عالمية

من هو وليد فارس؟


يعد الأستاذ الجامعي الأميركي لبناني الأصل وليد فارس كبير مستشاري حملة ترامب للأمن القومي ومحاربة الإرهاب وشؤون الشرق الأوسط. يوصف بأنه من صقور المحافظين الجُدد، وبالنظر إلى أهمية الدور الذي قام به في الحملة، فمن المرجح أن يكافأ بمنصب في البيت الأبيض.

من هو وليد فارس

هاجر فارس (58 عاماً) إلى الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية اللبنانية، إذ كان وقتها عضواً في حزب “القوات اللبنانية” الماروني الذي يقوده سمير جعجع.

حصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة ميامي، ومنذ ذلك الحين وهو يكتب التقارير للكونغرس الأميركي، والبرلمان الأوروبي، ومجلس الأمن بالأمم المتحدة، حول مواضيع متعلقة بالأمن القومي ومنظمات المجتمع المدني والديمقراطية ونزاعات الشرق الأوسط.

ويعمل فارس حالياً عميداً لجامعة بيروت العربية بواشنطن، وخبيراً في الشرق الأوسط والإرهاب لدى شبكة Fox الإخبارية، بحسب ما ذكر موقع Step Feed الأميركي.

ورغم سيرته المثيرة للإعجاب، فإن وجهات نظر فارس من الإسلام وماضيه المشحون سياسياً أثارا لغطاً.

تاريخ مستشار ترامب

في العام 1980، كان وليد فارس يقوم بتدريب الميليشيات اللبنانية على المعتقدات التي تبرر الحرب على طائفتي المسلمين والدروز بلبنان. كان ابن مدينة بيروت وقتها – طبقاً لزملائه -، يؤيد الفكرة المتشددة لانفصال المسيحيين بلبنان في دولةٍ مستقلةٍ بهم.

ويظهر فارس في إحدى الصور التي حصلت عليها موقع Mother Jones، وهو يقيم مؤتمراً صحافياً عام 1986 لحزب القوات اللبنانية، الذي كان الحركة الأم للميليشيات المسيحية المتهمة بارتكاب الكثير من الأعمال الوحشية وقتها.

وكان فارس أيضاً مستشاراً مقرباً لسمير جعجع، أحد الشخصيات الرئيسية بالحرب الأهلية اللبنانية، والذي انتقل من قيادة فرق الاغتيالات إلى قيادة مقاتلي حزب القوات اللبنانية، بحسب ما ذكر تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.

ظهر حزب القوات اللبنانية في العام 1978 كمنظمةٍ رئيسية تتجمع تحتها مختلف الميليشيات المسيحية. وطبقاً لزملائه وقتها، أصبح فارس أحد أكبر منظري المجموعة، وكان يعمل بشكلٍ وثيق مع القسم الخامس للقوات اللبنانية، وهي الوحدة المسؤولة عن الحرب النفسية.

ماضٍ مثير للجدل

في السنوات التالية، استمر فارس في القيام بدورٍ رئيس في التدريب النفسي الذي يحظى به مقاتلو القوات اللبنانية. فرغبة جعجع في تطوير الميليشيات التي يقودها جعلته يؤسس مدرسة خاصة لتدريب الضباط على الأيديولوجية بجانب التدريبات العسكرية. ومع أن هذه الفصائل اللبنانية طائفية بطبيعتها، إلا أن جعجع أراد أن يجعل الدين هو السمة المميزة للقوات اللبنانية. وهو ما جعله يلجأ لوليد فارس.

وطبقاً لنيسي – أحد زملاء فارس السابقين -، فإن جعجع أراد تحويل هذه القوات من مجرد ميليشيا إلى جيشٍ مسيحي. وكان وليد فارس مسؤولاً عن تدريب الضباط الكبار على فكر وعقيدة قواته.

وبينما لم يلعب فارس دوراً مباشراً في جرائم العنف التي ارتكبتها القوات اللبنانية، إلا أنه كان أحد المُنَظِّرين الذين ساهموا في خلق هذه البيئة المليئة بالفظائع الوحشية.

وكان من أبشع الجرائم في هذا الوقت مجزرة مخيمات صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين ببيروت، والتي ارتكبتها ميليشيات حزب الكتائب اليمينية المسيحية وقامت بقتل مئات الفلسطينيين والشيعة اللبنانيين، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.

وتبدو أفكار وليد فارس وأيديولوجيته سطحيةً في بعض الأحيان، كما ظهر في حديثه في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2015 على شبكة Fox News، حين اتهم أوباما بالتوسل للمحور الإيراني – السوري، الذي كان فارس يعارضه بشدة خلال الحرب الأهلية بلبنان.

