مزمل ابو القاسم

قاسموه المُر كي يحترمكم


من يحاولون تبرير ارتفاع كلفة الإنفاق الحكومي بأنها تأتي خصماً على فاتورة الحرب المكلفة، ويحاولون تفسيرها بأنها تمثل لازمة ضرورية لتوسيع ماعون المشاركة السياسية، سعياً لإنهاء النزاع المسلح، نقول لهم إن الشعب الذي امتدحتم صبره، وتغنيتم بحسن تقبله لسياسات رفع الدعم المؤلمة، وأشدتم بعدم خروجه إلى الشوارع رفضاً لها، يستحق منكم معاملةً أفضل، وحجةً أنصع من التي تستخدمونها معه حالياً.
* بذل المناصب للمعارضين والمنشقين من الحركات المسلحة لم يحقق للشعب سلاماً، ولم يطفئ نيران الحروب المستعرة، بقدر ما أنهك جسد الوطن، وأضعف اقتصاده، وأفقر مواطنيه، على حساب من تمتعوا بنعيم (الميري) وامتيازاته ومخصصاته الضخمة.
* لا كسبت السلطة بتلك السياسة سلاماً، ولا أطفأت بها ناراً، ولا مزقت فاتورة الحرب، ولا قلصت حجم إنفاقها الأمني، بقدر ما أنهكت الاقتصاد، وأضعفت الإنتاج، وأثقلت على المواطنين، وأفقرتهم أكثر.
* من تتغنون بصبرهم، وتمتدحون تفهمهم لقراراتكم المؤلمة يستحقون منكم تقييماً أعلى، وتقديراً أفضل من كلمات الإشادة الفضفاضة، التي ما وفرت لجائعٍ لقمة، ولا أقامت أود طفلة فقدت والدها، ولا عوضت أرملة ثكلى عن مرارة رحيل رب الأسرة.
* تقييم الصابرين على الأذى، المتقبلين لجحيم الغلاء، ورد الجميل للقابضين على جمر المعاناة، برغم شدة عوزهم، وقلة حيلتهم، وهوانهم على الأسعار، يتم بالإسراع في توفير الخدمات الأساسية لهم، وبالعناية بمعاشهم وصحتهم وتعليمهم ومواصلاتهم، وبتوفير المياه النظيفة والإمداد الكهربائي الدائم لهم.
* هذا الشعب الصبور يستحق معاملة أفضل من سلطةٍ تعجل بالزيادات، وتبطئ في تقديم الخدمات.
* تم إعلان الحزمة الأخيرة ليلاً وطبقت بعد أقل من ساعة، أما زيادات الأجور فتتطلب من الموظفين في الأرض صبراً يمتد شهراً أو شهرين!
* رفع الدعم فوري، والحوافز مؤجلة.
* زيادة أسعار الكهرباء على عجل، وتوفير الإمداد على مهل.. مضاعفة فاتورة المياه بنسبة مائة في المائة لم تقترن بتوفير الماء للمواطنين، حتى بعد مرور قرابة عام على الزيادة الموجعة.
* لا تراهنوا على تقبل شعبكم لسياسات رفع الدعم كل مرة، لأن للصبر حدوداً.
* لا تصيخوا السمع إلى أرقام أفندية المالية الجامدة المتحجرة، من دون أن تصطحبوا معها أحاسيس المحرومين، وآلام الجوعى، ومعاناة الفقراء، في دولة يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر.
* كرموا شعبكم الأبي وحفزوه على صبره وجلده وقوة احتماله بحسن معاملته، وردوا له الجميل بتوفير حاجاته، واجتهدوا لتخفيف معاناته بياناً بالعمل.
* إن صبر عليكم اليوم وتفهم منطقكم مرة فلن يصبر عليكم كل مرة، وإذا أفلح في تحمل أوجاع الغلاء ساعة فلن يطيقها كل ساعة.
* شاركوه المعاناة، وقاسموه (المُر)، ودللوا على أنكم تحترمون آلامه، وتقدرون صبره وتفهمه بتخفيض كلفة الإنفاق الحكومي، كي يشعر بأنكم تحترمون منطقكم.. ويستوثق من أنكم تقاسمونه ظرفه الصعب.
* نسبة 10 % التي أعلنتموها لا تكفي لتأكيد أنكم تشاركون شعبكم معاناته.. اخجلوا حبة.. وزيدوها شوية!!

مزمل ابوالقاسم – للعطر افتضاح
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد