تحقيقات وتقارير

المواصلات.. مشادات كلامية بين الركاب والكماسرة.. تداعيات زيادة التعرفة


منذ إعلان رفع الدعم عن المحروقات وارتفاع تعرفة المواصلات بدأ الجدل بين المواطنين وسائقي وكماسرة المركبات العامة، ولم ينته حتى الآن، لرفض العديد من المواطنين الزيادة غير المبررة وفرضت عليهم دون سابق إنذار.
الحقيقة إن الزيادات أفرحت قلوب أصحاب المركبات العامة، ووضح للجميع الانفراج المفاجيء في أزمة المواصلات التي كنا نعاني منها جميعاً، وفي استطلاع لـ (اليوم التالي) مع بعض سائقي المركبات العامة وكماسرتهم كانت خلاصته الآتي:

الجميع تأثر بالقرار
اعتبر سائق مركبة عامة فضل حجب اسمه أن ما حدث من زيادة في التعرفة جاءت نتيجة لرفع الدعم عن المحروقات، وقال: “إن هذه الزيادة لم يتأثر بها الركاب وحدهم إنما تأثرنا بها جميعاً، فبدلاً من تموين العربة بالوقود بـ”150″ جنيها بتنا نمونها بـ”250” جنيهاً، مقابل الإيراد الضعيف للعربة الذي يتراوح بين “200 – 400” جنيه في اليوم”، وأضاف: لم يقف الأمر عند هذا الحد بل هناك حق الشارع والموقف وقطع الغيار، وأشار إلى أنه ليس هناك تقسيم للخط وإنما هناك تعرفة للخط، ومن مكان ما ركب المواطن عليه دفع التذكرة كاملة، وأضاف: لكن يمكن للكمساري التعامل مع الركاب وفق تقديراته الخاصة، فيما وصف أحد كمسارة المركبات العامة المواطن السوداني بـ”المستهبل”، وقال: “البخت رجله في العربية ساكت بشيل منه التعرفة كاملة”، وأضاف: “الماعندو ما يركب”، وهذه الزيادة لم نفرضها نحن، فرضتها حومتكم هذه.

عدم قناعة
لم تخل مركبة في اليوم من مشادة أو أكثر مع كماسرتها أثناء تنقلك اليومي من مكان لآخر، فبعد أن أقرت الحكومة بالزيادات لم يتوان أصحاب المركبات العامة أو سائقيها من تنفيذ القرار من الصباح الباكر إلا من رحم ربه، ولم يعترض المواطنون على التعرفة أو الزيادة رغم عدم اقتناعهم بها، ولكن من شهد أي مشادة كلامية في مركبة عامة كانت بسبب دفع.

حوار بين مواطن وكمساري
إليكم نموذج، في مركبة متجهة من الحاج يوسف إلى سوق ليبيا ركب خمسة شباب من كوبر ويريدون النزول في موقف الشهداء الجديد، دفع أحدهم “50” جنيهاً وأرجع له “22” جنيها، اعترض الشاب على استقطاع التذكرة كاملة سيما وأنهم لن يصلوا إلى نهاية الخط.
الكمساري: ما في باقي، دي التعريفة الجديدة.

الشاب: لكن نحن ما واصلين آخر محطة.
الكمساري: أنا شلت حقي، وما مشكلتي أنت ركبت من وين ولا نازل وين، وأنا بعرف المنشور.
الشاب: وينو منشورك دا، وريني ليهو.
وعندما أخرج الكمساري المنشور خطفه الشاب وقال للكمساري لن أرجعه لك إلا بعد إرجاع الباقي، وبعد الكثير من الحديث والهرج والمرج، وعند إصرار الشاب عدم إرجاع المنشور، هدد الكمساري بالذهاب إلى قسم الشرطة بدعوى أن المنشور حكومي، وعندها قال الشباب لنذهب إلى أي مكان، وبالفعل وقف سائق البص عند أقرب قسم شرطة بأم درمان، وهناك ألزم الشرطي الموجود الشباب بإرجاع المنشور، واحتوى الموضوع.

الخرطوم – التهامي من الله
صحيفة اليوم التالي