذهب في صحوه ونومه ولا يفارقها أبداً، وأن يحضر إلي بعد أسبوع .. وعند حضوره بعد الأسبوع أطلب منه أن يعيد إلي الورقة وعادة وبسبب ملامسته للورقة ودرجة حرارة جسمه تظهر الرموز والحروف التي كتبها على الورقة بلون بني خفيف، وأقوم بعرضها على المريض موهماً إياه بأن هذا هو العمل قد خرج من جسده وظهر على الورقة.
فشل
لم أترك جهداً ولا أسلوباً لإقناع (ش) بأن يجود علي بمزيد من حيل الدجالين، إلا أنه تهرب ومانع بشدة وتحجج بأنه ذاهب إلى مريض ينتظره منذ الصباح ولا يمكن أن يتأخر أكثر من ذلك، وبعد جهد أخذت منه وعداً بأن أعود إليه يوم غدٍ لمواصلة الحديث عن حيل الدجالين إلا أنني ذهبت إلى محله في اليوم التالي ولم أجده. وعدت في يوم آخر ولم أجده، وسألت أصحاب المحلات القريبة منه وقالوا إنهم لا يعرفون عنه شيئاً.

المجهر السياسي