تحقيقات وتقارير

الأطفال حديثو الولادة.. ضعف الرعاية الصحية يقود للوفاة.. تلوث المياه


ينعم الأطفال في أي مكان بالعالم بحياة طبيعية وهادئة وسط أسرهم، بعيداً عن الأمراض والملوثات البيئية المختلفة التي تعرض حياتهم للخطر وتقود إلى الموت، ولاسيما الأطفال حديثي الولادة، وذلك للاهتمام الذي يجدونه من الدولة، وهو حق مكفول بالدستور والقوانين المحلية والدولية.
في السودان، كشف خبير التخطيط العمراني والوزير السابق د. شرف الدين بانقا عن وفاة (62) طفلاً حديثي الولادة بين كل (1000) طفل لعدم كفاية مياه الشرب. ونبَّه إلى أن الأمراض المتراكمة من عدوى الجهاز التنفسي بلغت (19,2%) بينما بلغت نسبة الإصابة بالملاريا (11,9%) والإسهالات (5%) والتايفويد (4,8%) والأمراض الجلدية 4,7%)، العيون (1%). واتهم بانقا الجهات المسؤولة بالاستخفاف في مراقبة جودة المياه وتنفيذ معايير ومواصفات مياه الشرب. وقال: “في جلسة للبرلمان خصصت لمناقشة قضايا المياه آخر الأسبوع الماضي أن شبكات الصرف الصحي غير آمنة وأدت إلى تلوث المياه الجوفية”.

ضعف الرعاية الصحية
في ذلك، يشير اختصاصي الأطفال د. صابر أبو القاسم إلى إهمال الرعاية الصحية الأولية من قبل الدولة والمواطنين معاً. وقال: “لابد من اهتمام الدولة بالمراكز الصحية الموجودة في الأحياء، ومدها باختصاصين مهرة، وعلى المواطنين الذهاب إلى المراكز في حال حدوث حمى أو ظهور أعراض غير طبيعية على أطفالهم، لأن ذلك يساهم في القضاء على المرض في أطواره الأولى”. وعزا د. صابر تدهور المراكز الصحية لضعف الكادر الطبي العامل بتلك المراكز واعتمادهم على المساعد الطبي في التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى أن الأدوية المستخدمة لعلاج الأطفال محددة وقديمة عفى عليها الدهر، رخيصة ومفعولها ضعيف”. وقال: “يرجع ذلك إلى رداءة الشركات المستوردة للدواء”.

تأهيل مراكز
وأكد ضرورة مراجعة شبكة الصرف الصحي الملوثة للمياه، حتى لا تصيب الكبار والصغار بالأمراض الخطيرة، خاصة وأن وفاة (62) طفلاً حديث الولادة بين كل (1000) ليس أمراً هيناً، ولا يجب الاستهانة به، ولفت وزارة التخطيط العمراني إلى تدارك الأمر، وأن يعملوا حسابهم لأن هناك جهات مراقبة. وطالب بتأهيل المراكز الصحية بغية التشخيص الصحيح ووصف العلاج المناسب، وتلافي حالات الوفاة، ونصح الأمهات بغلي مياه الشرب وحفظها في أوان نحاسية أو من الحديد، وطالبهن بالابتعاد نهائياً عن الأواني البلاستيكية. ونبه إلى ضرورة زيادة وعي المواطنين وثقافتهم بالرعاية الصحية الأولية. وحمَّل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني مسؤولية ذلك مع الدولة. وقال: “يجب أن يدرك الناس أهمية التطعيم خاصة أمراض الجهاز التنفسي والنزلات المعوية”. وأشار إلى تخطي دول العالم الأول لهذه المشاكل بواسطة الرعاية الصحية الأولية والثقافة المجتمعية.

تحسين الوضع الصحي
فيما تضع وزارة الصحة الاتحادية صحة الأم والطفل من أهم أولوياتها وأوليات التنمية التي تعد من أهم المؤشرات التي تعكس مدى الاهتمام بصحة الأم وتحسين الوضع الصحي والاقتصادي والمعيشي للمجتمع. وتعد الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية،
إدارة صحة الأم والطفل بوزارة الصحة الاتحادية التدخلات الأساسية المطلوبة للحد من سوء التغذية النهوض بصحة الأطفال، وخاصة الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية، حيث أنها تعمل على تقليل سوء التغذية ووفيات الأطفال بنحو (21%)، والعمل على توفير المغذيات الدقيقة (الدعم – تدعيم الغذاء بالمغذيات الدقيقة)، ورفع وعي المجتمعات بقضايا التغذية، والتشخيص المبكر والعلاج لحالات سوء التغذية حسب البرتكولات الوطنية المعتمدة، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه القطاعات ذات الصلة للحد منها.

محاور عديدة
تقوم الإدارة بمجهودات قومية في عدة محاور أبرزها التغطية الشاملة بخدمات الرعاية، وتغطية السكان بخدمات الرعاية الصحية (86%) إلى (100%)، تحسين وترقية خدمات رعاية الأمومة والطفولة المقدمة، وتقديم الدواء المجاني للأطفال دون الخامسة، فضلاً عن وضع خطة استراتيجية لتسريع العمل على تحسين صحة الأم والطفل وخدماتهما، وتحسين وتفعيل نظام متكامل للتقصي عن وفيات الأمهات والأطفال والاستجابة. وتعمل وزارة الصحة بواسطة الإدارة العامة للرعاية الصحية الأساسية، إدارة صحة الأم والطفل من العام الماضي على زيادة التغطيه لتصل 50% هذا العام، مع فتح مراكز علاجية خارجية، مستهدفة الولايات ذات الكثافة السكانية العالية مثل ولاية الخرطوم والجزيرة.

الخرطوم – زهرة عكاشة
صحيفة اليوم التالي