وطبقاً لتعليق محمد بزي – الصحافي الأميركي اللبناني الأستاذ المشارك بجامعة نيويورك -، لم تكن أي من هذه الطوائف المتصارعة بلبنان بريئة، بغض النظر عن عقائدها. ولكن طبقاً لقوله فإن “فارس كان جزءاً من عالم القوات اللبنانية وقوات حزب الكتائب، عندما كانت ميليشيات عنيفة تقتل اللبنانيين الآخرين والفلسطينيين”.

ويضيف بزي، “المهم ألا نسمح لشخصٍ مثله بالانفصال عن تاريخه. الناس يتغيرون بالفعل ويتغير تفكيرهم، ولكن وليد فارس لم يضطر حتى الآن للاعتراف بماضيه وتبريره”.

اختزال الإسلام في الإرهاب

رغم تاريخه المسيحي الماروني الطويل، فيبدو أن دونالد ترامب يظن وليد فارس مسلماً! حيث أشار موقع Mother Jones إلى أنه أثناء مقابلة صحافية على Fox News، لم يصحح الرئيس الأميركي المنتخب تأكيد مضيفه على أن فارس مسلم، مرتين.

ينظر لفارس على نطاق واسع بأنه متشدد “يختزل الإسلام في الإرهاب”، ويتعرض لهجوم مستمر من مجموعات الدفاع عن حقوق المسلمين. فقد تكلم فارس وكتب ضد الشريعة الإسلامية، وحذر من جماعات إسلامية سرية تسعى لتطبيق الشريعة في الولايات المتحدة.

وبحسب موقع “نيو ريبابليك”، فقد دعي فارس إلى الكونغرس، بصفته شاهداً خبيراً، وذلك في جلسة استماع حول أخطار الشريعة. لكن الممثل الجمهوري لنيويورك، بيتر كينغ، سرعان ما سحب دعوته، بناءً على شكاوى تلقاها من جماعات مسلمة.

وعندما سئل فارس في مقابلة صحافية مع Daily Caller حول اقتراح ترامب بفرض حظر تام على دخول المهاجرين المسلمين إلى أميركا، لم يؤيد ذلك الحظر بشكل مباشر، وإنما برره بطريقة مسهبة نوعاً ما.

وقال فارس، “بشأن هذا الموضوع، إذا لم تكن لديك وسيلة لتمييز الجهاديين عن غيرهم، فسوف نحظى بالمزيد من إراقة الدماء. إن رد فعل ترامب المتمثل في تلك السياسة كان رد فعل أصيلاً ورمزياً يهدف إلى بدء ذلك النقاش حول الحاجة إلى تعديل في السياسة الخارجية واستراتيجية محاربة الإرهاب”.

وأضاف أن الحظر سيُرفع ما إن يضع المسؤولون استراتيجية خارجية جديدة لمكافحة الإرهاب حيز التنفيذ، تسمح بالكشف عن الجهاديين. لكنه قال لعمران جاردا، في مقابلة في قناة TRT World، بعد يوم من انتخاب ترامب، إن الحظر على المسلمين غير مطروح على طاولة النقاش.

وأكد أن تصريح حظر المسلمين، الذي أدلى به ترامب في شهر ديسمبر/كانون الأول 2015 “كان ينتمي إلى فترة زمنية مختلفة”، وأن ترامب، في المقابل، سيعمل عن قرب مع الزعماء العرب من أجل اجتثاث الجهاديين و”تضييق نطاق الحظر”.

من المهم ملاحظة أن فارس لم يكن وراء ذلك التصريح حول حظر المسلمين. ذلك أنه انضم إلى فريق حملة ترامب بعد شهور 3 من قيام الرئيس المنتخب بتصريحه.

لماذا ترامب؟

أجاب فارس عن ذلك السؤال لموقع Daily Caller قائلاً، “بسبب التحديات المشتركة التي تواجهنا من قبل داعش وإيران التي حصلت على الشرعية والتي لا زالت لديها طموحات نووية. بإمكان دونالد ترامب أن يهز من مؤسسة السياسة الخارجية، وهذا ما سوف يفعله”.

وأضاف، “إن هيلاري كلينتون جزء من المؤسسة وقد فشلت عندما أسدت بنصيحة سيئة للرئيس أوباما، وأدخلت وزارة الخارجية في شراكة مع جماعات راديكالية، ومن ثم فليس هناك أي سبب لدعمها لمنصب الرئاسة”.

تصريحاته عن الإخوان

قال وليد فارس، في اتصال هاتفي مع قناة مصرية إن ترامب لديه رؤية خاصة بأن جماعة الإخوان “إرهابية”.

وأضاف فارس أن ترامب سيدعم مشروع القانون الذي يُدرج جماعة “الإخوان المسلمين” على قوائم الكيانات الإرهابية، موضحاً أنه إذا وافق الكونغرس على إدراج الإخوان على هذه القائمة سيوافق ترامب على الفور.

كما أثنى فارس على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معتبراً أن ترامب ينظر إلى السيسي ومصر نظرةً خاصة؛ لما يقوم به من محاربة للإرهاب.

هافينغتون بوست عربي