عثمان ميرغني

قولوا.. آمين!!


حديث المدينة الخميس 10 نوفمبر 2016

دونالد ترمب حقق المفاجأة.. لم تكن المفاجأة أنه اخترق وخرق كل التوقعات ودخل البيت الأبيض.. لا.. بل المفاجأة كانت في أول خطبة له بعد الفوز.. فقد اتضح أنه(عاقل) !! في كامل لياقته العقلية..
أول كلمة وجهها إلى الشعب الأمريكي شكر غريمته “كلينتون” التي يما ما شتمها في حلبة الملاكمة الانتخابية.. ووصفها بأنها خدمت بلادها وقدمت لها لأمريكا الكثير.. وقال لهم (أنا رئيسكم كلكم.. وليس من انتخبني فقط).. بل واستخدم عبارة غاية في الذكاء.. إذ قال للشعب الأمريكي إن السباق الانتخابي ومشاكساته وخلافته كلها في مربع التنافس.. والآن عدنا إلى الاتحاد تحت كلمة راية واحدة ووجدان واحد..
لكن المُفاجأة الأكبر القادمة – على الأقل بالنسبة لنا هنا في السودان – سيكتشف الناس أن أمريكا لا يحكمها الرئيس مهما كان عبقرياً أو مجنوناً فهي دولة مؤسسات.. تعتصر العقول لتبني بها الدولة.. فها هو ترامب الذي أرهق الإعلام بمشاغباته وحركاته.. من أول خطاب بعد إعلان الفوز.. يتحول إلى رجل آخر.. إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
نحن هنا في السودان في حاجة لاستلهام نموذج أمريكا.. أن ندرك ونؤمن أنّ المُؤسّسات (الصورية) التي لا تملك غير (آمين) ترددها في خشوع لا تصنع وطناً قوياً ولا رشيداً.. وفي المقابل فإن المؤسسات القوية التي تعبر عن نفسها بلا أدنى مجاملة أو تجمل هي التي تمنح الرأي الآخر الحصيف.. ما معنى أن يكون لنا برلمان هو ليس إلا صدى السلطة التنفيذية.. وما معنى أن يكون للحزب الحاكم مجلس شورى يكبِّر فرحاً عندما يسمع نداء رفع الأسعار.. المؤسسات ليست بلافتاتها وأسماء عضويتها ومقارها ومكاتبها وسياراتها وبقية لوازم الجاه.. بل بقدرتها على أن تمارس دورها بكل اعتداد دون رعبٍ ولا رهبٍ..
نحن لسنا في حاجة لمنصب رئيس وزراء.. ولا لحكومة (حوار وطني) ولا لمضاعفة عضوية البرلمان.. نحن، فقط، في حاجة ماسة لمؤسسات حقيقية قادرة وراغبة في ممارسة فضيلة امتلاك الضمير.
بدون ذلك سنظل أمة على قارعة الطريق تنتظر (محاسن الصدف)..
اللهم أجعل لنا ديموقراطية.. مثل ديموقراطيتهم..
اللهم أجعل لنا دولة.. مثل دولتهم..
اللهم أجعل لنا مؤسسات مثل مؤسساتهم..
اللهم أجعل لنا حقوق إنسان.. مثل حقوق إنسانهم!
قولوا.. آمين..!!

صحيفة التيار


تعليق واحد

  1. و لكن متى وكيف يتعلم هذا الديناصور الأرعن المسمى بالبشير كيفية تداول السلمى للسلطة – فقد تبادل و وتولى خلال فترة حكمة البائسة و الكالحة خمسة من الرؤساء الامريكان ( ريجان – بوش الأب – كلينتون – جورج بوش – اوباما و الان ترامب ) و هو مازال يتراقص كالمعتوه على جثة الشعب الذى قتله قهرا و فسادا و فقرا ..اللهم أسحقه و لا تزر منه أثرا ..