تحقيقات وتقارير

(100) بص هل تفي؟ ترحيل طلاب ولاية الخرطوم … وصفة علاج جديدة لحل الأزمة


تعد فئة الطلاب الأكثر تأثراً بما يحدث في المجتمع سلباً وإيجاباً، لاحتياجاتهم الملحة التي لا تحتمل تأخيراً أو تأجيلاً، سيما أنهم صغار لا يعوون ما يحدث حولهم من تغيرات وتحولات سياسية واجتماعية، لكنهم يرونها عياناً بياناً عندما لا يستطيع آباؤهم تلبية متطلباتهم سواء كانت مدرسية أو تختص بالتغذية واحتياجاتهم العامة.

وفي آخر تصريح لنائب رئيس الجمهورية أمس الأول بالصحف، وجه ولاية الخرطوم بتوفير “100” بص لترحيل الطلاب لتخفيف أعباء المعيشة على الطلاب والأسر، بجانب تمليك الطلاب بطاقة الترحيل، ووجه أيضاً بالعديد من الخدمات التي تصب في مصلحة الطلاب إن وجدت حظها من التنفيذ. ولكن هل توجيه السيد نائب رئيس الجمهورية فيما يخص ترحيل الطلاب يجانب الواقع في شيء؟

للاستهلاك فقط
استنكر عدد من المواطنين التوجيه ووصفوه بـ”الخرافي” واللامعقول ولا يلامس الواقع في شيء، وقال أبايزيد عبدالرحمن “موظف”: “إن الأمر برمته مجرد كلام للاستهلاك فقط، ولن يرى النور لأنه غير مدروس وأظن أنه كان وليد اللحظة، وإن كانت الحكومة تريد تخفيف أعباء المعيشة كان من الأجدى أن لا تعلن تلك الحزم المزعومة التي لن تجلب لنا إلا السوء”. فيما اعتبرت نهى حامد “طالبة” ما قاله نائب الرئيس كأن لم يكن، وبحركة سريعة رفعت كفيها وسدت أذنيها، ثم قالت: “حتى إنني لم أسمع به مطلقاً”، وتابعت: إنه محض حديث، واعتدنا على عدم تنفيذ الوعود والتوجيهات وبتنا لا نصدق ما يقولون.

تفاؤل البعض
بدى أمير تاج السر “طالب” أكثر تفاؤلاً من سابقيه عندما قال: “أتمنى أن تكون الحكومة جادة في حل أزمتنا لأن المواصلات العامة بعد إعلان زيادة المحروقات أصبحت مرهقة للغاية، لاسيما في ظل إصرار أصحاب المركبات العامة على تقسيم الخطوط رغم زيادة تعرفة المواصلات للضِعف بدلاً من الـ”75%” المعلنة”، وأضاف: لكن فات على نائب الرئيس تحديد وقت، أو كيف سيتم ذلك؟ وهذا أمر غير مبشر، لكنني متفائل.

مستحيل التنفيذ
أشار الإعلامي د. عبد اللطيف البوني إلى أن خدمات البصات العاملة في الخطوط العامة ضعيفة وغير مجدية، وأبدى امتعاضه من الأمر برمته، وقال: “البصات الموجودة ليس لديها نتاج عملي فضلاً عن أن التي تعمل فعلياً وبحالة جيدة قليلة جداً، وخدمتها العامة ليست ناجحة ناهيك عن ترحيل الطلاب”، وأضاف: باختصار “التوجيه ما بتنفذ”، وتساءل كيف سيجمعون هؤلاء الطلاب؟ وأين يتواجدون وأين مدارسهم أو جامعاتهم؟ فهم يأتون من أماكن مختلفة، لذلك أرى من الصعب تنفيذه إن لم يكن مستحيلاً.

تجارب فاشلة
ذهب الخبير الاقتصادي والأستاذ بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا د. عبد العظيم المهل في نفس اتجاه البوني، وبدأ حديثه بجملة تساؤلات: كيف ستوزع هذه البصات، وهل سيتم توزيعها على المدارس أم الخطوط وكيف سيتم التعامل معها وهل لها تعرفة أم مجانية لفئة الطلاب، وهل ستخصص للطلاب أم سيتم تشغيلها تجارياً؟ ثم قال: “من الصعوبة بمكان تخصيصها لطلاب معينين وخطوط معينة، بالإضافة إلى أن نائب الرئيس لم يحدد أي شيء يدعو للتفاؤل بنجاح التوجيه”، ولفت إلى عدد من التجارب الفاشلة في هذا الصدد، مشيراً إلى تجربة صندوق رعاية الطلاب التي لم يكتب لها النجاح.

تعميم كامل
وأضاف المهل : من الصعب جداً تطبيق التوجيه على أرض الواقع إن لم توضع له دراسة علمية كاملة وكافية، فضلاً عن زيادة عدد البصات وقال: “العدد الذي وجه به نائب الرئيس قليل جداً مقابل عدد الطلاب، وعليهم تحديد مسار، أي وضع رؤية واضحة المعالم وإلا ستفشل فشلا ذريعا”، واستنكر د. عبد العظيم تخصيص التوجيه على ولاية الخرطوم فقط وقال: “لماذا لا يعمم على كافة ولايات السودان”، وزاد أم لأن ولاية الخرطوم هي من تبادر بالخروج في مظاهرات، ونصح القائمين على الأمر بأن يحذوا حذو مشروع الجزيرة في هذا الصدد عندما خصصت بصات لترحيل الطلاب وأساتذتهم معاً.

الخرطوم – زهرة عكاشة
صحيفة اليوم التالي


تعليق واحد

  1. السلام عليكم
    من الملاحظ ان بطاقه الترحيل لا فائده لها بالنسبه الي لانها غير ساريه المفعول الا مع البصات (الوالي) او مع الحافلات ومرات زاتو الحافلات الكمساري بقول ليك الا الكرسي الوره واعمل معاك مشكله عديل مع العلم ان البطاقه من الجهه الخلفيه مدون عليها بان يجلس في اي مقعد ولكن مثل الهايسات لا تسري البطاقه عليها ابدا ونرجي من الجهه المختصه بتوجيه سائقي الهايسات والكريزات بان يتعاملو مه بطاقات الترحيل وشكرا