مقالات متنوعة

الخرطوم وترامب


٭ سرعان ما تطايرت في مواقع التواصل الاجتماعي، الطرائف والتعليقات الساخرة لفوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية ، كان أكثرها (سخافة وبياخةً) ، هو فرار عدد من الرجال العرب وهم في حالة ذعر وترامب يلاحقهم.
٭ جاء ذلك الاعتقاد من خلال الحملة الانتخابية الرعناء للرجل الذي خذل الرأي العام الأمريكي وصحافته ومحلليه السياسيين الذين استبعدوا فوزه، خاصة وأنه ليس بسياسي ولم يسلك يوماً طريقها الوعر.. وإنما انغمس في كل حياته في المال والأعمال واللهو والفنادق والملاهي .. وربما (حاجات تانية)، وعندما ترشح أطلق عليه البعض لقب (المعتوه)..

٭ بدأت حالة من التشاؤم ليس في السودان فحسب، بل في كثير جداً من الدول العربية، وقد أنفقت وقتاً طويلاً صباح أمس متنقلاً بين القنوات الفضائية بالمنزل، وأكملت الأمر بالمكتب عبر المواقع على الشبكة العنكبوتية.
٭ لكن بكل حال لن يحدث للسودان من قدوم الرجل، أسوأ مما لحق بنا في ولايتي أوباما الذي هلل الجميع لوصوله سدة الحكم، لم يذق السودان خيراً في عهد أوباما بل كان الأسوأ.
٭ ليس من طامة أكبر من انفصال الجنوب .. ليس الانفصال في حد ذاته بل خداع إدارة أوباما للحكومة بالخرطوم عندما قدمت الانفصال، (على طبق من ذهب دون مقابل فلم تجد الأحد بعد أن قدمت كل أيام الأسبوع.
٭ ثم أكرم أوباما الحكومة مؤخراً بتجديد العقوبات، واشتعلت المنطقة العربية بسبب سياسات بلاده ودونكم سوريا التي احترقت، وضياع ثورات الربيع العربي التي كانت خارج طوعهم فدمروها.

٭ وبالتالي مهما كان ترامب فلن يكون بأسوأ حالاً من أوباما .. لكن ربما يكون عهده أخف وطأة على الحكومة، على الأقل أن خطاب فوزه كان معتدلاً، ولا مقارنة بينه والتهريج الذي صاحب حملته الانتخابية.
٭ بالأمس تابعت مقطع على (واتساب)، يظهر من خلاله ترامب في صورة المتفلت والمشاغب، في حلبة مصارعة وهو يطرح رجل ارضاً بمحازاة الحلبة ثم يعاونه رجل مفتول العضلات ويقوم ترامب بحلاقة شعر رأس الرجل الضعيف.
٭ لن يحلق ترامب للسودان، لأن أوباما لم يترك له شعراً ليحلقه، وبالتالي لا خوف من مجيء ترامب أو غيره حتى لو لم يكمل ولايته، وهذا متوقع مع شخصيته المتقلبة والصعب التكهن بخطواتها القادمة.

٭ قد يقول قائل إن السياسة الامريكية ثابته لا تتغير بتغير الشخوص، ولكن هل هذا الحديث سيظل ثابتاً؟؟ بالطبع لا، لسبب بسيط أن ترامب وصل للبيت الأبيض بطريقة مختلفة جداً عن التي وصل بها كل سابقيه، ولعل ثقة الناخب الأمريكي له تعني أن واقعاً جديداً تعيشه الولايات المتحدة.
٭ إن حديث ترامب السالب والعدائي تجاه الإسلام والمسلمين لن يتنزل على أرض الواقع، فما من قوة على الأرض تستطيع معاداة الإسلام والمسلمين الذين انتشروا في كل بقاع الأرض، وفيهم من منح ترامب صوته.
٭ على الحكومة أن تمضي وبثقة في ترتيب أوراقها للتعامل مع إدارة ترامب .

إذا عرف السبب – اسامة عبد الماجد
صحيفة آخر لحظة