عثمان ميرغني

من شر عابث.. إذا عبث..!!


الأستاذ مهدي زين.. المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.. كتب قبل نحو عام كامل مقالاً في الأسافير- ربما- لم تقع عليه أعين الكثيرين.. لكن تشاء المقادير بعد نشر المقال بأسبوع أن صدر قرار تعليق صدور صحيفة التيار في منتصف شهر ديسمبر من العام الماضي 2015..
شخص ما.. اقتلع اسم مهدي زين من المقال، ووضع في صدره عبارة (المقال الذي كتبه عثمان ميرغني وبسببه أوقفت صحيفة التيار)!.
في الحال انطلق المقال بوميض عبارة (المقال الذي بسببه أوقفت صحيفة التيار) بسرعة الضوء ليعم القرى والحضر.. فالممنوع مرغوب.. والكل يريد أن (يتمتع بدهشة) الممنوع..

ولم يكن في يدي- حينها- غير إطلاق رسالة مضادة في الأسافير تنفي نسبة المقال لي.. وأنه لم ينشر في التيار.. بالتالي لم توقف التيار” بسببه.. لكن النفي- دائماً- يركب على ظهر سلحفاة عرجاء.. ويثقل على الأنامل التي تعيد نشر المقال المنسوب زوراً لي.. تكبد مشاق إعادة تدوير النفي بنفس الهمة والحماس..
الأستاذ مهدي زين تطوع من تلقاء نفسه، وكتب مقالاً ثانياً أكد فيه أنه صاحب المقال المنسوب لي.. وبرأ ساحتي بكلمات واضحة.. بل– مشكوراً- قال إن من وضع اسمي على المقال قصد منه إلصاق تهمة بشخصي..

على كل حال، النفي الذي صدر مني.. ثم النفي الذي تفضل به كاتب المقال الحقيقي لم يكن كافياً ليصل إلى كل الذين وصلهم المقال (المفبرك).. وقبل أن نرتاح من رهق النفي وتوابعه الثقيلة.. إذا بمقال ثانٍ يطفو على سطح الأسافير.. هذه المرة هو “عمود” صحيح كتبته أنا قبل نحو خمس سنوات.. لكن بكل ذكاء اُنتزعت منه عبارات وحُشِرت إليه أخرى ليخرج عن المعنى الذي أقصده وليؤدي هدفاً معلوماً ومقصوداً.. فأسرعت بنشر نفي في اليوم التالي مباشرة.. ومع هذا تطوع بعض الزملاء كتاب الأعمدة في التعليق على المقال وكأنه حقيقي.. رغم أنف النفي..
الآن ومن نحو أسبوع.. يدور في الوسائط- بالتحديد- في شبكة (الواتساب) نفس المقال الذي كتبه– قبل عام كامل- مهدي زين.. محذوفاً اسمه وموضوعاً في صدره العبارة التي تقول إنه (المقال الذي بسببه أوقفت التيار).. وتحتها اسمي أنا..

صحيح أن غالبية القراء الكرام– وبعد عشرين عاماً من الكتابة الراتبة لعمود حديث المدينة- لديهم القدرة وبسهولة على اكتشاف أن الأسلوب لا علاقة له بأسلوبي.. لكن مع هذا فإن آخرين كثر.. انطلت عليهم الخدعة فأرسل لي بعضهم يستفسر عن حقيقة المقال.. وربما أكثر منهم سكتوا والتقموا الطعم..
بصراحة لا أعلم ما الهدف.. ومن صاحب المصلحة في ترويج مثل هذه الأكاذيب وتلفيق مقال لا علاقة لي به.. ووضع اسمي عليه؟؟.
ولا أعلم.. هل تلفيق مثل هذا المقال.. هو (وفد مقدمة)؟ أم مجرد عبث إسفيري يستحق أن نستعيذ منه ونقول (من شر عابث إذا عبث؟!).

صحيفة التيار