تحقيقات وتقارير

الكهرباء.. مخاوف من ارتفاع تكلفة الشراء


شكلت القرارات الاقتصادية التي تم إعلانها مؤخرا مخاوف عديدة من ارتفاع تكلفة شراء الكهرباء خاصة لذوي الدخل المحدود في القطاع السكني، وذلك بالنظر إلى إعلان وزير المالية بدر الدين محمود عن شروع الحكومة فعليا في رفع الدعم عن الكهرباء، وقابل المواطنون القرارات بتوجس كبير لأن رفع تعرفة الكهرباء سيلقي عليهم بالمزيد من المعاناة ،وسط رواتب ضعيفة وأسعار مرتفعة باستمرار لكل السلع والخدمات.

ولكن ووزارة الكهرباء أعلنت بعد ذلك عن تعرفة جديدة لشراء اكهرباء، استثنت فيها رفع الدعم عن القطاع السكني وبينت في بيان لها أن رفع الدعم تم لفئات الاستهلاك فوق حجم 800 كليو واط، أما أسعار دون تلك الكميات فستظل ثابتة كما هي دون زيادات.

وعقب ذلك كشفت الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء عن إلغاء نظام تحديد تاريخ معين خلال الشهر لشراء الكهرباء وفق الفئات المدعومة والذي كان يعمل به سابقا، ليصبح أول 800 كيلوواط / ساعة يتم شراؤها خلال أي يوم من الشهر بغض النظر ان تم شراءها في دفعة واحدة أو عدة دفعات، وأوضحت الشركة أن المواطنين الذين لم يتمكنوا من الشراء بالفئات المدعومة خلال الايام الفائتة حسب الجدول السابق، يمكنهم الآن الشراء بالفئات المدعومة حتى 800 كيلواط / ساعة في أي وقت خلال الشهر وبأيٍّ من نوافذ الشراء المتاحة من شركة التوزيع، أو تطبيقات البنوك عبر الموبايل، أو الصرافات الآلية، أو نوافذ الطرف الثالث في المحلات التجارية.

ويبرر وزير الكهرباء معتز موسى تغيير سياسات شراء الكهرباء وتعرفتها لما فوق 800 كيلو واط، بأنها تأتي ضمن حزمة الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، وقال إنها تمت لأجل سد العجز في الميزان التجاري الخارجي ووقف تدهور الجنيه، وأوضح الوزير أن زيادة أسعار المحروقات والكهرباء تستهدف تمويل مشروعات التنمية لزيادة الإنتاج والإصلاحات، وأشار إلى أن الفئات المتأثرة من الإجراءات الاقتصادية الأخيرة هم ذوي الدخل المحدود وتشمل الموظفين، لافتا إلي أن الدولة عملت علي زيادة بعض العلاوات لتحسين أوضاعهم ،بجانب الاسر الفقيرة، حيث تم توفير 4.5 مليون لدعم نحو 700 الف أسرة بصورة شهرية بكافة الولايات .

ثمة تبرير آخر دفع به وزير الكهرباء وهو يشير إلى أن 87% من الاستهلاك الكهربائي يتم في القطاع السكني ،وأن نسبة 9،3% يستهلكون أكثر من 800 كيلو في الشهر، وهي الشريحة التي تم زيادة اسعار الكهرباء لها وان البقية لن تتأثر بزيادة الكهرباء وان أسعارها بقيت على حالها، ولفت إلى زيادات الكهرباء استهدفت المنظمات والسفارات والاتصالات لجهة الصرف العالي مقارنة بمحدودي الدخل، مبيناً أن الزيادات طالت أيضا سلعا مستوردة تعتبر كماليات بزيادة نسبة الجمارك فيها إلى 10% مثل ادوات التجميل.

وكان وزير الكهرباء قال خلال تقديم تقرير وزارته أمام البرلمان عن دخول الوحدات الغازية والمحطات تحت الصيانة قريبا حيث أكد معتز موسى على تكثيف الجهود لاستقرار الإمداد الكهربائي وذلك عبر عدة إجراءات شملت صيانة الوحدات العاملة في التوليد الحراري بشقية الغازي والبخاري فضلا عن تجهيز وحدات التوليد المائي في مروي والروصيرص وسنار وخشم القربة وأشار إلى توريد (6) وحدات غازية اسعافية بقدرة قصوى تبلغ (150) ميقاواط وتوصيلها بالشبكة القومية، قال إنه يجري العمل فيها، وتوقع الوزير دخول بقية الوحدات الحرارية تحت أعمال الصيانة لدعم استقرار التيار كما بشر بدخول وحدات مشروع كهرباء مجمع سدي أعالي عطبرة وستيت بدءا من الربع الأخير من هذا العام وحتى الربع الثالث من العام القادم وفيما يلي التوليد خارج الشبكة أكد موسي اكتمال دخول ثلاث وحدات توليد بمشروع الوحدات المنقولة إلى الفاشر بنسبة 100% ودخول كل الوحدات الإضافية للتوليد بمشروع نيالا بقدرة (5) ميقاواط بنسبة 100% في الوقت الذي تم شراء وحدات توليد جديدة لمدينة زالنجي إذ تم وضع الوحدة الأولى في قواعدها بنسبة 100% ووحدة توليد اضافية جديدة في مدينة الضعين وأخرى في مدينة كادقلي، وكشف الوزير عن أن الطاقة المنتجة خلال العام 2015م بلغت (12.961) قيقاواط ساعة بزيادة بلغت 13.90% من العام 2014م ساهم فيها التوليد المائي بنسبة 64% والحراري بنسبة 35% والطاقة المستوردة من إثيوبيا ١% في ذات السياق قال موسى إن وزراته وضعت خطة موسعة لزيادة كفاءة استخدام المياه بالمشاريع الزراعية القائمة ومشاريع الري الكبرى بغية تحقيق أهداف الألفية لتأمين الأمن الغذائي والمساهمة في زيادة الصادرات وأشار في هذا الصدد إلى اكتمال تأهيل المقاولين وعمل كراسة للعطاء وتجهيز مستندات العقد بنسبة 100% لتأهيل مشروع الجزيرة وحول مشروعات حصاد المياه كشف الوزير عن تنفيذ 65 حفيرا في العام 2015وتنفيذ 40 بئرا من جملة 79 بئر مخططة بنسبة انجاز 50% واكتمال تنفيذ 7 سدود من جملة 9 سدود بنسبة انجاز 78% موضحا بان برنامج زيرو عطش يهدف للوصول إلى حل متكامل لمشاكل مياه الشرب في الريف والمدن وإزالة حالة العطش لتصل إلى مرحلة الصفر، منوها إلى أن مشروعات زيرو عطش تفوق(5000) مشروعا بالاضافة الى (10,000) كيلو متر من شبكات توزيع المياه.

الخرطوم: جمعة عبد الله
صحيفة الصيحة