منوعات

زوجة تطلب الخلع :”البيه مش رومانسى”


على بعد أمتار من قاعة المداولة بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، وقفت الزوجة العشرينية بثيابها الأنيقة،عاقدة ذراعيها، ومعلقة عينيها المستترتين خلف عدسات نظارتها الشمسية بباب القاعة الخشبى فى انتظار بدء جلسة دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها بعد عام من الزواج بسبب نسيانه لعيد زواجهما الأول.

تقول الزوجة العشرينية فى بداية روايتها:”طوال عمرى كنت أحلم برجل أذوق على يديه لذة العشق، وأعيش معه قصة حب كتلك التى كنت اقرأ عنها فى الروايات، وعندما التقيت بزوجى فى إحدى المناسبات، وتجاذبنا أطراف الحديث، حدثت نفسى بأنه ربما يكون الشخص الذى أبحث عنه، كان وسيما، ورقيقا فى تعامله معى، وكلامه منمق وموزون بميزان العقل، وعندما أبدى رغبته فى الزواج منى قبلت دون تردد، ولم أمهل نفسى فرصة كافية حتى اتعرف على طباعه وأدرسها جيدا، لكن كيف كان لى أن أرفض عريس بهذة المواصفات، فعلاوة على ما سبق كان زوجى ينتمى إلى عائلة ميسورة الحال، وناجح فى تجارته بشهادة الكافة، وسيسكنى فى فيلا بإحد الأحياء الراقية، وساتنقل معه بين بلدان العالم، ولم تمر سوى أشهر معدودة حتى تمت مراسم الزفاف “.

تواصل الزوجة الشابة حديثها بنبرة مجروحة:”وما أن أغلق علينا باب واحد حتى أدركت أن حساباتى كلها كانت خاطئة، وبدأت اصطدم بطباع زوجى التى لا تعرف سوى الحديث عن المال والأرصدة فى البنوك والعقارات، وبت أقضى معظم أوقاتى وحيدة، مشتاقة إلى كلمة أشعر بها أننى فى قائمة اهتمامات زوجى الذى كان غارقا طوال الوقت بين أوراقه وأعماله، وأننى لست مجرد قطعة ديكور موجودة بالبيت، ورغم ذلك صبرت وحاولت كثيرا أن ألفت انتباهه لما اعانيه بسبب إهماله وانشغاله عنى ونسيانه لمناسباتنا الخاصة كعيد الحب ويوم ميلادى، وأحدثه بأن المال ليس كل شىء، ولا يمكن لنا أن نشترى به السعادة وراحة البال، وأن الحياة قصيرة وعلينا أن نعيشها، لكنه صم أذانه عنى ولم يبال بمعاناتى وبمشاعرى، واتهمنى بعدم المسئولية”.

تنهى الزوجة روايتها متعجلة فقد حان موعد جلستها:”وفى آخر مرة لنا معا، نشب بيننا خلاف بسبب نسيانه لعيد زواجنا الأول، وعلى أثره تركت له البيت، وطرقت أبواب محكمة الأسرة طالبة تطليقى منه طلقة بائنة للخلع، بعدما أيقنت أنه لن يتغير مهما حدث، فالجفاء راسخا فى قلبه، أعلم أن البعض قد يصفنى بأننى فتاة مدللة، وقد يتهمنى آخرون بالسطحية والتفاهة، لكن لو عانوا مثلى من الإهمال، واحترقوا بنار الوحدة، وعاشوا على هامش حياة شركاء حياتهم، كانوا قدروا حجم مأساتى والتمسوا لى العذر”.

صدى البلد